في خطوة تعكس عزم الحكومة السورية على إعادة إحياء قطاع الطيران المدني بعد سنوات من التحديات، كشفت الهيئة العامة للطيران المدني عن خطة إستراتيجية طموحة تمتد حتى عام 2030، هذه الرؤية الشاملة تهدف إلى تحويل سوريا إلى مركز إقليمي للنقل الجوي، مستفيدةً من موقعها الجغرافي الفريد كجسر بين قارتي آسيا وأوروبا .
تركز الخطة على تطوير البنية التحتية للمطارات بشكل غير مسبوق، حيث تشمل توسعة مطار دمشق الدولي لتصل طاقته الاستيعابية إلى 5 ملايين مسافر سنوياً، وتطوير مطار حلب لاستيعاب مليوني مسافر ، كما تتضمن إنشاء مطار جديد في العاصمة السورية بطاقة استيعابية تصل إلى 30 مليون مسافر، ومطار آخر في حلب يستوعب 15 مليون.
وتأتي هذه المشاريع ضمن حزمة استثمارات كبيرة أبرزها الاتفاقيات الموقعة مع المملكة العربية السعودية خلال منتدى الاستثمار السوري السعودي في تموز 2025، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 24 مليار ريال سعودي ، وستساهم هذه الاستثمارات في تطوير البنية التحتية للطيران وإنشاء مناطق صناعية ومراكز صيانة متطورة.
لا تقتصر الرؤية على الجانب المادي فقط، بل تشمل أيضاً تأهيل الكوادر الوطنية من خلال برامج تدريبية متخصصة، واعتماد تقنيات حديثة مثل الطائرات الكهربائية والوقود البديل، كما تخطط سوريا لإطلاق “قرية الشحن الجوي” لتعزيز التجارة الخارجية وإعادة البلاد إلى خارطة النقل الجوي الدولي.
من المتوقع أن تساهم هذه المشاريع في خلق أكثر من 1.5 مليون فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما سيعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني.
وبتحويل مطار المزة العسكري إلى مطار مدني متخصص في الطائرات الخاصة والتنفيذية، تكون سوريا وضعت اللبنات الأولى لتحقيق حلمها بإعادة بناء قطاع طيران مدني متطور ومستدام، يؤهلها لاستعادة دورها التاريخي كواحدة من أهم المحطات الجوية في المنطقة.
باختصار تمثل هذه الخطة إطاراً شاملاً لإعادة تأهيل قطاع الطيران السوري، مع التركيز على الجودة والاستدامة والاستثمار، مما يعزز موقع سوريا كبوابة جوية إستراتيجية في المنطقة.
العروبة – يحيى مدلج