الفنان التشكيلي إبراهيم عصورة : النقد الفني بحاجة إلى أكاديميين وثقافة فنية عالية… افتقدنا الحرية الفكرية في ظل النظام البائد  

الفن التشكيلي قبل التحرير كان سيئا للغاية لعدم وجود الحرية الفكرية  هكذا وصف الفنان التشكيلي إبراهيم عصورة واقع الفن في ظل النظام البائد ,مشيرا أن النقد الفني بحاجة إلى أكاديميين وثقافة فنية عالية وخبرة طويلة  في المجال الفني ،و أنه ليس باستطاعة  أي فنان أن ينقد اللوحة إن لم يكن اختصاصيا ،فهذا يحتاج خريجاً جامعياً من كلية الفنون الجميلة قسم النحت ،فموضوع النقد حسب رأيه  هو اختصاص  وليس هواية مؤكدا على أهمية إعطاء الفنان الحرية المطلقة وعدم استخدامه كدمية ووسيلة .

الانطباعية والتعبيرية

وعن المواضيع الفنية التي يتناولها قال: تستهويني الطبيعة متأثرا بالفنانين الانطباعيين وأسلوبي الفني مابين الانطباعية والتعبيرية فأحيانا أقحم الطبيعة في داخلي وأضفي عليها مشاعري وأحاسيسي  و في أحيان أخرى أكتفي في البحث في العجينة اللونية الانطباعية وإظهار انعكاس الألوان على بعضها وعلاقة المتجاور منها وانطباعها في العين المجردة والنفس الإنسانية بنفس الوقت وعدم إهمال تلك الألوان البسيطة غير المشعة التي تسيطر عليها الألوان القوية التي تأخذ عين الناظر وتحتل اللوحة ولا تسمح لتلك الألوان بالتعبير عن نفسها والظهور فأنا أقوم بالتعبير عنها وإظهارها للوجود فهي أحاسيس اللوحة المبهمة وروحها الحقيقية  .

تمثيلية وشكلية

وعن التجديد والتغيير في طرح مواضيعه قال :لا يوجد تغيير كبير في طرح المواضيع الفنية لأن الفنان في هذا العمر صعب عليه أن يتغير فحياته الفنية تكون قد تبلورت ولكن التغيير يمكن أن يكون بسيطا حيث يقحم بعض المواضيع السياسية و هذا كان قبل التحرير من المستحيل أن يجرؤ على ذلك وكان هناك صعوبات كثيرة بالنسبة للفنان فلم تكن هناك حياة فنية حقيقية بل كانت تمثيلية وشكلية لخدمة أغراض سياسية .

معارض وملتقيات

وعن المعارض الفنية التي شارك فيها قال: شاركت بعدة معارض أثناء الدراسة الأكاديمية في دمشق  ومعارض في صالة صبحي شعيب في حمص وملتقيات فنية نظمها الاتحاد ،مشيرا إلى الصعوبات الكثيرة التي  واجهته في البدايات لعدم وجود اهتمام بالفن بشكل عام في المدارس حيث كانت حصة الرسم مجرد حصة للهو واللعب ولا يوجد أساتذة مختصين وكنت أبحث عن المعلومة  في المصادر والكتب الموجودة في المركز الثقافي بحمص باجتهاد شخصي  وجمعت ملخصا عن الرسم من العديد من الكتب.

إقحام روح الشباب

وعن رأيه بعمل نقابة الفنانين التشكيليين بحمص فقد عبر عن عدم رضاه عن أدائها مشيرا إلى أن  النقابة بحاجة إلى  تجديد وإقحام روح الشباب والخريجين الجدد لكي ينشط العمل الفني والملتقيات الفنية ,وتكون نسبة الشباب فيها أكبر واحترام الفنانين لبعضهم والنقد الذي  يخدم الفن وليس المصالح الفردية .

وأكد أن صالة صبحي شعيب غير مجهزة للعرض من إضاءة ونظافة  معتبراً ذلك إهمالا حسب رأيه  فبدلا من أن يقوم الاتحاد بدعم نقابة الفنانين بحمص بالأموال من أجل الإصلاح فإنه يحاصصها من استثمار الحديقة و التي تحولت إلى مقهى  فلا يشعر أحدنا بأنه يدخل مبنى اتحاد فنانين تشكيليين بل مقهى,مطالبا بانتخابات نقابية جديدة يشارك فيها كل الفنانين من كل الأعمار دون استثناء والتركيز على شريحة  الشباب .

كما عبر عن استيائه من انضمام فنانين تشكيليين غير أكاديميين للنقابة لأنهم يأخذون الكثير من حقوق  الجامعيين بالترشيح والتدريس في مركز صبحي فنحن تعلمنا كي لا نعلق شهادتنا على الحائط بل لنرفد المجتمع بالعلم الأكاديمي .

يذكر أن الفنان التشكيلي إبراهيم عصورة مواليد مدينة حمص1973 درس الفن التشكيلي في  كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق “قسم التصوير” .

هيا العلي

 

المزيد...
آخر الأخبار