زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تشكل محطة تاريخية هامة في حياة سوريا ونقطة تحول حاسمة يُعول عليها الكثير من المكاسب التي ينتظرها السوريون بفارغ الصبر بعد مرحلة صعبة عاشوها في ظل النظام البائد, تلك المرحلة التي امتازت بعزلة خيمت على مفاصل الحياة كافة وكانت بمثابة القيد الذي عرقل عملية النمو والبناء في جميع المجالات, لكن سوريا استطاعت نيل حريتها وفك قيدها وبدأت بكل عزيمة وقوة رسم مسارها السياسي المحلي والعربي والدولي وزيارة السيد الرئيس أحمد الشرع تندرج ضمن خطط وبرامج سوريا في رسم سياستها الخارجية وإسماع العالم صوت سوريا ورؤيتها لمختلف القضايا العربية والدولية.
وتأتي أهمية هذه الزيارة من خلال البرنامج الغني المعد لها بكل حكمة ودراية ومن أهم المحطات التي تضمنتها لقاء السيد الرئيس وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية الذي كان عنوانه التأكيد على دور الجالية في المشاركة في عملية البناء والاعمار التي يشهدها الوطن انطلاقا من مبدأ أن السوريين في الخارج جزء لا يتجزأ من مشروع التنمية وإعادة البناء وتوظيف خبراتهم وإمكانياتهم في هذا المجال وخاصة فيما يتعلق بدعم المشاريع الاستثمارية التي تصب في نهاية الأمر بمصلحة الشعب السوري وتعزيز قدراته .
ومن المحطات الهامة في الزيارة أيضا لقاء السيد الرئيس مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين وممثلي كبرى الشركات الأمريكية والعالمية، في جلسة الطاولة المستديرة التي نظمتها غرفة التجارة الأمريكية، على هامش أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك , المحطة التي جرى فيها بحث فرص الاستثمار المتاحة في سوريا، والإمكانات الاقتصادية الواعدة التي توفرها بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
و لن ننسى لقاءات السيد الرئيس الشرع برئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره و برئيس جمهورية التشيك بيتر بافيل وبالسيناتور جين شاهين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، والنائب غريغوري ميكس عضو مجلس النواب الأمريكي و أن لهذه اللقاءات معانٍ ودلالات عميقة و كبيرة.
برنامج زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك حافل بالنشاطات والفعاليات المتنوعة التي تؤكد أن سوريا منفتحة على العالم واستطاعت اليوم تأكيد حضورها الدولي بكل جدارة وحكمة .
ثمار ومكاسب عديدة ننتظرها من هذه الزيارة التي نتمنى أن تحمل كل الخير والبركة لسوريا ولشعبها الصامد.
العروبة – محمود الشاعر