حرائق الغابات …سيناريو يتكرر!!!

ليست الأولى ولن تكون الأخيرة,لقد اعتدنا خلال السنوات الماضية,وفي مثل هذه الأيام التي تأتي خلالها موجات حر،على موسم الحرائق الذي اجتاح، كما يجتاح اليوم مساحات واسعة من غاباتنا في الساحل وغيره من المناطق وكأنه قدر مكتوب.

وفي كل عام، ومع بداية فصل الصيف تعقد الجهات المختصة اجتماعات استعداداً لمواجهة الأخطار المحتملة،ورفع الجاهزية وعند وقوع الفأس بالرأس نكتشف أن استعداداتنا لم تجد نفعاً!!

إمكانيات متواضعة

تمتد في الأراضي السورية مساحات واسعة من الغابات الحراجية،وأغلبها في الجبال المرتفعة ذات الطبيعة الوعرة والمسالك التي من غير الممكن لسيارات الإطفاء أن تسلكها للوصول إلى الأماكن في الوقت المناسب،فلا خطوط نار قد فتحت،وإن تم فتح بعضاً منها منذ سنوات طوال،فقد أغلقت بفعل عوامل الطبيعة ولم تعد تخدم وقت الحاجة،ولا التجهيزات كافية لدرء الخطر بأقل الإمكانيات والجهود، في المناطق الحراجية المقسمة جغرافياً قد نجد سيارة إطفاء واحدة ربما تكون جاهزة وربما لا،وحتى عدد عناصر المخافر الحراجية لن يكون كافياً وسط مساحات واسعة ومترامية الأطراف،وهي وإن كانت على ما يرام فلن تفي بالغرض مع شدة الرياح ووعورة التضاريس والارتفاعات الشاهقة في الجبال التي تحتاج إلى الطيران الخاص بمثل هذه المهام،منذ عامين شهدنا حريقاً في غابات وادي النضارة كانت الطائرة هي عنصر الحسم.

خسائر كبيرة

من الطبيعي أن تتراجع المساحات الحراجية مع تراكم السنوات وتكرار سيناريو الحرائق الموسمية،دون تعويض الفاقد خلال موسم التشجير،للأسف نحن نفقد ثروات لا تقدر بثمن من الناحية الاقتصادية ومن الناحية البيئية، أشجار نادرة ومعمرة لبست ثوب الحزن،وغابات كانت لوحات جمالية تسحر القلوب وتشد النظر لتلك الأعاجيب الإلهية التي خلقها في الأراضي السورية،نعاني اليوم من الجفاف وانحباس الأمطار،ومن ضيق التنفس،والقادم قد يكون أصعب طالما أننا نفقد مجلب الأمطار ومنعش الأجواء التي يمدها بالأوكسجين النظيف الضروري لاستمرار الحياة.

سوريا الغد

نحن اليوم نطمح لسوريا الغد التي تعني نقلة نوعية على كل الأصعدة ،الزراعة والصناعة والخدمات،والغابات هي جانب من الزراعة يستحق الاهتمام والمتابعة وتحديث الآليات والوسائل التي تمكننا من مواجهة كل الاحتمالات مهما كانت صعبة وخطيرة،ومن الطبيعي أن تكون اللوحة الخضراء أساسية لأن الخضرة تعني الجمال وتعني الحياة.

عادل الأحمد