عشق الموسيقي علي القش الموسيقا منذ الصغر مما دفعه لإثبات قدراته الموسيقية بجدارة في هذا المجال الذي جذبه أكثر من غيره وليطور من عزفه على أكثر من آلة موسيقية ويصقل موهبته أكاديميا من خلال الدراسة في كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث .
شغف كبير
وعن بداياته الموسيقية قال :بدأت العزف منذ نعومة أظافري و كان لدي شغف كبير بالآلات الموسيقية واختياري للموسيقا لم يكن بقرار وإنما حب الموسيقا غرس في نفسي كما ذكرت سابقا منذ الصغر ففي البداية تعلمت العزف على آلتي الريكوردر والأكورديون على يد أختي وهي مدرسة موسيقا ،وفي المرحلة الإعدادية انتسبت لفرقة المراسم وتعلمت العزف على آلة الترومبون وبقيت كل مرحلة الدراسة في فرقة المراسم ،وبعد الثانوية أصبحت عازفاً جيداً على آلة الترومبون وعندها قررت أن التحق بكلية التربية الموسيقية لأزيد من خبرتي أكاديمياً وخلال دراستي الجامعية أتقنت العزف على آلة الترومبون وتعلمت العزف على آلة الساكسفون فكل آلة موسيقية لها ميزة خاصّة بها والساكسفون» صوته يجذب من يستمع إليه، ولديه ميزة الصوت الدافئ، وأنا أحببت أن أغوص في عالم هذه الآلة وأكتشفها وقد يتوهم البعض بأنها صعبة وتحتاج إلى الكثير من الجهد من أجل إتقانها، ولكن برأيي أن آلة الساكسفون تحتاج إلى طريقة معيّنة للتنفس عند العزف ولكنها ليست صعبة، و ليس هناك آلة صعبة إتقان العزف عليها وأخرى سهلة، بل هناك بعض التقنيات الصعبة لدى تعلّم العزف على آلة موسيقية.
لها وقع خاص
وعن سبب اختياره للآلات النفخية قال: لقد ذكرت سابقا أنني بدأت العزف على آلة الريكوردر ومن ثم تعلمت العزف على آلة الترمبون ودخلت كلية التربية الموسيقية اختصاص ترومبون وبعدها تعلمت على آلة الساكسفون إلى جانب عدد من الآلات النفخية
ولقد اخترت الآلات النفخية لأن العازف عندما يعزف يعطي من نفسه وروحه ويخرج اللحن من الآلة وكأنه كلام واضح يحمل اصغر تفصيل وبدون أي تعقيد لهذا السبب تعلقت بالآلات النفخية من طفولتي ..ومنذ عشر سنوات تقريباً اعزف على معظم الآلات النفخية واختياري ليس للآلة بحد ذاتها بقدر ما هو عشق للآلات النفخية بشكل عام ولكن يبقى لآلتي الساكسفون والتروميون وقع خاص في نفسي .
نشاطات مختلفة
و عن نشاطاته الموسيقية قال :لقد عزفت مع أكثر من فرقة ضمن نطاق الجامعة وأسست أنا وزملائي أول فرقة (جازباند بحمص )اسمها دبل كروش وشاركنا بمهرجانات محلية مثل مهرجان القلعة والوادي ومهرجان حمص الثقافي ومهرجان تدمر ومهرجانات اللاذقية وطرطوس .
وكنت عضوا في أوركسترا كلية التربية الموسيقية والتي شاركت بعدة عروض على أكثر من مسرح منها مسرح المركز الثقافي الروسي بدمشق وعملت ورشة عمل مع فرقة موسيقا الجاز (كريس بايرز ) الأمريكية التي زارت حمص مرتين في عامي 2009 -2010 وكان لي مشاركة في مهرجان القاضي عياض للموسيقا الجامعية الدولي في المغرب وبمشاركة عدد كبير من الدول العربية والأجنبية.
كما شاركت كضيف في حفلات موسيقية مع فرق محلية غربية وشرقية و عملت موسيقا تصويرية لعروض مسرحية قدمتها فرقة المسرح الجامعي وعروض لفرق الرقص وقد عملت على مشروعي الخاص فرقة هامش الموسيقية التي تعزف كل أنماط الموسيقا الشرقية والغربية.
يكمل بعضهما البعض
وعن أهمية الموهبة والدراسة الأكاديمية قال: الاثنين يكمل بعضهما البعض ومن وجهة نظري أن الموهبة هي الأهم لأنها تخلق مع الإنسان وتنمو معه بالفطرة والموهبة لا تصنع عازفا محترفا طالما انه يعزف سماعي ويتمتع بإحساس خارق ولكن ليس لديه أي فكرة عن الشيء الذي يقوم به من ناحية المقامات أو الانتقالات أوعلوم الموسيقا الأخرى وبالمقابل الأكاديمية من الصعب أن تصنع عازفا لا يملك الموهبة و يمكن أن يكون مجردا من الإحساس و لا تستطيع الأكاديمية تعليمه إياها .
الداعم الأساسي
وعن دور الأسرة في تنمية الموهبة قال : أنا اعتبر أن الدعم الأسري من أهم مقومات نجاح العازف وبالنسبة لي لقد دعمني أهلي كثيراً خطوة بخطوة وكانوا يتابعونني وكل نجاح حققته لهم الفضل الكبير فيه ، وقد كانت أختي وهي مدرسة موسيقا الداعم الأساسي لي فقد بدأت معي منذ الصغر حتى وصلت لمرحلة الاحتراف وأنا اعتبر أن الدعم الأسري هو حجر أساس لبناء شخصية العازف حتى يكون لديه كاريزما وطابع خاص وعندما يشعر العازف بأهمية الموسيقا التي يقدمها من خلال التشجيع والتحفيز يكسبه ذلك الثقة بالنفس وهذا يجعله يتغلب على رهبة المسرح.
لكل شيء رونقه
وعن الفرق بين الموسيقا الحديثة والقديمة قال أنا أميل للموسيقا القديمة و لكن لكل شيء رونقه الخاص القديم والحديث ولكل منهما له جمهوره،والفرق القديمة كانت توصل الألحان من العازف للمستمع و كانت تتسم بشيء من الحقيقة أما الموسيقا الحديثة صارت تستخدم التكنولوجيا الحديثة بالإضافة للآلات الكهربائية ولا ننكر وجود بعض الفرق التي تحافظ على تراث الموسيقا وتقدم أمسيات من الطرب القديم لكن بالنتيجة الموسيقا من الضروري أن تمر بمراحل تطور فالتنوع مهم كثيراً والتعرف على أنماط حديثة غربية أو شرقية شيء صحيح ولكن الأهم الحفاظ على طابع الموسيقا الأصيلة.
لغة عالمية
وعن أهمية الموسيقا في حياتنا قال :أنا أعتبر الموسيقا لغة عالمية تعبِّر مباشرة عن الأحاسيس وتوقظ مشاعر تعجز الكلمات عن وصفها و على من يريد العزف على آلة موسيقية ما أن يتمتع بالموهبة و أن يكون لدى الشخص شغف تجاه ما سيقوم به وإذا قام بتغذية هذا الشغف يصبح لديه قدرة قوية على الوصول إلى ما يريده.
الحب والإحساس
وعن مقومات العازف الناجح قال : طالما ان العازف يملك القدرة أن يقف على المسرح أمام الجمهور وينقل الحب والإحساس بعزفه فهو عازف ناجح والعازف ليس شرط أن يكون مشهوراً ليكون ناجحاً ويكفي أن يكون لديه قدرة على إيصال هذا الحب للمستمع و الموسيقي يجب أن يكون على دراية بمبادئ العمل الفني أكاديمياً ليصقل هذه الموهبة، وأيضاً يحتاج إلى الإحساس الفني ليبحر في هذا العالم العميق و ان لا يتوقف عند أي نقطة، والأعمال التي ينجح فيها يجب أن تكون دافعاً لتقديم الأفضل، بالإضافة إلى الأعمال التي لا تجد نجاحاً يجعلها درساً لتفادي الوقوع فيها .
تغيير نحو الأفضل
وعن الصعوبات التي تواجه العازف قال : كان واقع الموسيقا قبل اندلاع الحرب في حالة جيدة وكثرت المهرجانات وصار المجال واسع لأي عازف يصعد على خشبة المسرح يقدم عمله أمام الجمهور
وفي أول سنوات الحرب فقد تأثرت النشاطات الموسيقية واختفت ولكن تدريجياً ومع عودة الأمن لربوع مدينة حمص بفضل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وتحريره لمعظم المناطق بدأنا نلمس التغير نحو الأفضل في كل المجالات ومنها الموسيقا ولكن هناك بعض الصعوبات وهي حاجة للفرق الموسيقية للدعم ووجود راعي يقدم التسهيلات لإحياء الأمسيات الموسيقية.
وعن طموحه ومشاريعه المستقبلية قال : مثل أي عازف بالعالم حلمي أن أقف على أهم المسارح العالمية واعزف مع نخبة العازفين والفرق الموسيقية ومشروعي بدأت فيه عام 2014 في فرقة هامش التي أقامت خمس أمسيات وحاليا أسعى لإعادة إحياء هذا المشروع وأطمح أن أصل أنا وفرقتي لمراحل متقدمة و طموحاتي كبيرة وسأسعى لتحقيقها في مجال الموسيقا وسأبقى في تطوّر مستمرّ لأصبح أفضل من اليوم الذي سبقه فالتمرين مهمّ، ويجب أخذه بالاعتبار للوصول إلى مرحلة الاحتراف .