ارتفاع تكاليف الزواج عائق  كبير أمام الشباب .. د. الأسود  : منح قروض زواج ميسرة للشباب طويلة الأمد يخفف الأعباء المادية المرهقة ..

جملة من العوامل تلعب دوراً كبيراً في ارتفاع تكاليف الإقبال على الزواج يقع معظمها على كاهل جيل الشباب اليوم … خاصة أن بلدنا مازالت تعاني  من ويلات  الحرب وجيل  الشباب ممن هم اليوم في سن الزواج يعانون من ارتفاع التكاليف وتعددها على صعد عدة تبدأ من تأمين المنزل إلى جهاز العروس ( الذهب والثياب والمهر) إضافة  إلى تجهيز المنزل من الأثاث إلى تكاليف العرس  ” فستان العروس والمكياج الخاص بها” .. إلى مكان إقامة حفلة العرس (الصالة ) والمأدبة الخاصة والحضور وإلى …وإلى .. الخ.

التقت “العروبة ” عدداً من الشباب ممن هم في عمر الزواج من شرائح مجتمعية مختلفة وأعمار  تتراوح  بين 24 – 35 عاماً واطلعت على آرائهم..

بتول “خريجة هندسة” :تقول من حقي أنا أن أرتدي ثوب العروس وأقيم جلسة تصوير على الأقل .. وأقبل بخاتم فقط ولكن لا يمكن القبول بالسكن مع والدي العريس ..أريد منزلاً مستقبلاً.

أحمد “محامي ” قال :قمت بخطبة مهندسة بمساعدة أهلي طبعاً حيث قدموا لي مصاغ الذهب والمنزل والأثاث ولكن أنا مازلت بحاجة للمال بما لا يقل عن 25 مليون ليرة  إذ أن تجهيز العروس من ثوب ومكياج وموكب وصالة ..يتطلب أكثر من ذلك ..وعلى الأغلب أن يكون الزفاف دون حفل ..إذ أن تكلفة الكرسي للشخص في صالة شعبية بكلفة 75-85 ألف ليرة و هذا ما لا طاقة لي به..والعروس مصرّة على إقامة حفل زفاف وللأسف الأسعار اليوم مرعبة..

نور طبيبة تقول : خطيبي طبيب أيضاً ..تمت الخطبة ببساطة شديدة وبتكاليف معقولة بحضور الأهل  وبعض الأصدقاء فقط ..إذ تم تأجيل كل شيء لإقامة العرس لأن خطيبي اشترى المنزل  .. وأهلي قاموا بتقديم الأثاث لي كهدية .. ونحن اليوم بصدد التحضير للزفاف ..فالثياب أسعارها كاوية والعروس بحاجة  الألبسة الجديدة  ولكن للأسف الرواتب لا تكفي  لشراء أكثر من قطعة  واحدة للأسف ..

أيمن موظف قال  : أصبح عمري 40 عاماً تقريباً وأنا لم أزل عازباً بصراحة أتمنى أن أتزوج وأكون عائلة لكن ما باليد حيلة  .. فالزواج بأقل  المتطلبات كما يقال بحاجة لـ حوالي 30 مليون ليرة  وفي ظل هذا الارتفاع الجنوني للأسعار لكافة المواد لم أدخر أي مال لاسيما  أنني وأختي  نعيش مع أمي  بمنزل واحد ولا إمكانية لدي  لاستئجار  منزل  بقيمة لا تقل عن 500 ألف ل.س إذ أن راتبي  350 ألف ليرة  لذلك أفضل عدم  الزواج  على التورط فيه وإنجاب الأطفال.. والوقوف عاجزين عن تأمين طلباتهم.. للأسف الشديد.

ريم قالت : تمت الخطبة  لشاب  وقبلت بخاتم  الزواج  فقط وبلباس بسيط جداً  ويوم الزفاف أقمنا حفلاً بسيطاً بالمنزل واستأجرت ثوب زفاف ضمن إمكانياتنا .. فلا بد للعروس أن تكون واقعية فالظروف المادية صعبة للغاية.. وللعلم سنقيم  مع عائلته بالمنزل.. موضحة أنها تعمل  بزراعة الخضار  وتساعد زوجها  في مواسم مثل جني الزيتون والقبار وغيره..  فالظروف الاقتصادية ضيقة للغاية .

كما زارت “العروبة” عدداً من صالونات ومراكز تجميل العروس  وكانت الآراء التالية :

في أحد الصالونات علمنا أن  تجهيز العروس اليوم بدءاً من تجميل الأظافر إلى المكياج وشعر العروس بحده  الأدنى يكلف ما بين مليون إلى مليونين ونصف دون ثوبها.. و تختلف التسعيرة  لتجهيز العروس من مركز  لآخر حسب موقعه..

في مركز تجميل آخر قال المسؤول عنه  تكلفة تجهيز العروس  بدون فستان العرس  ما يقارب 2-3 ملايين من جانب آخر هناك متطلبات تفرض على المركز من رسوم وضرائب  عدا عن  نوعية المكياج الذي يوضع للعروس وتصفيف شعرها وحسب الإكسسوارات ناهيك عن إبداع الكوافير بالموديل المطلوب…

ديمة كوفيرة في صالون تقول : تكاليف تجهيز العروس يحدده  نوعية وجودة المواد المستعملة في المكياج إضافة إلى  مهارة الكوافير وحسب طول شعر العروس والموديل المطلوب  والإكسسوار اللازم وغيره لذلك يقارب تجهيزها بدون فستان العرس 2 مليون ليرة  .

صاحبة مركز  لتجهيز العرائس  تقول :إن التكلفة الباهظة لتجهيز العروس كذبة ابتدعها أصحاب الصالونات الخاصة بتجهيز العروس  علما  أن التكلفة في حقيقتها لا تصل للأرقام الخيالية التي يتقاضاها هؤلاء والتي  تصل 5 أو 6 مليون حتى 10 ملايين وهي في حقيقتها لا تتجاوز المليون أو حتى المليون ونصف فقط متضمنة ثوب العروس لا سيما أن ثمنه وهو جديد لا يتجاوز المليوني ليرة  ويكفي تأجيره في كل مرة بقيمة 500 ألف ليرة لماذا المبالغة والطمع والجشع فلا تسعيرة خاصة بذلك سوى الضمير وصاحب الصالون هو من يرفع التسعيرة  على مقاس جشعه وطمعه.

 

كما التقت “العروبة”  الدكتور عبد الغفور الأسود أستاذ في كلية التربية الثانية بجامعة البعث وحدثنا عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية لارتفاع تكاليف الزواج فقال :إن ارتفاع التكاليف يؤدي إلى إحجام بعض الشباب عن فكرة الزواج  ولهذا أثره السلبي على بنية المجتمع ككل خاصة   //الأسرة //وقد يلجأ الشباب في هذه الحالة إلى سلوكيات لا أخلاقية مما يؤثر على اندماجهم بالمجتمع ومن ثم تفكك المجتمع تدريجياً

فالزواج مؤسسة اجتماعية تساهم في تكوين الأسرة وعند الإحجام عن ذلك جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة خاصة لأصحاب الدخل المحدود سيؤثر سلباً على تطور المجتمع لذلك لابد من التخفيف والتقليل والحد من هذه التكاليف والمظاهر ومنح قروض زواج ميسرة للشباب طويلة الأمد ..كما نعول على وعي الأهل ووعي المقبلين على الزواج أيضاً وتنازل كل من العروسين بشكل رضائي والاقتناع بما هو متوفر وميسر ..

ويضيف :  الأسعار والتكاليف مزاجية عند أصحاب المهن ويمكن للشباب الاستغناء عن كثير من المظاهر والتخفيف ما أمكن منها والقبول بما هو ميسر.

وتابع القول :إن الهدف من الزواج هو تكوين أسرة وسيكون هناك أطفال وإن لم تنشأ في بيئات سليمة تربوياً ستشكل خطراً على ذاتها وعلى المجتمع معاً لذلك تم حصر تسجيل الزواج بالمحاكم الشرعية لضبط ذلك وهذا أمر ضروري وسليم نظراً لوجود حالات غير مسجلة ونجم عنها أولاد غير شرعيين .

واختتم  :إن المجتمع في حالة تطور دائمة والأسرة هي اللبنة الأساسية فيه لذلك نجد أن كثيراً من الأهالي قد استغنوا عن مهر الفتاة رغم أنه حقها وقبلوا بما هو ميسر لدى الشاب كما أن الموروث الديني شجع ومهد لذلك جيداً بما يخدم هذه المسألة كي لا يترك العامل الاقتصادي عائقا في وجه الزواج لا سيما أن الوضع الاقتصادي  غير ثابت ومتحول من فترة لأخرى .

وحبذا لو يتم متابعة ارتفاع تكاليف الزواج والعمل على تنظيمها بما يخدم المجتمع ككل .

نبيلة إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار