دمشق عاصمة الإعلام العربي

رغم التحديات والعقبات الكثيرة التي تواجه إعلامنا الوطني خاصة المتعلقة بتواضع الإمكانيات والافتقار إلى الوسائل والأدوات الحديثة التي يتطلبها العمل الإعلامي بعد أن استعادت سوريا حريتها وكرامتها نجاحا وتطورا ملحوظا في كسب ثقة الجمهور ونقل الواقع بكل شفافية ومصداقية وصون مصلحة الوطن والموطن في آن معا ليكون بذلك صوت الناس ينقل الوقائع والحقائق بأمانة وحرفية دون تزييف أو تشويه , وتقديرا لدوره وجهوده المبذولة تم اختيار دمشق بالإجماع عاصمة للإعلام العربي لعام 2028 جاء ذلك خلال انعقاد أعمال الدورة الخامسة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب، المنعقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة،برئاسة الجمهورية العربية السورية، وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزراء الإعلام في الدول العربية وممثلي الاتحادات والمنظمات الإعلامية ذات الصفة المراقبة.
لاشك أن الإعلام اليوم استعاد عافيته وبدأ برسم إستراتيجيته وخططه المستقبلية المتعلقة بتأهيل الكوادر الإعلامية وإعادة تفعيل وتطوير المؤسسات الإعلامية وصولا إلى خطاب إعلامي يحاكي الواقع ويرصد هموم ومشاكل المواطن والمجتمع بمصداقية والمساهمة في معالجة المشاكل والعقبات التي تعرقل عملية التقدم والتطور وبالتالي المشاركة الفاعلة جنبا إلى جنب مع جميع المؤسسات في مسيرة إعادة الاعمار والبناء الشاملة التي تشهدها سوريا اليوم في كافة المجالات والميادين .
الإعلام اليوم لم يعد فقط أداة لنقل الأخبار، بل أصبح قوة فاعلة على الأرض يؤدي دوره المطلوب في عملية بناء الدولة وتعزيز مسألة الوعي والتماسك في المجتمع .
حالة الترهل والضعف والفساد التي عاشها الإعلام في عهد النظام البائد أدت إلى تخلفه ومراوحته في المكان وعدم قدرته على مواكبة التطورات الحديثة التي شهدها الإعلام في العالم وهذا ما أوصله لمرحلة سيئة وغدا خطابه خشبيا سرعان ما فقد المصداقية وابتعد الجمهور عن متابعته هاربا من لغته غير الواقعية إلى وسائل إعلام بديلة يجد فيها ضالته المنشودة , ووصلت المؤسسات الإعلامية إلى حالة مزرية مترهلة ,فهي في واد والمواطن في واد آخر .

إن سوريا اليوم بكل ثقة تعيد بناء وتطوير قدراتها في مختلف المجالات ونظرا لدور الإعلام الهام في هذا المجال تتجه نحو ترسيخ مفهوم الحرية الإعلامية وبناء إعلام احترافي ومسؤول يحقق آمال وتطلعات المواطنين ويكون شريكا أساسيا في بناء سوريا الجديدة يشكل المرآة الحقيقية لحضارتها وتاريخها المشرق ويستعيد ثقة الجمهور التي افتقدها عبر سنوات طويلة .

محمود الشاعر

 

المزيد...
آخر الأخبار