النهضة السورية تعيدها إلى الخارطة الاستثمارية العالمية.. مشاريع استثمارية ضخمة تعكس رؤية حكومية لمستقبل مزدهر لسوريا الموحدة

تشهد سوريا تحولاً اقتصادياً تاريخياً بإعلان استثمارات قياسية تبلغ 14 مليار دولار، أي ما يعادل سبعة أضعاف ميزانيات السنوات الأخيرة للنظام البائد.

تتركز هذه الحزمة الاستثمارية على مشاريع بنية تحتية إستراتيجية تهدف لإعادة إعمار البلاد وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، حيث يأتي مشروع مطار دمشق الدولي كأكبر هذه المشاريع بقيمة 4 مليارات دولار، ليكون بوابة سوريا الجديدة للعالم ونقطة وصل حيوية بين الشرق والغرب، وهو ما أكد عليه المبعوث الأميركي توماس باراك عندما وصف دمشق كمركز تاريخي للتجارة والنقل.

إلى جانب المطار، يبرز مشروع مترو دمشق بملياري دولار كحل استراتيجي لأزمة النقل في العاصمة، بينما تستحوذ مشاريع التطوير العقاري مثل أبراج دمشق والبرامكة على حصة كبيرة من الاستثمارات، مما يعكس حركة البناء والعمران ويشكل نقاط جذب سياحي وتجاري.

هذه المشاريع ليست مجرد منشآت مادية، بل تمثل محركات للتنمية الشاملة، حيث من المتوقع أن توفر عشرات الآلاف من فرص العمل الجديدة، سواء بشكل مباشر في الإنشاءات أو غير مباشر عبر الخدمات المرتبطة بها، كما أشار رئيس هيئة الاستثمار طلال الهلالي أن هذه المشاريع تشكل “جسور ثقة بين سوريا والمستثمرين العالميين”.

تعتمد الرؤية الاستثمارية الجديدة على عدة ركائز أساسية، أولها الإصلاح التشريعي والمؤسسي لتحسين بيئة الأعمال، وثانيها الشراكة بين القطاعين العام والخاص لنقل الخبرات الدولية مع الحفاظ على المصلحة الوطنية.

كما تولي الدولة أهمية خاصة للشفافية والحوكمة الرشيدة في تنفيذ المشاريع، مع الحرص على توزيعها جغرافيا لتحقيق تنمية متوازنة تعزز الوحدة الوطنية.

تمثل هذه الاستثمارات فرصة سوريا للاستفادة من موقعها الجغرافي الفريد الذي يربط بين الجزيرة العربية وتركيا، مما يمنحها وزناً إقليمياً في معادلات التجارة الدولية.

بهذا المعنى، تصبح مشاريع البنية التحتية أدوات لتعزيز الموقع الجيوسياسي للبلاد، كما تعكس عزم سوريا على الاندماج في الاقتصاد العالمي بعد سنوات من العزلة.

ختاماً، تمثل هذه الحزمة الاستثمارية بداية مرحلة جديدة في مسيرة سوريا، حيث تجسد رؤية شاملة تضع الإنسان السوري في صلب عملية البناء.

النجاح في تنفيذ هذه المشاريع سيعيد لسوريا مكانتها الإقليمية كمركز اقتصادي وتجاري، ويسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار الذي طالما انتظره الشعب السوري، وهو ما عبر عنه السيد الرئيس أحمد الشرع بأنه “إعلان واضح أن سوريا عازمة على بناء مستقبل مزدهر”.

المزيد...
آخر الأخبار