الخراب والدمار لم يمنع أهالي “السلومية” من العودة لمنازلهم بعد التحرير .. “الكهرباء” معدومة والمدارس مهدمة وخدمة الهاتف غائبة ..
لم تنج قرية السلومية التابعة لبلدية الغسانية في الريف الجنوبي الغربي لمحافظة حمص والمتاخمة لبحيرة قطينة من الدمار في عهد النظام البائد حيث طالتها يد الدمار والخراب مما أجبر أهلها على مغادرتها وترك منازلهم وبيوتهم وأراضيهم الزراعية هربا من الحرب…
و منذ حوالي سنتين عاد بعض الأهالي إلى قريتهم ولكن بشكل خجول , و بعد انتصار الثورة والتحرير بدأ الأهالي بالعودة تباعاً فقد أنهكتهم غربتهم عن قريتهم وعن أراضيهم الزراعية وأشغالهم وأعمالهم في القرية ,ورغم أن بعض البيوت مدمرة بنسبة ٨٠% أصر الأهالي على نصب خيم والسكن فيها مفضلين هذه الخيم على بيوت استأجروها خارج قريتهم…
و أكد راجح الخالد رئيس بلدية الغسانية لمراسلة العروبة أن عدد سكان القرية كان سابقا حوالي ٧٠٠ نسمة وعاد حوالي ٣٠٠ نسمة وأن عدد الخيم يزداد يوميا حيث وصل عددها إلى عشر خيم تقريبا تسكنها عشر أسر تعمل بزراعة أراضيها بالقمح والبطاطا والملفوف والجزر، علما أن بعض الأسر عادت إلى بيوتها التي لم تتأثر بآلة الحرب الوحشية ولم تدمّر ( وهي قليلة جداً).
وسألنا رئيس البلدية عن الواقع الخدمي في القرية فأكد أنه لا توجد شبكة كهرباء والأهالي يعتمدون على مولدات وألواح طاقة شمسية و أن البلدية رفعت عدة كتب إلى المحافظة والتي بدورها ترفعها إلى الشركة العامة لكهرباء حمص للإسراع بمد شبكة كهرباء للأهالي وهناك وعود كثيرة بتنفيذ هذا المطلب والأهالي بالانتظار.
وبخصوص شوارع السلومية فمنها مغلق بفعل الدمار ومنها قام الأهالي بفتحها عندما عادوا وخصوصا شريط السلومية- الشومرية علما أن غالبية الأهالي العائدين يقطنون ضمن هذا الشريط، مع الإشارة أن كثير من البيوت والتي تدخل ضمن المخطط التنظيمي مهدمة.
وعلمنا أن مدارس القرية مدمرة وأبناء القرية يقصدون قرية قطينة لتلقي العلم.
أما بخصوص شبكة الصرف الصحي فإن القرية مخدمة بالشبكة باستثناء بعض الأماكن التي يعتمد الأهالي فيها على الحفر الفنية.
مشيراً أن القرية تشرب من وحدة الشومرية ويوجد محطة ضخ في السلومية وهي قيد الإصلاح.
ومن المؤكد قرية بحجم هذا الدمار و بعض أهلها العائدين يأخذون الخيم مسكنا لهم لا تتوفر فيها خدمة الهاتف وكذلك الانترنت فهم بحاجة لأشواط طويلة لكي يتنعموا بهذه الخدمة..
العروبة- مها رجب