في إطار حرص القيادة السورية على تعزيز أواصر الأخوة والتواصل بين جميع مكونات الشعب السوري، استقبل قداسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في الدار البطريركية بدمشق الدكتور ماهر الشرع الأمين العام لرئاسة الجمهورية، الذي جاء موفداً من السيد الرئيس أحمد الشرع حاملاً تعازي رئيس الجمهورية بضحايا حادثة كنيسة مار إلياس بالدويلعة.
هذه الزيارة التي تمت في أجواء أخوية صادقة، لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل حملت في طياتها رسائل عميقة تعكس رؤية السيد الرئيس أحمد الشرع لبناء سوريا الجديدة على أساس الوحدة الوطنية والمواطنة المتساوية.
فقد أعرب الدكتور الشرع خلال اللقاء عن تقدير السيد الرئيس للبطريرك يوحنا العاشر وللمكون المسيحي الأصيل في سوريا، مؤكداً أن هذا المكون يشكل مع باقي مكونات الشعب السوري نسيجاً واحداً متكاملاً.
من جانبه، رحب قداسة البطريرك بالضيف الكريم والوفد المرافق له ، طالباً نقل تحياته وتقديره للسيد رئيس الجمهورية، كما أكد على أصالة الدور المسيحي في سوريا والشرق، مشدداً على أن المسيحيين السوريين هم أبناء هذا البلد الأوفياء الذين ساهموا في بنائه وسيظلون حجر أساس في مستقبله.
شكل اللقاء مناسبة لتأكيد أواصر الأخوة والتواصل بين القيادة السورية والكنيسة، حيث تم التداول في قضايا الساعة والتركيز على أهمية تعزيز قيم المحبة والتسامح في المجتمع السوري.
هذه القيم التي أكد عليها الرئيس أحمد الشرع في العديد من المناسبات، والتي تشكل أساس الرؤية السورية لبناء مجتمع متلاحم قادر على تجاوز التحديات.
إن حرص الرئيس الشرع على إرسال ممثله الشخصي لتقديم التعازي في ضحايا الحادث الأليم، وإظهار التقدير للمكون المسيحي، يؤكد أن سوريا الجديدة التي تُبنى اليوم تقوم على أساس متين من الوحدة الوطنية والاحترام المتبادل بين جميع أبنائها.
فهي ليست مجرد شعارات، بل سياسة عملية تترجم على الأرض من خلال مثل هذه الزيارات واللقاءات التي تعزز الثقة وتقوي الروابط بين جميع مكونات الشعب السوري.
هذه الزيارة تمثل نموذجاً للسياسة الحكيمة التي تنتهجها القيادة السورية، والتي تدرك أن قوة سوريا تكمن في تنوعها، وأن مستقبلها المزهر سيبنى بأيدي جميع أبنائها الذين يجمعهم حب الوطن والالتزام بقيمه السامية.