مكافحة الفساد ، ليس بالطرح الجديد ، وإنما القديم المتجدد والمستمر وبالطبع فإن المومى إليه أي الفساد يدوي الصنع بكل تفاصيله الإنسانية والاجتماعية وانعكاساته السلبية للجميع له منها نصيب…
في ظل تفشي الانتهازية والأنانية والمصالح الشخصية … أزمات ومحن تعصف بنا وكل أزمة نتعرف من خلالها على الواقع المحيط بنا والتناقضات المريرة التي تغلفها وكل حدث مهما كان صغيراً فإنه يشكل المسبار لكشف القاع المليء بالنفايات والتناقضات والعادات المستهجنة المتفشية والتي قد نعيبها على غيرنا ونرضيها لأنفسنا وفق مفارقة مدهشة ، والنماذج هنا حدث ولا حرج ، ومحاكاة الواقع فيه حكايات يندى لها الجبين …
أزمة المياه – مثلاً – مليئة بالمعاناة وتحاكي مخاوفنا من استمرارها في ظل جفاف الطبيعة وتقرح النفوس…
فاستغلال وقت الضخ شيء صادم ومحبط ، ولا يتماشى مع كل ما هو إنساني ومن الصعب جداً إعادة هيكلة عقول لا تحتمل سوى قرارة أفكارها ، وتأديتها وفق مصالحها الشخصية…
وتعال إلى كلمة سواء ، والتساوي بين الجميع فهذا طرح نلمسه نظرياً لكن عملياً” أنا ومن بعدي الطوفان ” إهمال ، جشع ، بطرق لا تجلب سوى المرارة والخيبة والبؤس … وهذا المثال واحد من كل … قس عليه ، الكثير من الهواجس والمعاناة التي تواجهك في حياتك المعيشية الصعبة …
ولا يمكن تعليق كل الأخطاء على المؤسسات فهناك قيم متأصلة منذ الصغر ، وثقافة متفشية تحتاج إلى مساحات من البحث والدراسة والمعالجة … فعندما نقول يجب مكافحة الفساد فالكل معني ، وكل من مكانه فالمياه والكهرباء والمشافي الحكومية وغيرها كله مال عام وأمانة بيد الجميع نرتقي بها بالعمل المخلص والواعي …
وجميل أن نضيء كل فترة على أبطال إيجابيين يمنحوننا بوارق الأمل وينفحون فينا خيراً وجمالاً ، تعزيزاً للعمل الجماعي وللروابط الاجتماعية وكل ما فيه خير لصالح بلدنا .
حلم شدود