الرضاعة الطبيعية هي عملية تعود بفوائد صحية عديدة على كل من الأم والطفل. ومع ذلك، قد تواجه الأمهات تحديات وصعوبات تمنعهن من البدء أو الاستمرار في الرضاعة الطبيعية.
وللحديث عن أهمية الإرضاع الطبيعي وانعكاسه على صحة الأم والطفل تواصلت العروبة مع اختصاصية التغذية لينا رباحية حيث قالت :الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية الطفل، بل تحمل في طياتها فوائد صحية ونفسية لكل من الأم والطفل والأسرة,حيث يلعب حليب الأم دوراً حيوياً في تعزيز صحة الطفل وتقوية مناعته، وكذلك في دعم صحة الأم بعد الولادة.
وأضافت :عندما تقوم الأم بالرضاعة الطبيعية، يتم إفراز هرمون الأكسيتوسين (الهرمون المسؤول عن المشاعر الإيجابية في الجسم) من الغدة النخامية.
إضافة إلى أن الرضاعة الطبيعية تتطلب طاقة كبيرة، مما يساعد الأم على حرق الدهون التي تراكمت خلال الحمل.
وقاية من الأمراض
وأشارت رباحية أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الأطفال بأمراض، مثل الإسهال، والالتهاب الرئوي، وهي أسباب رئيسية لوفيات الأطفال. كما أنها تقلل من احتمالية الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي.
تشجيع ودعم
وأوضحت أنه من الضروري تقديم الدعم والتثقيف للأمهات حول فوائد الرضاعة الطبيعية كالدعم العاطفي والاجتماعي من الزوج،والمحيط العائلي مما يعزز قرار الأم بالبدء والاستمرار في الرضاعة الطبيعية, كما أن توفير المعرفة والدعم يمكن أن يساعد الأمهات على تجاوز التحديات، وتحقيق تجربة رضاعة ناجحة وإيجابية.
وأكدت على أهمية بث الاطمئنان في نفس الأم وتشجيعها، بالإضافة إلى منحها فرصة للتعبير عن مخاوفها وطرح أسئلتها. هذا النوع من الدعم يمكن أن يساعد الأمهات على الاستمرار في الرضاعة الطبيعية طالما يرغبن في ذلك. وفي حالة التوقف المبكر عن الرضاعة، قد تواجه الأمهات مشكلات صحية، وكذلك الشعور بخيبة الأمل والحزن لفترة طويلة، وتذكيرها بأن هذه التحديات لا تعني أنها أم سيئة، وأن من حقها طلب المساعدة والدعم.
و تابعت: تلعب الرضاعة الطبيعية دوراً حيوياً في تقوية الجهاز المناعي للطفل خلال الأشهر الأولى من حياته. وتستمر فوائد الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة بعد الفطام، حيث يواجه الأطفال الذين رضعوا طبيعيا معدلات أقل من الحساسية، الربو، السكري، والسمنة في مراحل لاحقة من حياتهم.
لذلك تعتبر الرضاعة الطبيعية الخيار الأمثل لتغذية الرضيع، ودعم جهازه المناعي بشكل فعال ومستدام. إضافة إلى الفوائد الصحية، تعزز الرضاعة الطبيعية الترابط العاطفي بين الأم والطفل، مما يسهم في التطور النفسي والاجتماعي للطفل، فالاستثمار في الرضاعة الطبيعية ليس فقط يفيد صحة الطفل، بل يعود بفوائد اقتصادية واجتماعية على المجتمع ككل من خلال تقليل تكاليف الرعاية الصحية، وتحسين جودة الحياة.
وختمت بالقول : الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية غالباً ما تكون لديهم مهارات أقوى في التفكير النقدي، وذاكرة أفضل، إضافة إلى القدرة على التحدث في عمر مبكر، ومهارات حركية أفضل. هذه الفوائد البدنية والعقلية تؤدي إلى نتائج إيجابية على الصحة النفسية للطفل في المراحل المبكرة والمتأخرة من النمو.
بشرى عنقة