في ذكرى الثورة وانتصارها .. أهالي “الرستن”يستعيدون صور الدمار والإجرام  التي خلفها النظام البائد .. المشفى خارج الخدمة وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والهاتف متهالكة.. 25 %  من المنازل غير صالحة للسكن

اليوم وبعد 14 عاما على انطلاق الثورة السورية والتي توجت في الثامن من كانون الأول 2024 بنصر تاريخي ,يعيش السوريون عامة وأهالي حمص خاصة فرحة كبيرة  ببزوغ فجر جديد لسوريا الحرة بعد ‏ظلام طويل مليء بالخوف والرعب .

والرستن…. تلك المدينة التي كانت من أوائل المدن والبلدات التي ثارت مع الشرارة الأولى لاندلاع الثورة عام 2011 حين انتفض الثوار في وجه النظام البائد وظلمه فكان لها النصيب الأكبر من الحقد و الإجرام و الدمار, هذا و غيره حدثنا عنه محمد موسى الرحال رئيس مجلس مدينة الرستن, الذي التقيناه  مؤكداً أن النظام البائد نظر نظرة عدائية تجاه المدينة وأهلها منذ عام 2011 حتى يوم التحرير في 8 كانون الأول 2024, فكان الإهمال وعدم الاكتراث لمطالب الأهالي المحقة حول الواقع الخدمي لبلدتهم وكل ما يتعلق بحياتهم المعيشية سيد الموقف.

بحاجة استبدال

تحدث رئيس البلدية عن شبكة الصرف الصحي التي70 % منها بحاجة استبدال فهي قديمة “منذ 30 عاماً” وأقطار القساطل ضيقة  25 سم والحاجة الفعلية هي 50 سم بسبب تزايد عدد السكان الذي يبلغ حالياً حوالي 100 ألف نسمة بعد عودة الأهالي إليها بعد التحرير , وكان عددهم قبل 8 كانون الأول الماضي  85 ألف نسمة و الأهم من هذا أن شبكة الصرف الصحي تعرضت للتخريب والدمار بعد انطلاق الثورة حيث تم قصفها وتفجيرها مما أثر على غرف التفتيش والبنى التحتية , مع الإشارة أن بعض الأهالي وبسبب أعمال القصف وتدمير بيوتهم لجؤوا إلى المزارع المحيطة بالبلدة وتلك المزارع غير مخدمة بشبكة الصرف الصحي واعتمدوا على الحفر الفنية, وبعد التحرير لم يعودوا إلى منازلهم كونها مدمرة لذلك  الأمر بات ملحاً لتوسيع الشبكة و تخديم  المزارع.

و تحدث رئيس البلدية عن حالة المباني والمنازل في مدينة الرستن فمنها مهدم بشكل كلي وبعضها بشكل جزئي وهي غير صالحة للسكن وتشكل 25% من عدد منازل المدينة ومع ذلك بعض الأهالي يقطنون في منازلهم المهدمة لأنه ليس باستطاعتهم استئجار غيرها بسبب الوضع الاقتصادي والمادي المتردي لغالبية سكان المدينة , مع الإشارة إلى قيام بعض المنظمات الإنسانية بزيارة الرستن والاطلاع على واقع حياة الأهالي فيها إلا أنها لم تقدم أي مساعدة لأي عائلة حتى تاريخه.

تراكم النفايات

ومن معاناة الأهالي في المدينة  تراكم النفايات  في مكب غير نظامي لبعد المكب الرئيسي و لا تتوفر محروقات لنقل النفايات إليه ولا توجد أي محطة معالجة, علماً أنه بعد التحرير بدأت منظمة E clean  بترحيل القمامة يومياً  بعد تقسيم المدينة إلى قطاعات.

شبكة متهالكة

و شبكة الكهرباء أيضاً بحاجة استبدال  كونها متهالكة و أمراسها ضعيفة وتتعرض لأعطال كثيرة بسبب الحمولات الزائدة , كما أن شعبة كهرباء الرستن تحتاج إلى تزويدها ودعمها بآليات كرافعة سلة وسيارة ورشة صيانة واحتياجات لوجستية وأعمدة وكابلات أرضية ومحولات وأمراس ,فالمدينة كبيرة والأعطال كثيرة.

خط معفى من التقنين

وعلمنا أن شبكة المياه بحاجة صيانة وتوسيع بسبب ازدياد عدد السكان وسكنهم في الأطراف ” المزارع” و الأهم أن مدينة الرستن تحتاج لحفر آبار جديدة إذ يوجد فيها 3 آبار  وهي لا تسد حاجة الأهالي, وكباقي الأرياف تعاني الرستن من قلة المحروقات لتشغيل الديزل وضخ المياه والحل هو مد خط كهربائي معفى من التقنين على الآبار لحل المشكلة حتى يحظى كل حي في المدينة بالمياه الكافية التي يتم ضخها كل ثلاثة أيام ولكن الضخ ضعيف جداً, وساعة وصل الكهرباء غير كافية لملء الخزانات.

توسيع خطوط

ويتابع الرحال: مركز هاتف الرستن مهدم بنسبة 70% وبحاجة ترميم , كما أنه يحتاج إلى توسيع الخطوط فهناك أحياء لم تحظ بهذه الخدمة حتى تاريخه , والمدينة تحتاج إلى 10 آلاف خط هاتف بشكل إسعافي ومن الضروري تزويد مشتركي هاتف الرستن ببوابات انترنت كحد أدنى بـ 5000 بوابة .

مشفى لا نفع منه

ويضيف: رغم أنه تم بناء مشفى في الرستن منذ حوالي 30 عاماً إلا أن الأهالي يقصدون المدينة لإجراء العمليات الساخنة والباردة ,فالمشفى عبارة عن بناء لم يوضع في الخدمة  وهو يحتاج إلى بعض الصيانة والمعدات والكوادر الطبية ولو يتم استثماره فإنه سيخدم عددا كبيرا من المواطنين ليس فقط أهالي الرستن بل أهالي القرى التي حولها وبالتالي يخفف الضغط عن مشافي مدينة حمص.

و الأنكى من ذلك أنه يوجد في الرستن مركزان صحيان إلا أنهما لا يقدمان ولا يؤخران على حد تعبيره فالمستوصفان يقدمان اللقاحات والإسعافات الأولية فقط.

7 مدارس مدمرة

وعن الواقع التعليمي والقطاع التربوي في الرستن يؤكد رئيس البلدية أنه قطاع مدمر, فمنذ عام 2012 باتت جميع المدارس خارج الخدمة واضطر المجمع التربوي في الرستن لتجميع الطلاب في بعض المنازل لمتابعة تأهيلهم العلمي, ويوجد في المدينة 18 مدرسة , 7 منها مدمرة بشكل كامل  ,وتم توزيع طلاب هذه المدارس السبع على مدارس أخرى بحيث يكون الدوام نصفياً” مدرسة تداوم صباحي ومدرسة مسائي” أي ليس دمج الطلاب بل دوامين.

خارج الخدمة

وأكد رئيس البلدية أن جسر الرستن الاستراتيجي و الحيوي جداً الذي يصل شمال البلاد بجنوبها والذي قام النظام البائد بقصفه بعد تحرير حماة لقطع الطريق على  الثوار ومنعهم دخول  الرستن  وحمص وباقي المدن لتحريرها  ما زال خارج الخدمة فالجسر تضرر كثيراً كما تضرر جسم السد وتم تحويل الطريق بالنسبة للآليات الكبيرة إلى السلمية , والسيارات الصغيرة إلى داخل الرستن حفاظاً على السلامة العامة.

من المعروف أنه يوجد في الرستن مخبز آلي يزود أهالي الرستن و القرى المحيطة بمادة الخبز وإنتاجه جيد ويكفي حاجة السكان.

مد يد العون

وتحدث الرحال عن الجانب الإنساني في الرستن التي يوجد فيها عدد لا بأس به من ذوي الإعاقة وكبار السن وأطفال دون معيل”لا أب ولا أم” استشهدوا بعد اندلاع الثورة  ويبلغ عددهم حوالي 2000 طفل وهم بحاجة لمن يأخذ بيدهم ويرعاهم سواء منظمات إنسانية أو غيرها لتقديم الدعم المادي والمعنوي والنفسي .

وختم أنه بعد تحرير البلاد حظيت مدينة الرستن بنوع من الاهتمام وبدأ تنفيذ مشروع الصرف الصحي عن طريق منظمة اليونيسيف وبدعم من محافظة حمص والمشروع عبارة عن تركيب 13 وصلة بطول 2100 متر و هو مشروع إسعافي لأن  مياه الصرف الصحي كانت تسيل في الشوارع والوضع متفاقم و لم يعد يطاق.

 

 

المزيد...
آخر الأخبار