“مملكة “قطنا …” لؤلؤة المنطقة الوسطى “

تعاقبت على سوريا حضارات متعددة سكنتها وتركت فيها آثارا وكنوزا لا يزال الكثير منها مخبأ تحت ركام الزمن ما جعلها تنال لقبا اقترن باسمها على مر السنين وهو “سوريا مهد الحضارات”.

ولا يقتصر الأمر على المناطق المعروفة كتدمر وبصرى وأفاميا وقلعة الحصن وحلب وماري ومملكة قطنا وإنما يمتد إلى كل بقعة من أراضي سوريا التي تضم مواقع تاريخية هامة تعكس عراقة هذا الشعب وحضارته الموغلة في القدم.‏‏

محافظة حمص غنية بالمواقع الأثرية المتميزة والنادرة كتدمر وقلعة الحصن وتل قادش ومملكة قطنا(تل المشرفة)والتي سنسلط الضوء عليها ..

إلى الشمال الشرقي من مدينة حمص تنتصب مملكة قطنا التي كانت حاضرة بقوة منذ آلاف السنين وهو أكبر تل أثري وسط سورية ,وتقع بالقرب من قرية المشرفة حاليا واكتشفت عام 1924 ,وتتميز تلك المملكة القديمة بأهمية تاريخية خاصة بفضل موقعها الجغرافي الهام والزراعي أيضا كما أنها نقطة تقاطع بالغة الأهمية على الصعيد التجاري بالنسبة للطرق القديمة ,وبينت المكتشفات والألواح المسمارية أن مملكة قطنا كانت لؤلؤة المنطقة الوسطى والشمال ,حيث كانت صلة وصل مع تجار الشمال في مدينة دورا اوروبوس على الفرات وتجار الساحل السوري والبادية والساحل الشرقي للبحر المتوسط ومصر ومنطقة بحر إيجة والعراق ,وطبعا ذلك المركز الهام الذي تبوأته مملكة قطنا اكسبها أهمية تجارية.‏‏

‏بدأ الاهتمام بموقع قطنا منذ منتصف القرن التاسع عشر من خلال زيارة الموقع من قبل بعض المستشرقين أما الأعمال الميدانية فبدأت في عام 1942 من قبل فريق فرنسي واستمرت لأربع مواسم (1924- 1927 – 1928 -1929 ) وأسفرت عن كشف العديد من السويات الأثرية العائدة إلى الألفين الأول والثاني ق.م ,ويعد كشف ودراسة القصر الملكي إحدى أهم الاكتشافات التي تمت خلال تلك الفترة والذي اعتبر من أعظم المباني الملكية المعروفة في سورية ,ويعود إلى العصر الآرامي .

ومن أهم الأوابد الأثرية السورية قصور مملكة قطنا البالغ مساحتها 110  هكتارات ازدهرت خلال الفترة الواقعة ما بين 1800و1600 ق.م بفضل توسط موقعها للطرق التجارية في الشرق القديم المؤدية إلى بلاد الرافدين وساحل البحر المتوسط والأناضول وحلب وفلسطين ومصر وهو ما أمن لها موارد مالية ضخمة مكنتها من إنجاز أعمال عمرانية فريدة الطابع والمضمون.

أخيرا

من يزور قطنا يشعر أنه يدخل التاريخ من أوسع أبوابه…

المزيد...
آخر الأخبار