أزمة المياه في حمص .. أسبابها وتداعياتها .. تراجع التغذية المطرية يتسبب بانخفاض منسوب مياه عين التنور ..  إعادة تأهيل الآبار ووضعها بالخدمة لسد النقص الحاصل بالمياه.. ضرورة تعزيز الوعي بخطورة الهدر في ظل التحديات الراهنة

تعيش محافظة حمص أشد الظروف المناخية قساوة في ظل شح المياه والجفاف وقلة الأمطار .

حمص التي كانت مياه ينابيعها تتدفق بقوة لتروي أهلها … اليوم بات سكانها (ريفاً ومدينة) يترقبون ساعات ضخ المياه يومياً ، حسب جداول تقنين  حددتها مؤسسة المياه لضمان وصول مياه الشرب لكافة الأحياء ..مع ازدياد الخوف من تفاقم المشكلة وانخفاض منسوب المياه وخاصة نبع عين التنور.

“العروبة” تواصلت مع مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب المهندس عبد الهادي عودة للحديث عن أزمة المياه أسبابها وتداعياتها..والإجراءات المتخذة لتحسين الضخ..

فقال : يشكل نبع عين التنور مصدر المياه الأهم الذي يغذي سكان حمص بمياه الشرب وهناك بعض المصادر الرديفة وهي آبار دحيريج وآبار أخرى موزعة ضمن أحياء المدينة .

انخفاض المنسوب

منوهاً أن نبع عين التنور كان يعطي وسطياً  130 _ 140 ألف متر مكعب يومياً، أما حالياً ومع انخفاض منسوب وواردات المياه (حسب التغيرات المناخية ) يعطي 80 _ 85 ألف متر مكعب يومياً فكميات الضخ انخفضت بسرعة عالية .

وأضاف : لا شك أن التغذية المطرية القليلة هذا العام هي السبب الرئيسي لتراجع منسوب مياه عين التنور وانخفاض الضخ.

إعادة تأهيل الآبار

وعن الإجراءات التي اتخذتها مؤسسة المياه لتحسين واقع الضخ قال : تمثلت إجراءات المؤسسة في إعادة تأهيل آبار المدينة حيث يوجد (٥٠) بئراً ، تم تأهيل ١٢ بئراً ضمن إمكانيات المؤسسة كما تقوم محافظة حمص بإعادة تأهيل بعض الآبار وقد يصل عددها ما بين ٧ _ ٨ آبار ضمن خطة المؤسسة لإعادة تأهيل جميع الآبار الموجودة لسد النقص الحاصل في مياه الشرب.

إلا أن هذه الآبار وإن كانت مهمة إلا أنها لا تعوض الاعتماد الكبير على عين التنور فهذا حل إسعافي مؤقت منوهاً أن الهدف حالياً هو تجهيز وتشغيل أكبر عدد ممكن من الآبار المعطلة وربطها بشبكة التوزيع.

وأضاف : يوجد ١٠ آبار في دحيريج ، ٩ منها بالخدمة ، علماً أنه قبل عدة أشهر كان ٤ آبار فقط بالخدمة ، حيث قامت المؤسسة بتأهيل ٥ آبار ووضعها بالخدمة وتم وصلها على خط معفى من التقنين ، بحيث تكون هذه الآبار رديفة لعين التنور .

وأشار المهندس عودة إلى المشاريع التي من الممكن أن تساهم بتحسين الوضع ، حيث يوجد مثلاً محطة تصفية في عين السمك و يتم استجرار المياه من نهر العاصي بغزارة يومية بحدود ١٥ ألف متر مكعب يوميا  موضحاً أنه حالياً يتم التنسيق مع منظمات دولية لإعادة تأهيل المحطة و أبدت (اليونيسيف) استعدادها لتأهيلها ونأمل أن تعود للخدمة قريباً.

من الأحواض المأمونة

وأضاف : هناك دراسة لاستجرار المياه من الأحواض المأمونة مثل حوض السمعليل والبدء بحفر آبار هناك وجر المياه إلى مدينة حمص ، وهذا المشروع من المشاريع الإستراتيجية ذات التكلفة المرتفعة منوهاً إلى وجود بعض الدراسات لهذا المشروع .

وأوضح أن المؤسسة أمام هذا الواقع الصعب واستجابة لأزمة المياه المتزايدة أطلقت حملة توعية شاملة لترشيد استهلاك المياه وتعزيز الوعي بخطورة الهدر في ظل التحديات الراهنة وتأتي بالتعاون مع محافظة حمص والهلال الأحمر العربي السوري ومديرية التربية .

التقنين مستمر حاليا

وأوضح أن برنامج التقنين الحالي سيستمر يوم بيوم، وفي حال تحسن واقع المياه سيتحسن واقع الإرواء بالتأكيد.

وحول ما إذا كان هناك نية لرفع تعرفة المياه أوضح أن التعرفة  موحدة في جميع المديريات، ووضع التسعيرة شأن وزاري و لا علاقة لمؤسسة المياه بحمص  بتحديدها، وحتى الآن لا جديد حول رفع التعرفة.

 

بقي أن نقول

هناك العديد من الدراسات حول الواقع المائي في حمص والتي توقع فيها  انخفاض منسوب  نبع عين التنور وربما خروجه عن الخدمة  في حال استمرار قلة الأمطار  وعدم اتخاذ إجراءات بديلة.

وكان من ضمن المشاريع  المفترض تنفيذها لاستجرار المياه   (مشروع أعالي العاصي) ،الذي  يستهدف استجرار مياه نهر العاصي وضخها إلى المدينة، بحيث يساهم في تغطية جزء كبير من حاجة حمص المائية “كحل بديل”  لكنه لم ينفذ  لأسباب لا نعلمها حتى الآن.

بشرى عنقة

المزيد...
آخر الأخبار