عام مضى على بدء معركة التحرير التي كانت لها الكلمة الفصل في سيناريو التحرير الذي كتب أحرفه وأخرجه أبطال لم يعرفوا اليأس أو القنوط , ولم تثنهم كل أساليب النظام البائد الوحشية في قمع الثورة التي خطوا حروفها قبل 14عاما وكانوا مصرين الوصول إلى هدفهم المنشود في إسقاط حكم الديكتاتور الذي حكم سوريا أكثر من 50 عاما.
وبدأ التخطيط للمعركة و تنظيم الصفوف ورصها قبل بدئها, ورفعت الجاهزية إلى أقصاها بحيث يتم التنفيذ كما هو مخطط له دون الوقوع في أي خطأ.
وكان حري بنا في صحيفة العروبة أن نلتقي بعض أبناء عاصمة الثورة -كما يحلو للكثيرين تسميتها- ليعبروا لنا عن مشاعرهم في هذا اليوم وما هي دلالاته في نفوسهم.
أنور معماري قال: ما ينعش القلوب ويبهجها هو أن قرار التحرير كان قراراً سورياً بحتاً ,تمت صناعته بإرادة صلبة و قوية من أبنائها الوطنيين والذين يرفضون الإملاءات الخارجية, مع الأخذ بعين الاعتبار هو أن معركة التحرير صحيح أنها استمرت 12 يوماً فقط إنما هي نتاج 14 عاماً, لقن فيها الثوار النظام البائد دروساً في الإرادة الصلبة و عدم التراجع عن ما بدؤوا به, واضعين نصب أعينهم الوصول للحرية التي طالما صدحت بها حناجرهم في الساحات والشوارع حتى باتت حقيقة.
سهيل بريجاوي قال: إن الفرحة التي عشناها جميعاً في 8 كانون الأول الماضي – يوم التحرير – كانت بدايته في مثل هذا اليوم 27 تشرين الثاني ,عندما انطلق الثوار من الريف الغربي لمحافظة حلب باتجاه المدينة ليحرروها وكان لهم ما أرادوا في وقت قياسي, و بعد حلب اتجهوا جنوباً نحو حماة وكانت قلوبنا تتسارع مع كل خطوة يتقدمونها, ومن ثم كانت حمص فرقصنا وهللنا فرحاً و ابتهاجاً بهذا النصر الكبير, وبعد حمص بساعات كان الأبطال في دمشق و القصر الجمهوري بعد هروب الطاغية ورجالاته تاركاً الساحة للأكفأ والأجدر.
سالي دباس قال: ندرك تماماً أن التحرير الذي ننعم به كان نتيجة الوعي الكبير الذي يتمتع به من هتفوا ضد النظام الديكتاتوري , ونتيجة تنظيم صفوف الثوار ورصها والإصرار على الوصول إلى الهدف المنشود , فالشعارات التي هتفت و صدحت بها الحناجر لم تكن مجرد شعارات لا قيمة لها, بل كانت كل كلمة هتفها الثوار منذ 14 عاماً مقصودة , و أصروا على تنفيذها, فوصلوا الليل مع النهار في التنظيم و التدريب ورفع الجاهزية والبدء بالمعركة الأخيرة وصولاً إلى اليوم المنشود.
إلهام داوود قالت: ستبقى في الذاكرة تلك الفرحة التي عشناها في الثامن من كانون الأول الماضي, فقلوبنا كانت مع الثوار الذين ضحوا كثيراً وظُلِموا , فقرروا التحرر من الظلم بإرادة حرة مستقلة دون التدخل من السياسات الخارجية , فكيف للأحرار أن يقبلوا بإملاءات خارجية تكبلهم وتملي عليهم قراراتها , وهم ينشدون الحرية, فقراراتهم حرة مستقلة انطلقت من المؤسسات الوطنية و من القوى الوطنية التي تسيّر تلك المؤسسات, أما الصفوف فهي متراصة والمقاومة الشعبية قوية تقف جنباً إلى جنب مع الأبطال تؤازرهم وتشد على أياديهم.
العروبة – مها رجب