تستعد مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع ،لإعادة طباعة النسخة الورقية من صحيفة الثورة،وهي محاولة لإعادة الألق للصحافة المكتوبة في ظل سيطرة السوشال ميديا، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على الواجهة الإعلامية في سوريا, منذ أن توقف إصدار النسخ الورقية لكل الصحف المطبوعة في سوريا بحجة الكورونا في آذار من العام 2020.
أهمية المطبوعة الورقية ،تنبع من كونها وثيقة تؤرشف ويحتفظ بها إلى ماشاء،ويمكن العودة إليها عند الحاجة،ورب قائل يقول،إنه يمكن العودة لأية مادة الكترونيا أيضاُ،هذا الكلام سليم ,ولكن،يمكن التعديل في هذا الشكل في أي وقت،وبالتأكيد لن تغيب عن أذهاننا النوايا التي يمكن أن تزور الوثيقة أحياناُ..
نحن هنا لسنا في مجال المقارنة بين هذه وبين تلك،لأن هذه شيء وتلك شيء آخر،والخلط بينهما على إنهما واحد فيه تعد على الاثنتين معاُ،نعم هما يكملان بعضهما البعض،وقد تتقدم السوشال ميديا على الورقية في سرعة إيصال المعلومة عبر الخبر السريع،لكن الورقية يفترض إنها تعتمد على الرأي والتحليل والتحقيقات ولا تكتفي بالخبر.
وبصراحة الثقة بوسائل التواصل الاجتماعي،خاصة التي لا تستند إلى المصادر الرسمية المعترف بها،يجعلها خارج المصداقية،ويغدو ما تنشره لايعدو عن فقاعات تضر أكثر ما تنفع,فكل يحمل جهاز موبايل أصبح إعلامياُ بهدف الحصول على الإعجاب واللايكات ..وو.
عندما توقفت الصحف عن الطباعة،كانت الحجة،الخوف من تفشي الكورونا،وللأمانة حصل هذا في الكثير من دول العالم،لكنه كان إلى حين،فقد عادت صحفهم للظهور ورقياُ،وهم دون شك يتقدمون علينا في معرفة معنى أن تكون الصحافة الورقية موجودة.
نحن لم تعود الورقية،لاعتبارات اقتصادية ليس إلا،ارتفعت تكاليف الإنتاج،وعدم القدرة على تأمين الورق،عبر التصنيع لخروج المصانع من الخدمة،وعالمياُ بسبب العقوبات الاقتصادية,مع إنه وقتها حمل وزير الإعلام على عاتقه،مسؤولية العودة،لكن الحكومة لم تتجاوب للاعتبارات التي تحدثنا عنها،مع إضافة مسألة التوزيع وخروج عدد من المحافظات من إمكانية التوزيع.
هذا كان بالأمس،ونحن أبناء اليوم نريد العودة إلى الأساس،ونتمنى أن يكون متيناُ كي تستمر هذه العودة التي نتطلع لها ،أن تكون ليست تكراراُ ونسخاُ لما كان،وإنما انطلاقة جديدة مختلفة كلياُ،انطلاقة تتماشى ماتشهده سوريا اليوم من انفتاح على العالم الواسع،انطلاقة تهتم بالجانب التقني والفني،تطور العامل والمنتج معاُ،وهذا من خلال التركيز على العامل الأساسي بالمسألة ،وهو الصحفي عبر التدريب وتطوير المهارات واكتساب الحديث منها
عادل الأحمد