أسواق حمص القديمة تنفض عنها غبار الحرب وتتعافى.. الانتهاء من أعمال الترميم وتفعيل منظومة “النت الضوئي” قريباً … تذليل الصعوبات أمام التجار يساهم بعودتهم لمحالهم

تمتاز أسواق حمص القديمة بأهمية تاريخية وأثرية،واحتفاظها بطابعها الأصيل واتساعها،وجمال عمارتها الإسلامية،إذ تغطيها السقوف الاسطوانية،أو ما يسمى بالعقود الحجرية،والتي تحمي الزائر من حر الصيف وبرد الشتاء.
“العروبة” التقت أمين سر لجنة الأسواق التراثية بحمص سامر صابرين، ليحدثنا بشكل مستفيض عن هذه الأسواق الأثرية.
قديمة تاريخياً
قال : تتألف الأسواق من 15 سوقاً وهي النوري..المنسوجات..المعرض، خان القيسرية،الحرير،العرب،الخياطين،الحدادين، الفرو، الصياغة، البازرباشي، الكندرجية، التنكجية، الخضرة، القطايف والورد.
و”أسواق حمص التراثية” المتقاطعة مع بعضها البعض،ضمن تفرعات ومحاور رئيسية،قديمة تاريخياً ,بالإضافة إلى الجامع النوري الكبير الذي كان يطلق عليه سابقاً (معبد شمس)وفي المدخل الجنوبي للجامع يوجد ما يسمى بـ(رصد العقرب)ومن هنا جاءت تسمية حمص،بأنها مرصودة، أي لا تزورها العقارب.
خان القيسرية
وتابع: إن وجود خان القيسرية هو دليل على تواجد مكان تجمع القوافل التجارية في ذلك الوقت،من كافة أنحاء البلاد،وذلك من أجل تبادل العمليات التجارية…
وتتميز الأسواق بوجود مهن حرفية خاصة اكتسبت اسمها من طبيعة المهنة،والتي ذكرناها ،بالإضافة إلى سوق البازرباشي الذي يعرف بـ (سوق النسوان أو البالة).
أهميتها
ونوه أن أهمية تلك الأسواق تنبع من كونها في مركز المدينة كقوة اقتصادية واجتماعية وثقافية.
فالأسواق تتميز بوجود عدة مهن ضمن منطقة واحدة،تلبي حاجة المواطن بكافة السلع،بالإضافة إلى وجود مناطق تاريخية وأثرية هامة،وحمامات وجوامع،ومهن حرفية مميزة ،كسوق العطارين.

إصلاح وترميم

وأضاف أنه عند بدء الثورة عام 2011 ،وبعد حصار مدينة حمص القديمة في 2012،تعرضت الأسواق لعدد كبير من القذائف،والتي دمرت أجزاء منها من قبل النظام البائد وفي عام 2014 ،تم إحراق عدة أسواق ،وسرقتها بعد خروج الثوار من مدينة حمص، لتقوم بعدها منظمة(UNDP) بالتعاون مع المجتمع المحلي،ممثلة بمجلس المدينة وغرفة التجارة،بإصلاح وترميم عدد منها،وفق مراحل، شملت إعادة البنى التحتية، وإصلاح الأسقف والواجهات الحجرية.
وفي عام2017،تم الانتهاء من إصلاح نصف الأسواق ،وعندها توقفت مرحلة الترميم،والسبب هو التوجه لمدن أخرى وترميها لذات الهدف.
وتابع: في عام2024 تم توقيع اتفاقية استكمال ترميم الأسواق التراثية،بين غرفتي التجارة والصناعة،ومنظمة التنمية السورية حالياً بالإضافة إلى تشكيل لجنة من تجار الأسواق بهدف الحفاظ عليها ،حيث سيتم الانتهاء من أعمال الترميم خلال فترة قريبة والافتتاح بشكل رسمي لها.
أعمال البنى التحتية
وأشار أن الترميم شمل البنى التحتية،الأسقف الحديدية، الأعمال المدنية.. الأرصفة..الشوارع المحيطة للأسواق،بالإضافة إلى إنارتها بشكل كامل، وتخديمها بالنت الضوئي،والذي سيتم تفعيله قريباً ضمن أسواق حمص القديمة.. كما شملت أعمال الإصلاح الواجهات الخارجية للمحال وكل تلك الأعمال تمت بدعم من تجار وصناعيي حمص المتواجدين في الداخل وفي المغترب..
أهم المطالب
ونوه أن هناك بعض الصعوبات التي يعاني منها تجار الأسواق القديمة منها (تأمين عدادات الكهرباء)للمحال، بغية المباشرة بالعمل، إضافة إلى ذلك ،هناك عدد من أصحاب المحال، ليس لديهم القدرة المادية للقيام بأعمال الترميم والإصلاح لمحالهم، وهم يأملون المساعدة من بعض المنظمات الإنسانية التي تعمل على دعم المشاريع الصغيرة.
بقي أن نقول:
أسواق حمص القديمة هي طوق المدينة الأثري،ومركزها الاقتصادي،والشريان الحيوي لها، فلا يمكن لأي زائرٍ لها، أن ينسى تلك الزيارة، وخاصة أنها تمتد على بقعة كبيرة داخل المدينة القديمة،ضمن كتلة واحدة في الطرفين الغربي والشمالي منها، لتترك في ذاكرة زوارها رغبة ثانية في العودة.
رهف قمشري