بعد أربعة عشر عاما يحيي أهالي حمص ذكرى اعتصام الساعة، تلك الذكرى التي تضم بين طياتها الكثير من البطولة و الإرادة و التوق للحرية و الانعتاق من نير الظلم و القهر الذي مارسه النظام البائد على مدى عقود، و لم تخلو هذه الذكرى من المآسي و الذكريات الحزينة التي حدثت أثناء قيام أدوات النظام و أجهزته بفض الاعتصام لكم أفواه الشعب الذي انتفض ليطالب بحريته و إسقاط النظام المجرم ، ليسكت الأصوات المطالبة بحريتها بالقوة و الوحشية .
كان الاعتصام السلمي الأول في سورية و الذي رفع شعارات السلمية و الوحدة الوطنية بين كل أبناء الشعب السوري و منها “واحد واحد واحد الشعب السوري واحد” و أيضا “سلمية سلمية” و بوضوح نادى المعتصمون بإسقاط النظام ، إلا أن هذه السلمية و المطالب المشروعة للشعب قوبلت بالعنف و الوحشية التي سقط بسببها العديد من الشهداء الذين تحول تشييعهم إلى مظاهرات حاشدة حفرت بذاكرة الأهالي ، و ها هم اليوم و بعد أن من الله على هذا الشعب بالنصر و الحرية و الخلاص من النظام المجرم البائد يحيون هذه الذكرى التي ستبقى شاهدا و دليلا على إرادة الشعوب الحرة التي لا بد أن تنتصر مهما طال الزمن و رغم الصعوبات و المآسي فلا بد ل الليل أن ينجلي و لا بد للقيد أن ينكسر .
يحيى مدلج