ضيف عزيز يكاد يغادرنا.. المشمش أصبح من الذكريات ..! أكثر من مليون شجرة مشمش مثمرة في المحافظة .. مزارعون : تكاليف الإنتاج المرتفعة وعدم الحصول على السماد أديا لانخفاض الإنتاجية ..

تكاد تودعنا فاكهة المشمش هذا العام كضيف عزيز لم يطل البقاء بل لم يكرر حتى مروره على أغلب منازل المواطنين السوريين الذين تغيب عنهم فواكه ومنتجات بلادهم في عز موسمها  وفي غير موسمها وكأنها أصبحت من الذكريات.. وإن مرت فهي مرور عزيز…

أصناف المؤن تقل رويداً  رويداً  حتى تكاد تنعدم  و المشمش المربى أو المجفف ليس أحسن حالاً من غيره من الأصناف التي تعجز الأسرة  السورية عن التزود ولو باليسير منها… ربات  بيوت  التقت بهن “العروبة” أكدن  أن المشمش زار البيوت  مرة  واحدة  أو مرتين في أفضل الأحوال فسعره  المرتفع حرم  أولادنا منه  و من مربى المشمش الذي اعتدنا  أن يكون من  أهم أصناف المونة  في البيت للشتاء وذلك  لارتفاع سعر المشمش والسكر و عدم  توفر الغاز و كلها  أمور أدت لإلغاء فكرة  مربى المشمش من أساسها..

مزارعون أكدوا أنهم ليسوا أفضل حالاً من المواطنين فتكاليف الإنتاج المرتفعة من حراثة  ورش وسقي أدت  لانخفاض كمية المنتج  بشكل كبير  و أثرت ظاهرة المعاومة  من ناحية ثانية على الكمية المتوقع إنتاجها.. وأكد مزارعون آخرون  لـ “العروبة”  أن أشجار المشمش لم تحظ بالحصول على السماد من المصرف الزراعي أسوة بأشجار التفاح  وأنهم في هذا الموسم كانوا بين فكي كماشة إما شراء السماد بأسعار خيالية من السوق السوداء أو ترك الأشجار بلا تسميد وفي الحالتين المتضرر الأكبر هو المزارع.. مؤكدين أنه رغم ارتفاع سعر المبيع للمشمش إلا أنه لم يسدد ثمن التكلفة.. وهم بحسب قولهم كمن يحتار في أمرين أحلامها (مرُّ) فلا إمكانية لخدمة الأشجار بشكل مناسب ولا هم قادرون على إهمال بساتينهم مصدر رزقهم الأساسي

٦٦٩٠.٨ هكتارات كلها سقي

مدير زراعة حمص المهندس عبد الهادي درويش  قال إن الوحدات الإرشادية على امتداد الريف بالمحافظة لا تدخر جهداً لتقديم الدعم العلمي  و الإرشادات الصحيحة للمزارعين والقيام بجولات ميدانية لتقديم العون و المشورة وأوضح درويش أن إجمالي المساحة المزروعة بأشجار المشمش في المحافظة تصل إلى ٦٦٩٠.٨ هكتارات كلها تروى بالسقي وتضم هذه المساحات ١٠٣٢١٥١ شجرة منها ١٠١٥٤٤٠ شجرة مثمرة  بلغ إنتاجها ٤٨٠٤٤.٥ أطنان تقريباً وأوضح أن المساحة الأكبر تتركز في مركز القصير وتبلغ ٦٣١٩.٢ هكتار وإنتاجها ٤٧٣٥٠ طناً يليها المركز الشرقي بمساحة تصل إلى ١٨٤ هكتاراً بإنتاج يصل إلى ١٧٨.٦ أطنان  وباقي المساحات تتوزع في المركز الغربي ومراكز تلكلخ والرستن و القريتين.

تسميد المشمش

المهندس الزراعي هيثم جريج رئيس إرشادية جوسية أوضح أن المساحة التابعة للإرشادية تبلغ ١٦١٥٣ دونماً في قرى ربلة جوسية و النزارية مؤكداً أن المساحة تراجعت  بمقدار الربع بسبب ظروف الحرب وتعرض الأشجار للقطع وأوضح أن المرض الأكثر انتشاراً لهذا  العام كان الإصابة بالمانيلا و الإصابات الخشبية و أوضح أن أغلب المزارعين يقومون بعمليات الرش بشكل منتظم  ولكن هذا العام وبسبب التكاليف الكبيرة  وارتفاع أسعار المبيدات لم يقم الأغلبية بعمليات الرش بالشكل الأمثل موضحاً أن إصابات حشرة الكابنودس وغيرها كلها بقيت تحت السيطرة  ولم تتخط أي إصابة فطرية أو حشرية العتبة العادية… ونوه جريج أن الأشجار لم تحصل على السماد اللازم لعدم تخصيص سماد لأشجار المشمش من قبل المصرف الزراعي وارتفاع  سعره في السوق السوداء بشكل كبير يعجز فيه المزارع عن التزود بكامل احتياجه من السماد ولم يحظ المشمش بحصة سماد من المصرف الزراعي كبساتين التفاح التي تم تخصيص ٤ كيلو للدونم  الواحد منها…

أشجار النزارية وجوسية بلا مياه

وعن الري أوضح جريج أن البساتين تسقى من شبكة  ري من أعالي العاصي بالسرح وهذا العام أطلقت المياه في شبكة الري في قرية ربلة فقط و لم يتم إطلاق المياه في شبكة الري في قريتي النزارية وجوسية مما اضطر المزارعين للري معتمدين على محركات المازوت وهو أمر ضاعف تكاليف الإنتاج بشكل كبير وزاد الطين بلة عدم تخصيص مازوت زراعي لأغراض الري.. وإنما المازوت الزراعي كان مخصصاً فقط لأعمال الحراثة بمعدل ٥ ليترات مازوت لكل دونم على ثلاث دفعات استلم المزارعون دفعتين منها فقط والثالثة لم تسلم..

تحول مدعوم للري الحديث

و تحدث جريج عن تحول عدد كبير من المزارعين للري باستخدام الطاقة البديلة وهو تحول إيجابي وواضح في بساتين كثيرة تتجاوز مساحتها ٥٥٪ من المساحة التابعة للإرشادية وأغلبها إن لم تكن كلها مدعومة بقروض من مشروع التحول للري الحديث.. وهنا لايفوتنا الحديث والكلام مازال لجريج عن مشكلة الآبار الخاصة غير المرخصة في المنطقة وعددها لايستهان ويواجه المزارعون صعوبة في تجديد الرخص كون المنطقة قريبة من العاصي.

إنتاجية متوسطة

وعن الإنتاج لهذا العام أوضح جريج انه متوسط لعدة أسباب منها ظاهرة المعاومة لعدة أصناف وأغلبها من الطلياني وبالنسبة لصنف البسبوسي كانت نسبة الإزهار كبيرة لكن في بعض المناطق وبسبب ارتفاع درجات الحرارة انخفضت نسبة العقد ولكن هذا الانخفاض كان بنسب متفاوتة حسب الحالة الصحية للشجرة ودرجة التسميد أما الصنفان الفرنسي والتدمري كانت نسبة العقد فيهما خفيفة مقارنة مع السنوات السابقة والإنتاج لهذا العام تراوح بين ١٠ إلى ١١ ألف طن بينما تجاوز في العام الماضي ١٤ ألف طن. عود على ذي بدء

الآن “والكلام للمحررة” لسنا بصدد التواصل مع جهات أكثر لعرض مشكلة واضحة وضوح الشمس و لكن لابد لنا من الحديث بالفم الملآن أن المزارعين و بمختلف مناطق المحافظة و القطر بشكل عام بحاجة لدعم مادي وملموس على أرض الواقع يشمل كل المحاصيل و بذلك نتمكن  من العودة إلى صف الدول القادرة على تحقيق أمنها الغذائي و دعم اقتصادها المحلي ذاتياً.

هنادي سلامة

المزيد...
آخر الأخبار