صور الدمار و الخراب و التهجير حاضرة في ذاكرة أبناء الخالدية… الخدمات شبه غائبة وعودة الأهالي مازالت خجولة… 50% من الأبنية تفتقر لمقومات الحياة و 15% من المنازل مدمرة بالكامل.. شبكة الكهرباء قديمة و”الريغارات” بلا أغطية …

آثار الدمار في حي الخالدية بحمص دليل في ذاكرة سكانه على ما عاشوه زمن النظام البائد من ظلم وقهر …

صور تعصف بذاكرة أبناء الحي كيف كانوا يعيشون في منازلهم آمنين إلى أن غادروها خائفين يحلمون بالعودة التي طال انتظارها إلى أن تحققت الأمنية بعد التحرير.

“العروبة “التقت رئيس لجنة الحي إياد الناصر الذي أشار أن حي الخالدية من الأحياء التي عانت الظلم و التهجير و تدمير المنازل و سرقتها خلال السنوات الماضية مما حرم أهلها العودة إلى الحي سابقاً و أشار أن الواقع الخدمي سيء يحتاج إلى الكثير من الجهود لإعادة الخدمات إليه و تشجيع الأهالي للعودة إليه.

و نوه أنه تم فتح 90% من شوارع الحي لكن ما زالت الأنقاض بحاجة لترحيل كما في الشوارع المطلة على حي السبيل حيث تتجمع الأنقاض فيها و في شارعي الشوادر و الملجأ و بجانب الحدائق و تبلغ نسبة الأنقاض في تلك الشوارع 30% علماً أنه تمت إزالة الكثير من الأنقاض و الكتل الإسمنتية منها.

و بين إن نسبة الدمار كبيرة و 50% من الأبنية السكنية لا يوجد فيها أي من مقومات الحياة و هي عبارة عن هياكل إسمنتية فقط حيث تمت سرقة محتوياتها بالكامل بعد تعرضها للقصف أما المنازل التي تعرضت للدمار الكامل فنسبتها أقل من 15% ,و هنا أشار إلى الظلم الذي وقع على أصحاب بعض الأبنية في زمن النظام البائد حيث قام بعض المتنفذين بالاتفاق مع ضعاف النفوس من مجلس المدينة بعدم إجراء تقييم للمنازل و تبيان حالتها الفنية و إمكانية ترميمها إنما اتخذ قرار الهدم مباشرة مما حرم الأهالي منازلهم .

و أضاف : شبكة الكهرباء في الحي قديمة تحتاج إلى تركيب أعمدة و مد أمراس جديدة علماً أن الحي يحتاج إلى 17 محولة كهربائية لتغطي حاجة كافة المنازل ” كما كان سابقاً و حالياً لا يوجد سوى خمسة محولات مما يعرض التيار الكهربائي للانقطاعات المتكررة علماً أن استطاعة المحولات الموجودة ضعيفة قياساً لشدة التحميل كمحولة نعيم مراد و التي استطاعتها 630″ ك ف أر” و يتم تحميلها 2000 “ك ف أر”  أي أكثر من استطاعتها بثلاثة أضعاف و هذا من أكثر الصعوبات التي تواجهنا في الحي.

و أشار الناصر أن شبكة المياه مقبولة  لكن توجد بعض التسريبات في كثير من المنازل المهجورة و غير المأهولة بالسكان مما يتسبب بهدر المياه بشكل كبير كما أن شبكة الصرف  الصحي بحاجة لصيانة شاملة و أن أكثر الريكارات مغلقة بسبب الأنقاض و في حال هطول الأمطار تمتلئ الشوارع و بعض الأٌقبية في الحي بالمياه كما تحتاج تلك المصارف إلى أغطية ,وذكر أن كثير من الشوارع بحاجة  مد قميص اسفلتي  كامل,وبعضها الآخر بحاجة إلى ترقيعات زفتية ، كما في الشوارع المطلة على حي مساكن المعلمين ابتداء من شارعي القاهرة والذواق وانتهاء ببعض الشوارع التي تملؤها الحفر التي يمكن ترميمها على الأطراف .

وأوضح أن شبكة الهاتف تمتد في مدخل الحي حيث يوجد 800 خط فقط وحالياً لا يوجد أي شواغر والعلب لا تغطي إلا جزءاً بسيطاً منوهاً أنه منذ أكثر من 3 سنوات لا يوجد خطوط جديدة ولا بوابات انترنت مما يجعل الحي معزولاً عن العالم , مشيراً أنه كان يتم تركيب بعض الخطوط الهاتفية والبوابات عبر الرشاوى” على حد تعبيره” التي تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة ملايين ليرة ( حالات فردية ).

وبخصوص الحدائق قال : تحيط الحدائق بكامل الحي  لكنها تحتاج لإعادة تأهيل وزراعة أشجار مثل حدائق ( المثلثة – الجرة – وغيرها ) منوهاً إلى قيام إحدى الجمعيات بتأهيل مساحة 400م من حديقة واحدة ووضع ألعاب أطفال فيها لتكون متنفساً لهم و لأهاليهم .

وأضاف : تمر ساقية الري في بعض الحدائق كما في حديقة الخطيب البغدادي والتي تحتاج إلى تسوير للحد من حوادث غرق الأطفال فيها بسبب تعرض السور للتدمير خلال السنوات السابقة ، كما يوجد بعض الآبار مع الخزانات في الحدائق حيث كانوا يساهمون في ضخ المياه للحي ولكنهم حالياً بحاجة لإعادة تأهيل وتأمين بدل الغاطسات التي تعرضت للسرقة كما تم ردم بعض الآبار وبين أن إحدى الجمعيات كانت بدأت بإعادة تأهيل حديقة العلو لكن العمل توقف لأسباب مجهولة .

وأوضح رئيس لجنة الحي أن الخالدية تفتقر لوجود مدارس إعدادية وثانوية حيث لا يوجد سوى مدرستان ابتدائيتان فقط و من الضروري إحداث وافتتاح المدارس لتشجيع الأهالي للعودة إلى منازلهم .
كما يفتقر الحي إلى المواصلات حيث لا تدخل السرافيس إلى الحي ,حيث يضطر  المواطن للسير مسافة طويلة ليصل إلى طريق حماة ليحظى بوسيلة نقل ,ونوه إلى وجود مركز صحي مع بعض التجهيزات لكنه يفتقر للكوادر الطبية والتمريضية .

وفيما يخص واقع النظافة أوضح أن الحي بحاجة لعمال كنس إضافة لوضع حاويات جديدة في كافة الشوارع وضمان عدم بقاء الأوساخ والقمامة متراكمة فيها .

وختم بالقول: إن واقع الخدمات السيئ في الحي يجعل عودة الأهالي خجولة مما يستدعي تضافر جهود كافة الجهات المعنية لضمان تأمين الخدمات وبالتالي تشجيع السكان على العودة إلى منازلهم .

بشرى عنقة

 

المزيد...
آخر الأخبار