أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير إبراهيم عبد الملك علبي، أن الحكومة السورية انخرطت بحسن نية في جميع المبادرات الرامية إلى معالجة آثار أحداث السويداء، مشيراً إلى أن اعتماد خارطة الطريق خلال الاجتماع الثلاثي في دمشق بين الجمهورية العربية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية، يمثل خطوة مفصلية نحو تعزيز المصالحة الوطنية واستعادة الاستقرار في جنوب البلاد.
وأوضح علبي أن الخارطة تتضمن بنوداً جوهرية تشمل إيصال المساعدات الإنسانية؛ إعادة الخدمات الأساسية، إعمار القرى المتضررة، إنشاء قوة شرطة محلية تضم جميع مكونات المجتمع، وترسيخ خطاب وطني جامع ينبذ الكراهية والتطرف ويكرّس المساواة أمام القانون.
وشدد السفير علبي على أن الحكومة السورية شرعت في محاسبة مرتكبي الانتهاكات، بما في ذلك اعتقال عدد من المتهمين من وزارتي الدفاع والداخلية، مؤكداً أن العدالة ستطال الجميع دون استثناء، وأن صوت الضحايا سيكون حاضراً في مسار الإنصاف الوطني.
كما أشار إلى أن سوريا تمضي قدماً في مسار التعافي السياسي والاقتصادي، بدءاً بالحوار الوطني وتشكيل حكومة متنوعة، وصولاً إلى التحضير لانتخابات تشريعية تمثل جميع السوريين، وتضمن مشاركة المرأة بنسبة لا تقل عن 20 بالمئة، مع فتح المجال أمام الرقابة القضائية والإعلامية والدولية.
وختم السفير علبي بيانه بالتأكيد على أن دمشق ستبقى البيت الجامع لكل السوريين، وأن الشعب السوري، برجاله ونسائه، يقف اليوم صفاً واحداً لبناء وطن موحد، حر، غني بتنوعه، عصي على الانقسام، وماضٍ بإرادته نحو مستقبل مشرق يصنعه السوريون معاً.
مواقف دولية داعمة:
من جهته، أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، أن سوريا تحتاج إلى دعم دولي حقيقي، وإلغاء العقوبات المفروضة عليها، ووقف التدخل في شؤونها الداخلية، مشدداً على ضرورة احترام سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، واعتبر أن نجاح العدالة الانتقالية هو مفتاح إنجاح المسار السياسي، مؤكداً استعداد الأمم المتحدة لدعم لجان العدالة والمفقودين، ومشدداً على أهمية إجراء انتخابات برلمانية شاملة.
بدوره، شدد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، على ضرورة الحفاظ على الزخم الدولي لدعم تعافي الشعب السوري، مطالباً بإلغاء العقوبات أحادية الجانب، ومؤكداً أن الأمم المتحدة تعمل على إيصال المساعدات إلى السويداء بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري.
وأكدت مديرة منظمة “بصمات” ورائدة الأعمال والناشطة مجد شربجي أن العدالة الانتقالية هي الطريق الوحيد لضمان عملية سياسية شاملة، مشددة على أن إعادة البناء ملكية وطنية، داعية المجتمع الدولي إلى دعم الدولة السورية ومنع أي محاولات لزعزعة أمنها.
تأييد واسع في مجلس الأمن:
أعربت مندوبة الدنمارك عن تطلع بلادها لمشاركة الرئيس أحمد الشرع في أعمال الجمعية العامة، مؤكدة دعمها لسوريا في المجال الإنساني، بينما جدد مندوب روسيا دعوته لرفع العقوبات فوراً، مشدداً على أن التحركات الإسرائيلية تتعارض مع القانون الدولي، داعياً إلى انسحابها من الأراضي السورية المحتلة.
من جانبها، أكدت مندوبة الولايات المتحدة دعم بلادها لجهود إعادة الإعمار، بينما شدد مندوب الجزائر على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، مرحّباً بجهود الحكومة السورية لبسط الأمن والاستقرار.
كما رحب مندوبو بنما وسلوفينيا وباكستان وفرنسا واليونان والصين وبريطانيا بخارطة الطريق، مؤكدين دعمهم لسيادة سوريا ووحدتها، ومطالبين بوقف التدخلات الخارجية والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي السورية، وفي مقدمتها الجولان السوري المحتل.