نجاح سوريا في رسم المستقبل..

يشكل قرار مجلس الأمن الدولي،الذي قال كلمته
بصوت واحد للمرة الأولى منذ ١٥ عاما، تأكيدا أن قراره حول سوريا لم يكن ذا دوافع سياسية، وفي لحظة فارقة يشير لعمق الثقة بسوريا، مؤكدا إنهاء العزلة، ورسوخ الشرعية.
و التزاما دولياً بسيادة سوريا ووحدتها واستقلالها.
صحيح أن القرار اعتُمد بمبادرة أمريكية ، لكنه شهادة على نجاح سياسة سوريا الجديدة وترسيخا لسلامة ووحدة أراضيها وتثبيتا لاستقرار المنطقة وسلامة العالم.
إن هذا القرار،يشكل انتصارا واضحاً للدبلوماسية السورية، بعد صبر استراتيجي، ومفاوضات ملتزمة، وإدارة رشيدة.
برؤية الرئيس أحمد الشرع للسيادة عبر التعاون، استطاعت سياسة سوريا الخارجية أن تعيد بناء الثقة، وتحول المواجهات إلى حوارات فعالة اثمرت نتائج كبيرة من حيث انعكاسات هذا النجاح على مستقبل سوريا الجديدة، وعلى المصالح الوطنية وتفتح الأبواب للشراكات الإقليمية والعالمية.
القرار اعتراف صريح بدور سوريا وقدرتها على تحمل مسؤولياتها والتزامها بالأولويات العالمية تجاهها، من حيث
تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الكامل،ومكافحة الإرهاب والمخدرات،والنهوض بالعدالة الانتقالية وحقوق الإنسان،والالتزام بعدم انتشار الأسلحة الكيميائية وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وبكل فخر نقول إن القرار،لم يأت من خلال تنازلات سورية، بل كتأكيد دولي على مسار الإصلاح في سوريا وعودتها كفاعل بناء ذي سيادة.
بهذا القرار، أزال المجلس واحدا من آخر العوائق السياسية أمام الإعمار والاستثمارات.
والرسالة واضحة: تعافي سوريا أساس للأمن الإقليمي والعالمي، وهو انتقال حاسم من العقوبات إلى الشراكة،مما يمهد الطريق للشراكات الاقتصادية والتعاون في مجال الطاقة ومساعي إعادة الإعمار التي كانت دوما معطلة بالقيود السياسية.
وبلغة العواطف ،بعد سنوات من التجاهل، وقف العالم أخيرا لجانب سوريا، لا ضدها.
وعكس التوافق على التصويت إعادة اصطفاف أخلاقي وسياسي، واعترافا بأن دعم تعافي سوريا يخدم الاستقرار والعدالة العالميين.
وما حدث أمس يؤكد أن سوريا دولة تنتظر الانخراط، وشريكا للسلام والتنمية.
سوريا تتقدم اليوم،موحدة ذات سيادة وتعيد الإعمار بثقة ويد ممدودة لكل أولئك الراغبين بالتعاون معها بدل المواجهة.
اليوم أصبح بإمكاننا ان نقول،أن فترة الإقصاء قد انتهت، وبدأت فترة الانخراط.
وقد أدرك العالم بما لايدع مجالاً للشك،أن استقرار سوريا، يعني سوريا الأقوى،والذي يعني شرق أوسط أكثر أمنا.
وما تحقق اليوم، من شطب مجلس الأمن لأسماء من قوائم العقوبات،يضع سوريا في قوائم الدول التي ترسم المستقبل.

عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار