اليوم العالمي للعمل الإنساني ..معانٍ سامية وتضحيات كبيرة .. العمل التطوعي يسهم باكتساب مهارات اجتماعية و يعزز روح التعاون بين أفراد المجتمع..

يصادف التاسع عشر من شهر آب اليوم العالمي للعمل الإنساني ونظراً لأهمية هذا اليوم وللأعمال الإنسانية التطوعية  التي تسهم في الخدمة المجتمعية ولما يحمله من قيمٍ ومعانٍ إنسانية كان لابد من تسليط الضوء على تلك الأعمال .

“العروبة” التقت مع منسق مشروع الفرق الجوالة ومراكز  الصحة الإنجابية في الهلال الأحمر الدكتور وسيم بطرس، وأحد المتطوعين  الشباب لإلقاء الضوء على أهمية هذا اليوم.

الدكتور بطرس  قال: العمل التطوعي أساس الخدمة المجتمعية ،فكل إنسان يطمح لأن يكون فاعلاً ضمن محيطه ومجتمعه ،وعليه أن يخصص جزءاً من وقته للخدمة التطوعية ،والعطاء بدون مقابل لأن العطاء قيمة لا تقدر بثمن فالإنسان كلما أعطى أكثر يحصد نتيجة أثمن.

وعن دور منظمة الهلال الأحمر في تعزيز العمل التطوعي قال: أساس عمل منظمة الهلال الأحمر هو العمل التطوعي، وعمادها المتطوعون، والعمل الإنساني يقوم على التطوع بالدرجة الأولى، و هو أحد المبادئ السبعة العالمية للعمل الإنساني المعتمد من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، وبذات الوقت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري جزء منها والتي من خلالها نقدم كل ما يحتاجه الإنسان من خدمات.

وتابع: فيما يخص دور الشباب في العمل التطوعي  فهم دائماً العنصر الفعال والطاقة الفاعلة بالحياة بشكل عام  ولذلك منظمة الهلال الأحمر تحاول دائماً أن تستثمر طاقات الشباب لتوجهها للقيام بالأعمال التطوعية والخدمة الإنسانية بشكل يعزز قدرات جيل الشباب ، ويقدم النفع الأكبر من العمل الإنساني .

ثقافة العمل التطوعي

وأضاف :الهلال الأحمر جزء من المجتمع وواجبه أن يكون متواجداً بين أفراد المجتمع  لذلك تسعى المنظمة بشكل دائم للقيام بمبادرات مجتمعية، بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات الشريكة بخدمة المجتمع ،كما أن نشر ثقافة العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية بالعمل الإنساني جزء من عمل المنظمة، فبالإضافة إلى تقديم الخدمات التطوعية، تسعى المنظمة لنشر ثقافة التطوع وتعزيز إشراك متطوعين في المجتمعات الأهلية ليكونوا رسلاً للمنظمة ببعض الخدمات ضمن مجتمعاتهم.

تحدي الظروف

وأشار الدكتور بطرس إلى بعض الصعوبات التي تواجههم أثناء العمل وأهمها قدرة  المتطوع على مواجهة  تحديات الحياة بشكل عام ليتمكن من تقديم الخدمة لغيره، إضافة لقدرته أيضا  على القيام بالواجب في أوقات مختلفة من ساعات النهار أو أيام السنة أو حتى في العطل.

فالمتطوع  يجب أن يخصص وقتاً ليخدم مجتمعه وهذا ليس بالأمر السهل، بالإضافة إلى الاحتكاك بحالات مختلفة حساسة سواء كانت صحية أو اغاثية ممكن  أن ينجم عنها رض نفسي للمتطوع الأمر الذي يتطلب في هكذا حالات تدخل زملاء من المتطوعين المختصين لمساعدته على تجاوز تلك الضغوط النفسية الناتجة عن العمل.

الدعم والتنظيم

وعن دور الجهات المعنية بدعم العمل التطوعي قال  : إن دور الجهات المعنية  هو تنظيم عمل القطاع التطوعي والإنساني، وأن تكون صلة الوصل بين مختلف الجهات الخدمية التطوعية لتوجيه الطاقات والكوادر والخدمات بالشكل الأفضل لخدمة المجتمع  كما نوه أنه لا يمكن حصر جميع الخدمات المقدمة من قبل المتطوعين برقم واحد بسبب تنوع الخدمات التي يقدمها فرع حمص ما بين طبية واغاثية وخدمات متعددة أخرى ،إضافة للعدد الكبير من المتطوعين المنتمين  لفرع حمص .

حيث وصل عدد المتطوعين هذا العام  إلى ما يقارب( 1150) متطوعاً. وعلى سبيل المثال فقد بلغ عدد المرضى المستفيدين من الفرق الطبية الجوالة خلال النصف الأول من عام 2025 (4059) مستفيداً.

بناء القدرات

أما فيما يخص الخطط الجديدة للمنظمة بالنسبة للعمل التطوعي قال :تسعى المنظمة  دائماً لتطوير وبناء قدرات المتطوعين العاملين فيها عن طريق إجراء تدريبات دورية للكوادر لرفع سوية العمل والخدمات، بالإضافة للقيام باجتماعات دورية للقطاعات المختلفة لتبادل خبرات العمل بين المتطوعين.

بدر الدين الشيخ زين متطوع ومصور في قسم الإعلام بالهلال الأحمر العربي السوري فرع حمص قال: منذ انضمامي للعمل التطوعي اكتشفت أن هذه التجربة تمنح الإنسان الكثير,فهي لا تقتصر على تقديم المساعدة فقط، بل تتيح لنا اكتساب مهارات اجتماعية وإدارية جديدة ،كما تعزز روح التعاون وتزيد قوة الروابط  بين أفراد المجتمع.

فأكثر اللحظات التي تبعث في نفسي الفرح ،عندما أرى ابتسامة على وجوه الأطفال، والأشخاص  الذين نقدم لهم المساعدة، وخاصة المتضررين من الحروب  واليوم  مع عودة العائلات إلى مدينة حمص أرى أن مسؤوليتنا أصبحت أكبر ،وعلينا جميعا أن  نتكاتف ونتعاون حتى نضمن لكل شخص حياة كريمة، ونشارك في إعادة اعمار وطننا كما يقع على عاتق قسم الإعلام  نشر التوعية بضرورة ترشيد استهلاك المياه في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد.

وبرأيه إن الأنشطة التطوعية التي يقدمها الهلال الأحمر سواء كانت طبية أو نفسية أو اجتماعية، وحتى عبر المشاريع المستدامة قادرة فعلا على تحسين حياة الأفراد وصناعة فرق حقيقي في المجتمع.

رهف قمشري

المزيد...
آخر الأخبار