الحرائق خطر يهدد البيئة والاقتصاد بأفدح الخسائر .. التنوع الحيوي تتهدده مخاطر كثيرة.. انعدام الرقابة وحملات التوعية يزيد الأمر سوءاً

تعتبر حرائق الغابات خطراً كبيراً يهدد البيئة والاقتصاد والمجتمعات بالإضافة إلى تسببها في خسارة الأرواح والممتلكات وتدهور البيئة، كما تزيد من انبعاثات الكربون الذي يساهم في التغير المناخي، وتلوث الهواء.

وعلى ضوء ما وقع من حرائق في الساحل السوري مؤخراً، العروبة تواصلت مع مدير البيئة  طلال العلي الذي تحدث بشكل موسع عن خطورة هكذا حرائق ومدى خطورتها على كافة المجالات.

بداية بيًن أنه تكمن خطورة الحرائق على التنوع الحيوي والذي يؤدي تضرره إلى فقدان المواقع الطبيعية للنباتات والحيوانات وانقراض أنواع محلية غير قادرة على الهروب أو التكيف واضطراب في السلاسل الغذائية والنظم البيئية.

وتابع: تتسبب الحرائق بإطلاق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون وزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري وتقليل قدرة الغابات على امتصاص الكربون أو ما يسمى( فقدان مصارف الكربون) وزيادة درجات الحرارة محليا (ظاهرة الجزيرة الحرارية).

و تؤدي الحرائق إلى تدمير الأراضي الزراعية وإتلاف الأشجار والمزروعات وتغير خصائص التربة بسبب الحرارة الشديدة مما يقلل من خصوبتها بالإضافة إلى نزوح الحشرات الملقحة وانخفاض الإنتاجية الزراعية.

و فيما يخص المياه، فإن الحرائق تؤدي إلى تلوث مصادر المياه السطحية بسبب الرماد والمواد المحترقة وتدهور جودة المياه الجوفية نتيجة تسرب الملوثات ونقص الغطاء النباتي الذي سيؤدي إلى تآكل  التربة وتقليل تغذية المياه الجوفية.

وعن أسباب ظاهرة الحرائق علل مدير البيئة هناك أسباب طبيعية من حرارة عالية وجفاف خاصة في فصل الصيف والرياح القوية التي تنشر النيران بسرعة, أما الأسباب البشرية وهي الأكثر شيوعاً في سوريا وتتضمن إشعال متعمد لأسباب اقتصادية،  بالإضافة إلى الإهمال الزراعي كحرق الأعشاب بعد الحصاد ،ورمي أعقاب السجائر أو النفايات القابلة للاشتعال, وهناك سبب رئيسي وهام وهو عدم وجود رقابة فعالة أو حملات توعية.

مقترحات وحلول

فيما يتعلق بالمقترحات والحلول العملية للحد من هذه الظاهرة قال العلي: توجد عدة حلول منها وقائية وإدارية تكون بإطلاق حملات توعية مجتمعية حول أخطار الحرائق وتفعيل قوانين صارمة لمعاقبة المتسببين بالحرائق عمداً ومراقبة الغابات بالأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، وإنشاء أبراج مراقبة وإنذار مبكر في الغابات وأما الحلول الفنية والتقنية فتكون بتشكيل خطوط عازلة داخل الغابات وتشجيع الزراعة المقاومة للحرائق على أطراف الغابات وتركيب أجهزة استشعار حرارية لرصد بداية الحرائق، وهناك الحلول البيئية طويلة الأمد والتي تتمثل بإعادة التشجير وتعزيز الغطاء النباتي وتنظيم الرعي ومنع الراعي الجائر ،بالإضافة إلى تحسين إدارة المياه والتربة للحد من التصحر.

أما الحلول المجتمعية فتكون بإشراك المجتمعات المحلية في حماية الغابات وتدريب فرق تطوعية محلية على الاستجابة السريعة .

وأشار مدير البيئة إلى أسباب التغير المناخي الحاصل خلال الأشهر الماضية وخاصة فصل الشتاء وسبب الأمطار القليلة والتي تتلخص بما يلي: الاحتباس الحراري العالمي الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة في منطقة شرق المتوسط مما غير أنماط توزيع الأمطار بالإضافة إلى تغير أنماط التيارات الجوية، حيث تأثرت حركة التيارات النفاثة التي تنقل المنخفضات الجوية إلى بلاد الشام وبالتالي تقلصت فترات الأمطار أو أصبحت غير منتظمة, والعامل الثالث هو الأنشطة البشرية محليا وعالميا مثل حرق الوقود الإحفوري وإزالة الغابات وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة, أيضاً التصحر وتدهور الغطاء النباتي له دور في ذلك حيث أدى إلى فقدان التربة لقدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة وتكوين الغيوم كما أن الاحتباس الحراري في البحار والمحيطات يؤثر على تبخر المياه وتكوين الغيوم في مناطق مختلفة ونتيجة كل هذه العوامل شهدت سوريا شتاءً جافاً وغير منتظم وهو جزء من نمط مناخي متكرر بدأ يزداد وضوحاً في السنوات الأخيرة.

العروبة – رهف قمشري

المزيد...
آخر الأخبار