تربية دودة الحرير في “رام العنز” مشروع اقتصادي بحاجة للدعم والتمويل … المربون : منح قروض وأسواق تسويق و تصريف..

يعد دعم مشروع تربية دودة القز وتأمين المادة الأولية للمربين ضرورة لإعادة إحياء تربية دودة الحرير وعودة  الألق لصناعتها وزيادة إنتاج الحرير الطبيعي وتشجيع المربين بعد انقطاع طويل ,و عملت وزارة الزراعة على وضع قواعد وتوجيهات وإرشادات لعمل المربين لاسيما أن الحرير ذو جدوى اقتصادية هامة…

و للاطلاع على أحد المراكز زارت “العروبة” مركز تربية دودة الحرير في قرية رام العنز …والتقت رئيس دائرة الوقاية بمديرية زراعة حمص الدكتورة محاسن سليمان فقالت : بهدف إحياء تربية دودة الحرير وبالتعاون بين وزارة الزراعة وغرفة زراعة دمشق وريفها تم استيراد 100 علبة بيض من سلالة هندية عالية الإنتاجية وتوزيعها على المربين المكتتبين بسعر الكلفة فقط موضحة أن تربية دودة الحرير تنتشر  في كل من حمص وحماة واللاذقية وطرطوس موضحة أنه تم طرح هذه البيوض ذات الحرير الأبيض والأصفر بسعر رمزي تشجيعي للمربين 350 ألف ل.س للعلبة الواحدة المتضمنة 30 ألف بيضة ,مشيرة  أن سورية خلال الفترة السابقة حافظت على تربية دودة القز من خلال السلالات المحلية المتوفرة  , ودعم  الوزارة لمراكز التربية والمربين وتوفير البيوض وتربيتها  للعمر اليرقي الثالث وتوزيعها مجاناً وإنتاج الشرانق ومردوديتها على المربين  كخيوط.

توزيع مجاني

وأضافت : قامت الوزارة بتوزيع 150 ألف غرسة توت مجاناً العام الماضي لتأسيس المشروع  كما وزعت غراس بأسعار تشجيعية  أيضاً لاستقطاب المربين  الجدد وتأهيلهم فنياً وتقديم الخبرات والدعم اللازم في تربية دودة القز  منوهة أن نصيب محافظة حمص 1500 غرسة تمت زراعتها في الحواش وقرى عزير وخربة الحمام   و بلغ عدد المربين في حمص خمسة مربين أربعة منهم يقومون بتربية السلالة المحلية ومربٍ  واحد يقوم بتربية السلالة الهندية .

تربية دودة الحرير فقط

وأوضحت الدكتورة سليمان  أن مركز تربية دودة الحرير في رام العنز خصص لتربية الدودة فقط وليس لإنتاج الشرانق! و تأسس عام 2008 وبدأ العمل فيه عملياً لأول مرة عام 2023 ويوجد ضمن حديقة المركز حقل توت تجاوز عمره 10 سنوات ويتم العناية بالأشجار  دورياً وهي من النوع الياباني والهندي الخاص بتغذية ديدان الحرير ويضم هذا الحقل 1500 شجرة .

وبينت أنه خصص للمركز نصف علبة بيض من مركز الدريكيش (يرقات بالعمر اليرقي الثاني ) إنتاج محلي بواقع 115 ألف بيضة .

كما تم العام الماضي استلام نصف علبة بيض ديدان بالعمر اليرقي الثاني حيث  استكملت عملية التربية من خلال تغذية الديدان التي مرت بأعمار  يرقية حتى العمر اليرقي الخامس  وبدأت بإنتاج الشرانق لتصبح فراشات بعدها يتم التلقيح ووضع البيض فبات العدد خمس علب بيض.

دورة الحياة … قصيرة

وتابعت: تستغرق الفراشة حوالي الشهر ونصف الشهر كدورة حياة .. مع الإشارة إلى تناسب درجات الحرارة والظروف البيئية السائدة و يتم  في المركز تربية الدودة وتوزيع الديدان على المربين ولا ننتج الشرانق.

و تم العام الماضي إنتاج خمس علب بيض وحفظها في درجات حرارة  مناسبة   كما تم تفقيس البيض بالمركز وتوزيعه على المربين في خربة الحمام.

الجدوى الاقتصادية

وأكدت رئيس دائرة الوقاية  أن هذه المشاريع الصغيرة  هامة وذات طابع اقتصادي ومردود جيد للمربي .. لاسيما أن دورة حياة الدودة قصيرة وتحتاج رأسمال قليل مع توفر غرفة مساحتها لا تتجاوز 3 بـ 3م إضافة لغراس التوت .

وأضافت : ضمن مشروع إحياء تربية دودة الحرير وزعت الوزارة غراس التوت مجاناً وبنوعية جيدة للمربين في خربة الحمام كما تتابع الوحدات الإرشادية المربين وتتفقد آلية عملهم .. كما أقيمت دورة تدريبية للمربين للتعرف على آلية العمل والآفات والأمراض وكيفية العناية للحصول على  شرانق ذات مواصفات جيدة  وبالتالي فإن المردود مناسب للمربي من خيوط الحرير فقد يصل السعر  حتى 2 مليون ليرة لهذا فإن الإقبال جيد على العمل شرط أن يلتزم المربي بمراعاة ظروف وشروط مناخية خاصة للتربية خاصة خلال فصلي الصيف  والربيع .. فلا يمكن تربية الدودة شتاء إذ تحتاج درجات حرارة ما بين 18-26 ونسبة رطوبة  تتراوح ما بين 40-60 إضافة إلى نظافة المكان وتعقيمه باستمرار وأشارت أنه تمت زيارة المربين وتفقد آلية العمل  وتأمل أن ينتشر هذا المشروع لاسيما أن الحرير من تراث بلدنا وهو محصول ذو مردود اقتصادي جيد إضافة أن العديد من الصناعات قائمة على الحرير فهو مشروع سهل ممكن العمل به بإشراف اختصاصيين بهذا المجال .

بانتظار ..النتائج!

ونوهت أنه في السنوات السابقة ونتيجة بقاء الأجيال ذاتها من السلالة المحلية وعدم تغيرها منذ فترة طويلة.. تم استيراد سلالات هجينة من الهند وتوزيعها على المربين وسنتابع مستقبلاً إنتاج الشرنقة الناتجة ومواصفاتها وجودتها وسيتم بناء على ذلك الاستجرار واستيراد السلالات المطلوبة لذلك نأمل دعم هذا المشروع والعمل على نشر تربية هذه الدودة .

حديثة العهد

كما التقت “العروبة” المهندس نجم عمران رئيس مركز تربية دودة الحرير في رام العنز فقال :

تنحصر مهمة المركز في ( تفقيس ) البيض والاعتناء بالأطوار الأولى ثم توزيعها على المربين . ويتضمن ذلك تغذية الدودة بأوراق التوت وفق معايير محددة وتأمين الشروط الصحية المناسبة من درجة حرارة ورطوبة ونظافة وإضاءة  حيث تستغرق عملية التربية حوالي 37 يوماً تقريباً . وعلى اعتبار التجربة حديثة  رغب بعض المربين بذلك … ونحن كمركز نتواصل ونشرف على ذلك  حيث قدمنا للمربين في خربة الحمام النوع البلدي كونه مجانياً كتجربة أولى بالنسبة لهم .

كما يوجد في المركز بيض محلي (نصف علبة ) من الدريكيش وتم إنتاج 5 علب بواقع 100 ألف بيضة  ووُزِعت على المربين .

صعوبات … ومقترحات

تكمن أهم الصعوبات التي تواجه المربين في تأمين الشروط الفنية اللازمة لتربية دودة الحرير خاصة المتعلقة بدرجتي الحرارة والرطوبة وتغيير الفرشة الخاصة بالدودة والنظافة والتعقيم عدا الرائحة الخاصة بها …

حبذا لو يتم تقديم دعم مادي ومكافآت لتشجيع المربين وفتح باب التسويق بأسعار جيدة .. إضافة إلى العمل على تقديم قروض من المصرف الزراعي خاصة بهذا المشروع والمعدات اللازمة للتربية من صوانٍ خشبية وحوامل وآلات حل الشرانق شبكات خاصة.

مع المربين ..!

و التقت “العروبة ” بعض المربين.. و علمنا أنه قام كل منهم بتخصيص غرفة واسعة في منزله وافترشها بصوانٍ خشبية مليئة بدودة الحرير مع معدات أخرى خاصة بذلك …
إحدى المربيات قالت : إن تربية دودة القز تحتاج لعناية خاصة و اهتمام  كبير بالنظافة … و الرائحة مزعجة ونضطر لتحملها  .

المشروع جديد نوعاً ما في المنطقة ونعمل على تجريبه كمشروع اقتصادي مستقبلاً , و طالبت  بتقديم المعدات الخاصة بالتربية لارتفاع أسعارها.

أحد المربين : نتمنى تقديم قروض لهذا المشروع من المصرف الزراعي وأشار أن المشروع جيد في ظل الظروف المعيشية الصعبة ولكن المشكلة أحياناً في تأمين أوراق التوت علماً أننا نتواصل باستمرار مع مركز رام العنز لتربية الدودة الذي يقوم بالمتابعة الميدانية لنجاح هذه التجربة وتعميمها على المزارعين .

تحقيق وتصوير:نبيلة إبراهيم

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار