شهدت دمشق والمحافظات السورية احتفالات شعبية حاشدة بإطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، في خطوة مهمة تعبّر عن ثقافة الدولة ورؤيتها المستقبلية، وتجسّد القيم الأصيلة التي انبثق منها التراث السوري، وتتلاءم مع تطلعات السوريين وقيمهم العليا.
الآلاف من المواطنين تجمعوا في ساحة ضريح الجندي المجهول بدمشق مساء اليوم للمشاركة في احتفالية إطلاق الهوية البصرية، بحضور مراسلي الوكالات ووسائل الإعلام العربية والأجنبية.
وتضمن الحفل عروضاً بصرية وفنية عكست تاريخ سوريا العريق ورموز هويتها الوطنية، حيث انطلق العرض بدخول منظم لفرقة من الخيالة تحمل الأعلام والرايات، ترافقها فرقة من الخيول العربية البيضاء، انطلاقاً من محيط الضريح باتجاه الساحة.
وتم خلال الحفل عرض مجسم “هولوغرامي” على صرح الجندي المجهول جسد معالم من كل محافظة، إضافة إلى سلسلة من البروموهات المصورة التي سلطت الضوء على المعالم التاريخية في سوريا مثل قلعة حلب ومدينة دمشق، ونضال الشعب السوري وتلاحمه في مختلف المحافظات، إلى جانب إبراز رمزية “العقاب السوري” كأحد مكونات الهوية الجديدة.
كما شهد الحفل عرضاً مميزاً عبر طائرات الدرون، جسّد خريطة سوريا والعلم الوطني وصوراً تعبيرية عن كفاح السوريين وأهالي المخيمات، وتوجيه التحية إلى السيد الرئيس أحمد الشرع، واستذكار محطات مفصلية من تاريخ سوريا المعاصر، وفي مقدمتها ثورة عام 2011، والآلام التي رافقتها مثل قيام مروحيات النظام المجرم بإلقاء البراميل المتفجرة على الأحياء الآمنة، وتكريم رموز الثورة وفي مقدمتهم الشهيد حمزة الخطيب.
واختُتم الحفل بعرض للألعاب النارية وصور رمزية من الدرونات تمثل الانتصار والتحرر من الاستبداد، ورفع شعار “سوريا الجديدة لكل السوريين”، لتُختتم الفعالية بصورة “العقاب السوري” متوجاً بثلاث نجمات ذهبية ترمز إلى وحدة الوطن وعزيمته وتجديد هويته.
وخلال مشاركتهم في احتفال إطلاق الهوية البصرية من ساحة “الجندي المجهول” أكد عدد من الخيالة في تصريحات لمراسلة سانا أن سوريا الجديدة تستحق منا أن نكون بمستوى المرحلة، وبها بدأ مستقبل جديد، يحمل الأمل والأماني للأجيال التي انتظرت هذه اللحظة منذ سنوات للبدء في بناء سوريا الجديدة.
الخيال محمد عبادة حليفة، اعتبر أن مشاركته في عرض الخيول تأتي تعبيراً عن سعادته بهذه الانطلاقة، التي تؤسس لنهج جديد في العمل والبناء، بما يساعد في تأمين مستقبل الأطفال وتأسيس حياة كريمة لهم، فيما أكد العضو في جمعية الخيول العربية الأصيلة نبيل محمد كجك أن سوريا الجديدة ستكون بوابة المستقبل للأجيال القادمة، والحضن الآمن للجميع، للعيش فيها والعمل على إعادة بنائها وتعميرها.
إطلاق الهوية البصرية يعني أن أحلام الشباب سترى النور، وتفتح أبواباً جديدة لهم، تعني الكرامة والعراقة لبلد الحضارة، ولفت الخيال الصغير محمد صعيد إلى أن هذه الهوية تعني مستقبلاً زاهراً للجميع.
وشهدت ساحة الأمويين في دمشق تجمعاً حاشداً للمواطنين، للاحتفال بإطلاق الهوية البصرية الجديدة، بدأ بعروض للألعاب النارية التي أضاءت السماء بألوان زاهية، وسط رفع أعلام الوطن والهتافات الحماسية من قبل المشاركين، مؤكدين على الوحدة الوطنية والاعتزاز بالهوية الوطنية الجديدة.
وفي حديث مع مراسلة سانا، قال بشير السيدة: إن انطلاقة الهوية البصرية تعبر عن أمل جديد يسعى الشعب لتحقيقه، مؤكداً أن التغيير الحقيقي يتطلب الأفعال وليس الأقوال، أما مشعل الجراح فقد أكد أن الهوية الجديدة ترمز إلى استعادة الدولة وعودة سوريا إلى مكانتها التاريخية.
ومن الأردن، عبّر يوسف الشرع عن فرحته بالهوية البصرية التي تلخص بطولات الشعب السوري وصموده، متمنياً لسوريا وشعبها المزيد من النجاح والازدهار، وبدوره وجه عمر صبيحي التهنئة للشعب السوري، معبراً عن أمله في أن تساهم هذه الخطوة في رسم ملامح مستقبل سوريا الحرة والقوية.
وشهدت مدينة المعارض الجديدة بريف دمشق احتفالاً جماهيرياً بهده المناسبة، أكد المشاركون فيه أن حقبة الظلم والاستبداد قد طويت إلى غير عودة وانتهت بظلامها الدامس ورموزها البائدة، وتعلن أن فجر الحرية قد أضاء ليرسم صورة سوريا الجديدة كما أرادها السوريون.
ولفت المشاركون إلى أن الشعار الجديد للدولة هوية تجمعنا شعباً وحكومة، هوية رسمناها بآمالنا وآلامنا، هوية نسجت تاريخ سوريا ونضالات شعبها لتصوغ منه عزماً لبناء المستقبل، هوية تعمل فيها القيادة والمجتمع معاً لبناء السلام والاستقرار والتنمية والازدهار.
وفي كلمة له قال الدكتور محمد علي عامر مدير منطقة الغوطة الشرقية ممثل محافظ ريف دمشق: إن الهوية البصرية هي مرحلة من مراحل البناء لابد منها، واليوم كانت الفرحة تعم كل ساحات سوريا، حيث عبر السوريون عن الخلاص من الصورة النمطية القديمة.
مدير المؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية محمد حمزة رأى أن هذا اليوم تاريخي لجميع السوريين وكل سوري حر يفخر به، مبيناً أن الهوية البصرية التي تطلق اليوم ليست شعاراً فحسب بل هي عهد جديد بين الدولة والشعب وبين من يعملون في مؤسسات الدولة وبين من ضحى وبقي صامداً في وجه المحن.
والمزدهرة.
واعتبر عبد الله برازي أن هذا اليوم نقطة البداية نحو بناء الدولة ذات السيادة والحضور الفاعل في المحافل العربية والدولية، ورسالة للعالم بأن سيادة واستقرار ونهضة سوريا خيار أوحد لجميع أبنائها الأحرار.
وقالت رغداء نجار: إن السوريين يتوقون اليوم للهوية البصرية الجديدة بكل ما تحمله من معان ودلالات، ويرون فيها بناء مستقبل مشرق لأبنائهم
وفي مدينة حمص شهدت حديقة الدبلان مساء اليوم تجمع الآلاف من أهالي المدينة للمشاركة باحتفالية إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية.
وعبّر عدد من المواطنين الذين توافدوا من مختلف مناطق المحافظة رافعين أعلام الجمهورية العربية السورية عن فرحتهم بمشاركة أبناء سوريا في كل المحافظات بإنطلاق عهد جديد لسوريا المتجددة، وأعربوا عن تفاؤلهم بمستقبل يحمل الخير والسلام والبناء بعد الخلاص من حقبة الدمار والطغيان والظلم.
وأشار مواطنون إلى أن سوريا عادت إليها مكانتها التاريخية والحضارية وهويتها الثقافية الأصيلة التي تتميز بها بين دول العالم، وأكدوا أن المرحلة هي للبناء والنهوض وبمشاركة جميع أبنائها.