إدارة التنوع السوري في محاضرة تفاعلية بمدينة حمص

نظمت مديرية الشؤون السياسية في محافظة حمص بالتعاون مع مركز الحوار السوري، محاضرة تفاعلية في المركز الثقافي تناولت إدارة التنوع السوري وسبل تحويله إلى عامل قوة واستقرار خلال المرحلة الانتقالية، وذلك بمشاركة مستشار رئاسة الجمهورية للشؤون الإعلامية الدكتور أحمد زيدان.

وركز مستشار رئاسة الجمهورية للشؤون الإعلامية في كلمته، على أهمية البناء على التنوع السوري وتوظيفه لتعزيز الهوية الوطنية، ودعا إلى ترسيخ ثقافة الاعتذار لمعالجة الجروح التي خلفها النظام البائد في نسيج المجتمع السوري، مشدداً على دور الإعلام كجسر للتواصل وتعزيز الوحدة الوطنية، بشرط أن يتسم بالمسؤولية الأخلاقية والجرأة اللازمة لكشف الحقائق، باعتباره عنصراً أساسياً في تحقيق الاستقرار السياسي.

وفي تصريح خاص لمراسل سانا، أوضح زيدان، أن الرسالة الموجهة من خلال هذه الفعالية هي أن كل مكونات المجتمع السوري تمتلك القدرة على لعب دور مهم في بناء الوطن، وأكد أن التنوع يُعتبر ثراءً للمجتمعات وليس عائقاً، مستذكراً التاريخ العريق للشعب السوري.

من جانبه، تناول مدير مركز الحوار السوري الدكتور أحمد القربي، قضية إدارة التنوع ودور المجتمع المدني والسلطات السياسية في استثماره، مؤكداً أهمية خلق هوية وطنية جامعة تحترم خصوصيات جميع الأطياف، كما استعرض أسباب فشل إدارة التنوع خلال حقبة النظام البائد، مشيراً إلى السياسات التي ساهمت في تعميق الشرخ بين مكونات المجتمع، وأكد ضرورة العمل التشاركي باعتباره أداة مهمة لتجاوز الأزمات وبناء روابط جديدة قائمة على التعاون والتفاهم.

وفي تصريح لـ سانا، أشار القربي إلى دور مركز الحوار السوري في تعزيز التنوع وتحويله إلى قوة تدعم استقرار سوريا الجديدة التي يسعى الجميع لبنائها، وأكد أن المركز يعمل كحاضنة آمنة لحوارات بناءة تسهم في تعزيز وحدة السوريين.

من جهته استعرض مدير مكتب التنمية السياسية بحمص حسين المحمد الذي أدار المحاضرة المحاور التي تناولتها، وشملت: مفهوم التنوع وكيفية إدارته خلال المرحلة الانتقالية، وتجارب دول أخرى شهدت صراعات، وحلولها المستقبلية، لافتاً إلى جهود مديرية الشؤون السياسية في توفير مساحات صحية للمجتمع تمكّن الأفراد من المشاركة الإيجابية في الحياة السياسية.

واختُتمت الجلسة بحوار مفتوح مع الحضور الذين أثاروا العديد من القضايا المتعلقة بتعزيز العدالة الانتقالية وحماية التنوع السوري، كما تناولوا أهمية تعديل المناهج التعليمية، وتعزيز التعارف والتواصل بين مكونات المجتمع بعيداً عن التجاذبات على وسائل التواصل الاجتماعي.