تشكل زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى واشنطن محطة تاريخية ستسهم بتطوير العلاقات السورية الأمريكية بعد غياب دام خمسة وعشرين عاماً.
هذه الزيارة التي تأتي في توقيت بالغ الأهمية،تمثل فرصة فريدة لكلا البلدين لاستئناف الحوار المباشر بعد عقود من القطيعة والتوتر.
تؤكد هذه الزيارة انفتاح دمشق على الحوار البناء مع واشنطن، سعياً لخدمة مصالح الشعب السوري وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
فالموضوعات المطروحة للنقاش تمس صميم القضايا السورية الملحة، بدءاً من ضرورة الضغط على “قسد” لتنفيذ اتفاق آذار/مارس، مروراً بملف رفع العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطن السوري، وصولاً إلى تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار.
هذا من الجانب السوري أما من الجانب الأمريكي، فإن هذه الزيارة توفر نافذة مهمة لفهم الرؤية السورية مباشرةً، خاصة فيما يتعلق بالملفات الإقليمية الحساسة مثل الوضع في الجنوب السوري وشمال شرق سوريا. كما تشكل منصة لمناقشة سبل بناء استقرار إقليمي دائم، والتعاون في المجالات الاقتصادية والإنسانية الحيوية مثل الصحة والطاقة.
تأتي الزيارة قبل المشاركة التاريخية للسيد الرئيس أحمد الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يضفي عليها بعداً استراتيجياً إضافياً وهي تعكس الجدية السورية في إعادة بناء العلاقات الدولية على أسس متينة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
ما يميز هذه المحادثات هو واقعيتها وتركيزها على القضايا العملية، بعيداً عن الخطابات الإعلامية, فالنقاش يدور حول خطوات ملموسة مثل إعادة افتتاح السفارة السورية في واشنطن، وبناء مسار عملي مستدام للعلاقات الثنائية، ووضع آليات عملية للتعاون في الملفات ذات الاهتمام المشترك.
في الختام، تمثل هذه الزيارة خطوة جريئة نحو فتح صفحة جديدة في العلاقات السورية الأمريكية.
وإن كانت التحديات لا تزال قائمة، إلا أن العودة إلى طاولة الحوار تشكل في حد ذاتها إنجازاً دبلوماسياً يستحق الإشادة، وتفتح الباب أمام احتمالات إيجابية تخدم مصالح الشعبين السوري والأمريكي وتساهم في استقرار المنطقة.