في خطوة تهدف إلى دعم القطاع الصناعي وتعزيز قدرته التنافسية، أصدرت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء قراراً يقضي بتخفيض سعر الكيلوواط ساعي للخطوط المعفاة جزئياً أو كلياً من التقنين، ليصل إلى 1500 ليرة سورية بدون الرسوم بعد أن كان بحدود 2375 ليرة سورية مع الرسوم، وجاءت هذه الخطوة استجابة لمطالب الصناعيين الذين أكدوا أن ارتفاع تكاليف الكهرباء، شكّل عائقاً أمام زيادة الإنتاج ورفع القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية.
وفي هذا السياق أوضح مدير المدينة الصناعية بحسياء طلال زعيب أنّ هذا القرار سيحدث تحولاً نوعياً في واقع العمل الصناعي داخل المدينة، وأضاف
: ” لطالما طالب الصناعيون بهذا التخفيض نظراً للأثر المباشر الذي يتركه سعر الكهرباء على تكاليف الإنتاج، اليوم وبعد صدور القرار نحن أمام مرحلة جديدة من النمو الصناعي، إذ ستتمكن المنشآت من تخفيض نفقاتها التشغيلية، مما يتيح لها التوسع في الإنتاج ورفع جودة المنتجات، وبالتالي تعزيز فرصها في المنافسة داخل الأسواق المحلية والخارجية.”
وأشار زعيب إلى أن هذا القرار لا ينعكس فقط على تخفيض التكاليف، بل يسهم أيضاً في تعزيز استدامة العمل الصناعي وزيادة عدد فرص العمل داخل المدينة الصناعية بحسياء، حيث سيشجع الصناعيين على استثمار المزيد في توسيع منشآتهم وتحسين خطوط الإنتاج. وأضاف: “المدينة الصناعية بحسياء تعد واحدة من أهم القلاع الصناعية في سوريا، والتسهيلات التي نقدمها للمستثمرين تلعب دوراً رئيسياً في دفع عجلة النمو الصناعي. هذا القرار يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز استقرار الصناعة وتحقيق نهضة حقيقية في قطاع الإنتاج.”
من جهته أكد الصناعي محمد حاج حسين أن الكهرباء تشكل النسبة الأكبر من تكاليف الإنتاج في منشأته، مشيراً إلى أن التخفيض الأخير سيمنحهم فرصة أكبر للمنافسة أمام المنتجات المستوردة. وقال: “عندما كان سعر الكيلوواط ساعي 2375 ليرة سورية، كانت فاتورة الكهرباء الشهرية لا تقل عن 1.5 مليار ليرة سورية، وهو رقم يشكل عبئاً هائلاً على عملية الإنتاج. الآن مع التخفيض بنسبة 21% في تكاليف الكهرباء، أصبح لدينا القدرة على تحسين الأسعار والاستمرار في العمل و تقديم منتجاتنا بجودة أعلى وأسعار تنافسية.” و أضاف كصناعيين نأمل من الحكومة الجديدة المزيد من القرارات المماثلة التي تسهم في تحسين الوضع الإقتصادي وتدوير عجلة الانتاج من جديد لبناء سوريا الجديدة.
الصناعي محمد إحسان حالو أكد أن هذا القرار يمثل خطوة جوهرية على طريق إنعاش العملية الصناعية، التي كادت أن تتعثر بفعل المنافسة غير المتكافئة، نتيجة تفاوت أسعار الكهرباء بين المناطق السورية وفقاً لجغرافيتها.
وأضاف حالو من المؤكد أن هذا القرار سيسهم بشكل كبير في تخفيف الأعباء الثقيلة التي ترهق كاهل الصناعة السورية، كما سيمنحها القدرة على المنافسة العادلة والسعي لاستعادة مكانتها في الأسواق الخارجية.
شحادة الحسين
المزيد...