بحث وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى مع القائم بأعمال السفارة القطرية في دمشق، خليفة بن عبد الله آل محمود، آفاق التعاون الإعلامي بين البلدين، وسبل بناء شراكة إستراتيجية تعزز المشهد الإعلامي السوري في المرحلة القادمة.
وقدّم وزير الإعلام خلال اللقاء عرضاً شاملاً للواقع الإعلامي في سوريا بعد التحرير، والجهود التي يتم بذلها لإعادة تفعيل الإعلام السوري على أسس وطنية ومهنية تعيد ثقة المواطن السوري بإعلامه الوطني.
وأكد المصطفى أن من أبرز التحديات التي واجهت الوزارة بعد التحرير كان إعادة تشغيل التلفزيون الرسمي بشكل جديد يسد الفجوة الإعلامية، وهو ما تحقق بفضل الله بإطلاق قناة الإخبارية السورية بداية شهر أيار 2025، إضافة إلى التحضير لإطلاق الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) بشكل رسمي خلال الشهر المقبل، بعد استكمال خطط إعادة تأهيلها من حيث السياسات التحريرية والجانب الإداري وكادر العاملين، وذلك لضمان المصداقية والمهنية في العمل الصحفي.
وأشار وزير الإعلام إلى أنه من المقرر أن تصدر جريدة الثورة ورقياً في بداية شهر أيلول القادم، لتكون أول صحيفة رسمية تصدر ورقياً بعد التحرير، مشدداً على أن التوجه الحالي للوزارة هو تأسيس بيئة إعلامية صديقة للعمل الصحفي، وبناء إعلام يكون وطنياً أكثر منه رسمياً، داعياً الإعلام الخاص والمستقل للمساهمة في هذا التوجه.
وفيما يتعلق بالإعلام الإلكتروني، أوضح المصطفى أن الوزارة تعمل حالياً على خطة تشمل تطوير المواقع الإخبارية والصحافة الرقمية، مع تحديث هويتها البصرية وتطبيق أعلى معايير الأمان، إضافة لتوثيق الحسابات الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتطرق وزير الإعلام إلى العوائق التي تواجه الإعلام السوري، والتي كان أبرزها العقوبات المفروضة على سوريا قبل رفعها، وانتشار الحسابات الوهمية التي تروّج للأخبار الكاذبة والمضللة، مشيراً إلى أنه تم رصد أكثر من نصف مليون حساب وهمي تنطلق من دول مجاورة وتبث أخباراً كاذبة على مدار الساعة حول الشأن السوري، وتعمل على تضخيم الأخبار الأمنية للتأثير على الصورة العامة للوضع الداخلي في سوريا، مؤكداً أن الوزارة تتعامل مع هذه الحسابات من خلال التواصل مع شركتي /ميتا وإكس/، ومع بعض الحكومات التي تنطلق منها، حيث تم إغلاق عشرات آلاف الحسابات الوهمية.
وأوضح الوزير المصطفى أن الجهود حالياً منصبة على بناء إستراتيجية إعلامية منفتحة على الإعلام الدولي، حيث تستقبل سوريا عشرات الوفود الصحفية الأجنبية، وتقدم لهم كل التسهيلات لأداء مهامهم بحرية وشفافية.
كما تناول وزير الإعلام خلال اللقاء خطط تطوير الإنتاج الدرامي في سوريا، لما للدراما من أثر في حفظ الذاكرة الوطنية، وتعزيز قيم المواطنة والتعايش السلمي، مبيناً أنه يتم حالياً التخطيط لتطوير الإنتاج الدرامي بالشراكة مع القطاع الخاص والجهات الدولية المهتمة بالاستثمار في هذا المجال.
وأعرب المصطفى عن تطلعه لعقد شراكات إستراتيجية مع تلفزيون قطر لدعم الإنتاج الدرامي، وخاصة أن المواقع السورية غنية وتوفر بيئة مثالية لإنتاج الأعمال الدرامية.
بدوره أعرب القائم بأعمال السفارة القطرية عن استعداد بلاده لتقديم كل أشكال الدعم في سبيل نهضة الإعلام السوري، وإنجاز شراكات إعلامية وخطط تعاون إستراتيجية بين وسائل الإعلام في البلدين، إضافة لخطط تطوير وتدريب الإعلاميين، والاستفادة من الخبرات القطرية في تأسيس بنية تحتية إعلامية مهنية وحديثة.