المشاركون في ورشة العمل التشاركية حول إعادة إعمار حمص يستعرضون الرؤى والاستراتيجيات للنهوض بها

انطلقت اليوم ورشة عمل تشاركية مابين مجلس مدينة حمص والمحافظة حول إعادة إعمارها، بعنوان:” من تقييم الواقع إلى تحديد الرؤية والأولويات” في فندق السفير ،والتي تستمر على مدار يومين متتاليين.
رئيس مجلس مدينة حمص المهندس بشار السباعي بين في محاضرته التي حملت عنوان: “عرض عن واقع مدينة حمص، التحديات والفرص” أن هدف هذه الورشة  مناقشة الرؤى والاستراتيجيات لإعادة النهوض وإعمار مدينة حمص من خلال تحليل التوجهات العمرانية والاجتماعية والتراثية والتاريخية والإقتصادية والبيئية، وتحديد أولويات التدخل والتخطيط العمراني وتوجيه الاستثمارات القادمة بما يضمن تنمية مستدامة وشاملة للمدينة.
وتابع: فقدنا قسما كبيرا من تراثنا المعماري نتيجة الحرب، حيث هناك معوقات كثيرة، كالعقبات القانونية التي تتعلق بإعادة الإعمار، بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية، ونتيجة الحرب أصبح هناك ضعفاً اقتصادياً محلياً في مدينة حمص بسبب تدمير المنشآت الصناعية، وهذا أدى إلى تراجع الاستثمار والركود الاقتصادي.
وتحدث عن تعديل القوانين
و اشغالات الأرصفة، وضرورة تنظيمها وتخفيف الازدحام وتنشيط الحركة التجارية، وذلك من خلال إجراءات إدارية وتنظيمية تغطي المدينة، لما لذلك من فوائد من خلال إعادة إعمار نفسية المواطن اجتماعياً ومادياً واقتصادياً.
كما تطرق لأهميةالاستثمارات بعد رفع العقوبات، وقال: إننا نسعى الى الاستقرار الأمني بالدرجة الأولى، واستقرار الملكية وإيجاد السبل والحلول فيما يخص مدينة حمص.
واستعراضت المهندسة رنا داوود رئيس دائرة التنظيم العمراني في مجلس المدينة في محاضرتها بعنوان: “حمص وواقع المخططات التنظيمية”،   المخطط التنظيمي لمدينة حمص والذي يشمل حمص القديمة والأسواق ومركز المدينة الحالي، والمناطق المحدثة والحِّرف والسكن الدرجة الأولى والثانية، مشيرة أن المدينة تضم حولها الكثير من المباني التراثية والدينية ذات القيمة التاريخية، والتي لم تعط الاهتمام الذي يليق بها.
وتطرقت إلى مناطق التوسع والدراسات التنظيمية في المدينة،و الوضع المروري والفوضى العارمة بسبب اختلاط وسائل النقل المختلفة، حيث لا يوجد فصل مسارات وعدم تطبيق قانون السير وانعدام الثقافة المرورية واستبعاد فكرة المشي ولو لمسافات قليلة، بالإضافة إلى عدم وجود اختصاصات مرورية تُّدرس في الجامعات،كما أضافت الى ذلك عدة أسباب منها: تهالك البنى التحتية، وتأجير الأرصفة.
وأكدت على ضرورة الاهتمام بمداخل المدينة وإعادة تأهيل الكورنيش الشرقي والغربي ومنع المرور العابر ضمن المدينة.
كما تحدثت عن مشروع “الترام” وهو قيد الدراسة  ودوره في النقل المستدام والذي يخدم عددا كبيرا من الأشخاص، و يأخذ حيزاً ضيقاً من الطريق،  بالإضافة إلى أنه صديق للبيئة، وقدرته الكبيرة على الاستيعاب ، والمعتمد أن يكون المسار مخدماً من المدخل الشمالي حتى المدخل الجنوبي للمدينة مروراً بجامعة حمص.
تلاها محاضرة الدكتور سمير العيطة استشاري برنامج الأمم المتحدة (الموئل) بعنوان: حمص وجوارها: الهوية ومنهجيات النهوض والإعمار انطلاقا من التجارب الدولية في التنمية المحلية،تحدث فيها عن تميز مدينةحمص ،لينتقل للحديث عن تطور كثافة السكان في أحياء المدينة ،والنزوح والهجرة والعودة إلى حمص وريفها، وكيفية إعادة إحياء القلب التراثي لحمص.
كما أشار الى المخطط التنظيمي والتوسع العمراني لمدينة حمص.
وأكد أن حمص بحاجة 30 مليون دولار لإعادة إعمارها .
كما تحدث عن حوكمة النهوض وإعادة الإعمار في حمص.
وختم: حمص مفتاح الاستقرار والنهوض في سوريا على مستويات الحوكمة وإعادة الإعمار والبناء والتنمية المحلية والنهوض الاقتصادي.
واستعرض الدكتور طارق حسام الدين رئيس جامعة حمص في محاضرته خطوات إعادة الإعمار بعيداً عن الإستراتيجيات حيث يجب اتخاذ خطوات من أجل تحقيق الاستقرار ودراسة الواقع وتقييمه،والخطوة الأولى بإعادة الإعمار تحديد الأهداف التي توجه الاجراءات المستقبلية،
وتحفيز قطاع التشييد والبناء و التوسع في المناطق الفارغة والمدروسة تخطيطياً بالتوازي مع عملية إعادة الاعمار والذي بدوره يخفف الكثافة السكانية، وإعادة البناء الذاتي وتقديم برامج تقودها المؤسسات الأهلية أو الجهات الرسمية.
كما تطرق الى التحديات الهندسية والتمويلية والقانونية والاجتماعية.
وقال: إن عوامل النجاح لإعادة الاعمار يكون من خلال تطبيق المعايير الصحيحة ،ووجود دعم حكومي فاعل، وزيادة مشاركة المجتمع المحلي.
والمحاضرة الأخيرة من اليوم الأول للورشة كانت حول خطة تعافي مدينة حمص، منهجيات وآليات والمشاريع التنفيذية، قدمتها المهندسة نتالي عطفة من برنامج الامم المتحدة (الموئل)بينت فيها
ان البرنامج ينطلق من ما يسمى بالمكان حيث لكل مكان قطاعات مختلفة تعطي نهجاً لوضع الرؤية، بالإضافة للتلوث البيئي،كما تحدثت عن مكانة حمص بالنسبة لسوريا التي هي عقدة الوصل وأثر الحرب عليها، فهناك 22 حياً بحالة دمار.
وتابعت: قمنا بتقييم ميداني مع مجلس المدينة ونقابة المهندسين والمجتمع المحلي لرصد الأضرار.
كما عرضت الآلية المتبعة لتقييم الأضرار ،وتحدثت عن خطة التعافي التي تتمثل بالتشاركية في سبيل إعادة إعمار المدينة وأحيائها من جديد.
وفي ختام اليوم الأول للورشة تحدث رئيس برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، منظمة (الموئل) هيروشي تاكابايشي، معرفاً عن عمل المنظمة قائلاً: منظمة الموئل تعنى بتخطيط المدن وفهمها بالإضافة إلى قطاع الإسكان وهي تدعم مدينة حمص منذ سنوات، وما زالت.
واليوم بعد التحرير نتكلم عن سوريا الجديدة، وهو الوقت المناسب لاجتماع جميع الشركاء مع بعضهم وتداول الآراء لإعادة بنائها من جديد وفق توافقية بالرؤية.
وهذه الورشة الأولى التي تضم مشاركة جميع أطياف المجتمع.
وقال :كلي ثقة ويقين بأن حمص المدينة ستنهض من جديد, فإعادة الإعمار تتطلب تشاركية من كافة أطياف المجتمع وخاصة المجتمع المحلي الذي هو جزء أساسي من هذه التشاركية ولا يكتمل البناء بدون رؤية حقيقية للمدن.
وأكد أن منظمة الموئل على استعداد مع شركائها من المنظمات الأخرى  في المساندة والدعم بما يخص إعادة الإعمار الصحيحة.
رهف قمشري

المزيد...
آخر الأخبار