حمص تتميز بمقومات سياحية فريدة تجعلها وجهة سياحية مهمة

تعتبر السياحة صناعة متكاملة تساهم في تحقيق التنمية الشاملة بمختلف أشكالها في كثير من بلدان العالم التي اهتمت بتنمية  القطاع السياحي لتحقيق المردود الأمثل منها اقتصاديا واجتماعيا.

وفي سوريا تعتبر السياحة  من الأنشطة الثقافية والتاريخية البارزة التي تعكس غنى التراث السوري وتنوعه، يمتد تاريخ السياحة في بلدنا آلاف السنين، حيث كان يشكل مركزاً هاماً للتجارة والثقافة منذ العصور القديمة، فقد كانت سوريا ” بموقعها الاستراتيجي” الذي يربط بين ثلاث قارات، نقطة التقاء العديد من الحضارات، مما ساهم في تشكيل تراث فريد من نوعه يستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم.

وفي يوم السياحة العالمي الموافق للسابع والعشرين من شهر أيلول الجاري, “العروبة “التقت مديرة سياحة حمص لوريس مقصود  للحديث عن هذه المناسبة وأهميتها حيث قالت : تعتبر سوريا من الوجهات السياحية الرائعة التي تحتضن مجموعة من المعالم التاريخية والثقافية التي تعكس غنى تراثها.

وأضافت: تلعب السياحة دوراً محورياٍ في التنمية الاقتصادية من خلال زيادة الإيرادات، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتشجيع الاستثمار في البنية التحتية، وزيادة صادرات الخدمات والسلع، وتحفيز التبادل الثقافي هذه التأثيرات تساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وزيادة الدخل القومي وتحسين مستوى معيشة السكان بتأمين فرص عمل جديدة.

السياحة  بعد التحرير

وأضافت: يشهد قطاع السياحة في حمص انتعاشاً ملحوظاً بعد التحرير، وتُبذل جهود كبيرة لإعادة المدينة إلى الخريطة السياحية وتكثف مديرية السياحة في حمص جهودها الرقابية على المنشآت السياحية لضمان جودة الخدمات المقدمة.

ومن الجدير ذكره أن هناك نشاط ملحوظ في الاستثمار السياحي، مدعوماً بعودة المغتربين السوريين الراغبين في الاستثمار في وطنهم

  واجهة سياحية

وأشارت أن حمص تتميز بمقومات سياحية فريدة تجعلها وجهة سياحية مهمة، أهمها موقعها الاستراتيجي في قلب سوريا، وتعتبر نقطة وصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، مما يسهل الوصول إليها,وتضم حمص عدداً كبيراً من المعالم التاريخية الهامة مثل:قلعة الحصن وهي أحد أهم القلاع الصليبية في العالم، والمدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

ومن بين المعالم أيضا ، تبرز مدينة تدمر الواقعة في ريف حمص الشرقي التي تعرف بأنها “عروس الصحراء”، تتميز  بموقعها الاستراتيجي وتاريخها العريق، إذ تحتوي على آثار رومانية وبيزنطية وعربية، مثل معبد بعل والشوارع المؤدية إلى المدرج الروماني و زيارة تدمر تسمح للسياح بالاستمتاع بجمال هندستها المعمارية ومشاهدة الكنوز الأثرية التي تخلد حضارات قديمة.

إضافة إلى  جامع خالد بن الوليد الذي يتميز بطرازه المعماري العثماني وقبابه

وأيضا تضم حمص العديد من المواقع الدينية المهمة للمسيحيين والمسلمين، مثل الجامع النوري الكبير و كنيسة أم الزنار ودير مارجرجس وغيرهم الكثير .

طبيعة ساحرة

و تتميز المناطق الطبيعية بريف حمص الغربي بطبيعتها الساحرة ومناخها المعتدل، وتعتبر وجهة رئيسية للاصطياف والترفيه  مبينة أن السياحة في سوريا تعتبر تجربة فريدة من نوعها، حيث تتنوع المناظر الطبيعية والثقافات الغنية  يسعد كثير من الزوار بمشاركة تجاربهم الشخصية التي تعكس جمال البلاد وروح الضيافة اللامحدود، مشيرة أن التجارب السياحية لا تقتصر فقط على الطعام والمواقع الأثرية، بل تشمل أيضاً اللقاءات مع السكان المحليين، حيث تمتزج الضيافة السورية الفريدة مع محادثات ثقافية غنية حول الحياة اليومية والتقاليد العائلية.

وبلغ عدد زوار قلعة الحصن من داخل سوريا خلال النصف الأول من العام الجاري   4818  زائراً، ومن الزوار العرب 19 شخصا أما الزوار الأجانب فبلغوا  598 شخصا، ليكون العدد الكلي 5435 زائرا , أما عدد المكاتب السياحة فهو ١٠٢ مكتب ضمن محافظة حمص.

فعاليات متنوعة

وأشارت أن  الفعاليات التي ستُقام في حمص احتفالًا بيوم السياحة تركز على الترويج سياحيا للمنطقة و إعادة إحياء هذا  القطاع و فرصة لتشجيع إعادة تأهيل و افتتاح المنشآت السياحية التي توقفت عن العمل بسبب الحرب.

مبينة أن  الفعاليات السياحية المقامة  تهدف إلى تنشيط السياحة الداخلية وتشجيع المواطنين على المشاركة بنشاط رياضي سياحي ضمن المدينة و تفعيل روح المودة بين فئات المجتمع من شباب ويافعين وذوي الهمم  ، كما تسعى إلى تصحيح الصورة  التي شوهتها الحرب وإظهار الوجه الحضاري والأثري الغني للبلد وجذب السياح من الخارج.

معوقات العمل

وأشارت إلى وجود بعض الصعوبات و المعوقات منها غياب التسهيلات الممنوحة حاليا للمشاريع السياحية مثل التمويل المصرفي وتسهيلات الاستيراد وغيرها

و العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على سوريا, وضعف البنية التشريعية الخاصة بالاستثمارات السياحية والتي تعمل الحكومة الحالية على تطويرها تدريجيا وتذليل العقبات لأي مستثمر جديد يريد الاستثمار في البلد ,إضافة لضعف القدوم السياحي إلى سوريا سابقا بسبب ضعف الترويج السياحي حيث كانت معظم الدول تحذر رعاياها من القدوم إلى البلاد قبل التحرير.

منوهة إلى الدمار والتخريب الذي لحق بعدد من المواقع الأثرية والمنشآت السياحية.

وضعف البنية التحتية والواقع الخدمي السيئ الذي كنا نعاني منه  والذي ينعكس بدوره على القطاع السياحي والعمل جارٍ على تحسينها من قبل الحكومة الجديدة.

بشرى عنقة

المزيد...
آخر الأخبار