تمكن فريق الدفاع المدني في محافظة حمص من انتشال رفات عظمية لأشخاص مجهولي الهوية في حي كرم الزيتون بمدينة حمص، وذلك عقب تلقي بلاغ من سكان الحي يفيد بوجود رفات بشرية.
وأوضح عبد القادر عبدو مدير مركز البحث عن المفقودين التابع للدفاع المدني بحمص في تصريح لمراسل سانا، أن الفريق تحرك فوراً نحو الموقع المبلغ عنه، ليباشر عملية انتشال الرفات، التي تم تحويلها مبدئياً إلى الطبابة الشرعية بحمص، قبل إرسالها لاحقاً إلى مركز الاستعراف بدمشق بهدف تحديد هوية المتوفين.
وبيّن عبدو أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة مستمرة من جهود فرق الدفاع المدني في المنطقة، موضحاً أنها المرة الرابعة التي يتم فيها العثور على رفات بشرية في هذا الحي، سواء داخل مقابر جماعية أو فردية.

وأشار عبدو إلى أن فرق الدفاع المدني سبق وأن قامت خلال الأسابيع الماضية بانتشال رفات أخرى أثناء قيام سكان الحي بعمليات ترميم لمنازلهم المتضررة جراء الحرب، ما يعكس مدى تضرر المنطقة نتيجة الأحداث السابقة.
ولفت عبدو إلى أهمية هذه العمليات من الناحية الإنسانية والجنائية، التي تهدف إلى حفظ حقوق الضحايا وضمان استخراج الرفات وفق إجراءات قانونية تساهم في الاحتفاظ بالأدلة الجنائية، التي قد تكون أساساً لفك لغز هوية الضحايا ومساعدة السلطات المختصة في فتح ملفات تحقيق تتعلق بالجرائم المرتكبة.
وحث عبدو سكان الأحياء المتضررة، وخاصة المناطق التي شهدت مجازر خلال سنوات الحرب، على التعاون مع فرق الدفاع المدني لتسهيل عمليات البحث، معرباً في الوقت ذاته عن أمله بأن تسهم هذه الجهود في كشف الحقيقة لعائلات الضحايا وضمان حقوقهم القانونية والإنسانية.
يذكر أن حي كرم الزيتون بحمص كان من أكثر المناطق التي شهدت أحداثاً مأساوية خلال سنوات الحرب، حيث تعرض الحي لاعتداءات متكررة من قبل النظام البائد أسفرت عن فقدان العديد من الأرواح ودفن الجثامين في مقابر جماعية وفردية بمواقع متفرقة.