الفنانة جوليا سعيد تترك في لوحاتها وذاكرة مشاهدي لوحاتها إحساساً في عشق الوطن والإنسانية فهي فنانة طموحة وحالمة صاحبة خيال إبداعي… تربت في بيت عريق بالفن والأدب والإنسانية وسحر الطبيعة الخلابة حولها من نهر وجبال و تأثرت منذ طفولتها بوالدها النحات احمد سعيد رحمه الله .
للطفولة نصيب كبير من لوحاتي
وعن بداياتها ونشاطاتها الفنية قالت : بدأت بالرسم منذ طفولتي ولم أدرك يوما إنني سأصل إلى تلك البهجة التي اشعر بها الآن اللوحة كانت هي الجدران والأشجار التي اخط عليها رسوماتي وعند دراستي في معهد إعداد المدرسين قسم الرسم تطورت قدراتي في استخدام الألوان والرسم والنحت وأصبح لدي ثقافة واسعة …وقد تأثرت بالفنان رائد الواقعية أستاذي الفنان وليد الشيخ ….وقد عملت على مدى سنين في محافظة الرقة الحبيبة….وتابعت عملي في طرطوس لوجود محفزات حولي رغم قساوة الظروف التي عشتها في هذه الفترة. …وكان للطفولة نصيب كبير من لوحاتي لان الطفولة أهم مرحلة في حياة الإنسان ويجب الاهتمام بالطفل لأنه استمرار للغد وبناء طفل سوي هو بناء وطن …والمرأة حضرت في لوحاتي بأشكال مختلفة… .المرأة وطن وهي الأرض الخصبة التي تنمو عليها الزهور والأشواك والأشجار….فدعوها تنبت زهورا بدل من الشوك الجارح…..ولوحاتي عن التراث الشعبي هي استمرار حضور ثقافة أجدادنا في أيامنا هذه وقد رسمت أزياء شعبية لمختلف المناطق السورية ….كل لوحة عندي تحمل فكرة وموضوع مستوحى من واقع سوريتنا الجميلة وجمال طبيعتها الخلابة وأتمنى من المعنيين الاهتمام بالطفولة أكثر في معظم بقاع الأراضي السورية لان كل بقعة من سورية هي مهمة لاستمرارية الحياة … وأضافت استلهمت فني من كل شيء حولي ورحلتي إلى الرقة أغنتني أكثر بثقافة فنية
اختزلت إحساسي في المساحة البيضاء
وجاءت مشاركاتي الواسعة ضمن المهرجانات والمعارض الجماعية حيث التقيت الكثير من الفنانين واستلهمت من لوحاتهم وتجاربهم واختزلت إحساسي في تلك المساحة البيضاء إمامي مختصرة وطنا جميلا في لوحاتي .
وأضافت :رسمت للوطن في شتى أفكاري….الأم .. الطفولة الحالمة والمحرومة ….قضايا إنسانية….أزياء شعبية زرعت الأمل في لوحاتي بالرغم من الظروف الصعبة في بلدي وأشارت بأنها حصلت على تكريمات عديدة من جهات مختلفة وقالت كان لي حضور في اغلب نوادي الأطفال لنزرع بسمة على وجوههم .
وعن أسلوبها أوضحت بأنها اعتمدت في أسلوبها النمط الواقعي والانطباعي والرمزي…و التعبيري أما بالنسبة للألوان فهي تتنوع في لوحاتها ما بين الرصاص والألوان المائية والزيتية والاكرليك .
وعن سبب اتجاهها للفن قالت :هو منشأي والطبيعة حولي…وظروف الحرب القاسية في بلدي كان لها تأثير على مزاجي الفني الطاغي على معظم لوحاتي كآبة وحزنا وإضاءة على الجمال و احياء التراث في بلدي ، والمواضيع التي اختارتها إنسانية اجتماعية التراث والأزياء الشعبية الأمومة الجمال….
الطبيعة الجميلة أيقظت هذا الفن الجميل
وتضيف الفنانة جوليا : اعتبر لوحتي رمز لي وعنوان أفكاري ومشاعري …واحرص على أن تبقى معبرة وهادفة إنسانية وتعكس الجمال وعندما تنال إعجاب الناظر إليها يخفق قلبي فرحا كما اعتبر لوحتي ما زالت بحاجة للريشة ولم تنتهي بعد…
ونوهت بأنها لم تختر الفن التشكيلي إنما الموهبة الموجودة ودراستها وتربيتها في أسرة يرعاها والدها النحات والطبيعة الجميلة حولها هي من أيقظت هذا الفن الجميل وطورته بالممارسة والنقد البناء الذي تعرضت له من كبار الفنان. فكان حافزا لها للعطاء والمثابرة أكثر ليكون لها بصمة في الفن السوري.
عبد الحكيم مرزوق