حرب تشرين التحريرية ليست حدثاً استثنائياً على الصعيد العسكري والاستراتيجي فحسب ،بل هي حدث سياسي وثقافي وفكري .ما قبل حرب تشرين التحريرية غير ما بعدها ،الحرب هذه أعادت للإنسان العربي الثقة بالنفس والشعور بالعزة والكرامة ..والاعتزاز بالتاريخ العربي المجيد الذي طالما تحدثنا وقرأنا عنه وافتخرنا به .حرب تشرين انتصاراتها السياسية والاقتصادية والثقافية جعلتنا نعيش زمناً آخر ،نقول فيه ونفعل ما نقول .
في الثقافة والفن ثمة أدب اسمه (أدب حرب تشرين التحريرية )وثمة فن هو (الفن المستوحى من حرب تشرين التحريرية ).فهذا الانتصار العظيم أثرى الثقافة والفن بأنواعه الدرامي والسينمائي والمسرحي والتشكيلي والغنائي وثمة قصائد بالآلاف ،خلّدت هذا الانتصار العظيم و قصص وروايات كثيرة ،كانت سجلاً فنياً يؤرخ لهذه الحرب ويمجد المقاتل العربي الذي استطاع ببراعة استخدام السلاح الحديث وتقنياته ضد العدو الصهيوني المحتل .
حرب تشرين أكدت مقولة هامة وضرورية وتاريخية هي أنه لا يضيع حق وراءه مطالب .فالأرض العربية التي احتلها الصهاينة ،لابّد أن تعود إلى أصحابها في فلسطين والجولان وجنوب لبنان .وأنّ كل ذرة من التراب العربي المحتل من قبل الصهاينة مقدسة ولابدّ أن تعود إلى أصحابها .وهذا لا يتم بالاتفاقات السرية والخيانة والتطبيع مع العدو المحتل ،بل بالاستعداد لمعركة التحرير والنصر .
جيشنا العربي السوري البطل الذي خط انتصار تشرين ،ها هو اليوم يطهرسورية من الإرهاب التكفيري المجرم .فالانتصار على الإرهاب لا يقلّ أهمية عن الانتصار على الصهاينة ،فالإرهاب من صنع الصهاينة ،والإرهابيون عملاء وخونة جندهم الأمريكان والصهاينة لتدمير سورية لأنها تقود محور المقاومة .ومن هنا فإن انتصار جيشنا على الإرهاب بعد سبع سنوات من المعارك التي تكالبت فيها قوى الشر والعدوان على سورية هو انتصار لخط المقاومة ضد العدو الصهيوني وهذا ما يفسرالارتباك في دوائر القرار الأمريكي والصهيوني وعملائهم من الأعراب الذين ارتضوا أن يمولوا العدوان على سورية .
سورية الجيش البطل والقائد الفذ والشعب الأبي ،تمضي بثقة نحو المستقبل..فمن صنع انتصار تشرين قادر على صنع انتصارات أخرى .
المجد والخلود لقائد حرب تشرين التحرير القائد المؤسس حافظ الأسد..الرحمة والخلود للشهداء الأبرار .عاشت سورية حرة أبية قائدة لمحور المقاومة والتحية لكل الشرفاء الذين وقفوا معها في حروبها ضد العدوان الصهيوني والإرهابي التكفيري .
عيسى إسماعيل
المزيد...