من دمشق إلى نيويورك مسافة تتجاوز التسعة آلاف كيلو متراً وقطيعة استمرت لمدة سبعة وخمسين عاماً وعزلة دبلوماسية وسياسية واقتصادية عزّزها النظام المخلوع وحطّم نيرَها الشعب المنتصر..
خطوات دبلوماسية مدروسة تسبقها خطوات على الأرض لإعادة إعمار النفوس و العلاقات بين أبناء البلد الواحد و الذين تعمّد أزلام النظام البائد أن يصنعوا بينهم شرخاً أفقياً و جرحاً مؤلماً..
السيد الرئيس أحمد الشرع في أول زيارة لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ العام 1967,ترحيب عفوي من أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة بلقاء رئيس سوريا، وهي المحطة الأولى التي استهل بها الرئيس زيارته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للاطلاع على أوضاعهم ومناقشة القضايا الوطنية التي تخص سوريا معهم …
أسبوع سياسي سوري حافل وغير مسبوق،الرئيس الشرع في نيويورك وجدول مزدحم يتكلل بخطابه في الأمم المتحدة سبقه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ورفع العلم السوري على مبنى السفارة السورية في واشنطن.
أحداث غير مسبوقة تمر بها سوريا،تمزق خلالها كفن عزلتها في مؤشر على رغبة جدية ببدء مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي ومسعى واضح لإعادة تموضع سوريا على خريطة العلاقات الدولية في ظل واقع دولي متشابك وبعد سنوات من العزلة السياسية والدبلوماسية لسوريا التي أعلنت مرحلة جديدة من إعادة بناء الدولة و المؤسسات وترسيخ الثقة الإقليمية و الدولية.
زيارة تعتبر تتويجاً لسلسلة من التحركات الدبلوماسية المدروسة بدأت برفع العلم السوري فوق السفارة السورية في واشنطن ثم لقاءات مهمة مع مسؤولين أمريكيين و أوروبيين سعياً لإزالة العقوبات الاقتصادية و إعادة بناء الجسور السياسية تزامناً مع عزم السوريين على نسف تحديات كبيرة ورثوها من عهد النظام المخلوع من الانتهاكات الجسيمة بحق أبناء الشعب وملفات المفقودين وملف العدالة الانتقالية, السلم الأهلي, والانتهاكات الإسرائيلية التي تشغل الحيز الأكبر من حديث الشارع السوري, بالإضافة إلى لعقوبات الاقتصادية التي لا تزال تشغل السياسيين في الحكومة الجديدة، ويرى السوريون أن لزيارة الرئيس الشرع إلى أمريكا ونجاح هذه الزيارة أثر جيد في تثبيت الخطوات السورية وسط أعاصير التحديات نحو مستقبل مستقر ومزدهر.
هنادي سلامة