صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب كتاب (القضايا النقدية في رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء)، تأليف: آلاء ياسين دياب. تصميم الغلاف: عبد العزيز محمد. ويقع في 309 صفحات من القطع الكبير،.
هَدف هذا البحث كما تقول المؤلفة كشف ماهيّة النّقد عند إخوان الصفاء ، وإدراك بنيته ومكّوناته الفكريّة وتفسير خصائصه العامّة، فالنّقد العربيّ القديم ليس ترديداً لأقوال النّقّاد، بل هو فلسفة تتأتّى من إعادة النّظر في الأسس والمبادئ الّتي بنى عليها النّقاد إرهاصاتهم النّقديّة،ومع إقرارنا بالاختلاف والتّباين بين الأنساق الثّقافية من حيث فروضها ، إلّا أنّها تتكامل في مناهجها، لكن هل تلتقي هذه الأنساق لتنتج طروحات نقدية؟ وأضافت :
لا يمكن القول إنَّ إخوان الصّفاء يملكون نظرية نقديّةً، بل إنّ لديهم تصوراً نقديّاً، حيث إنّ التصور هو استدلالٌ بنائيٌّ، وهو الصّورة المنظّمة الّتي تتّخذها المبادئ العقليّة،ويظهر على مرحلتين متكاملتين: فالمرحلة الأولى تظهر في التّوصيف وما يحمله من معايشة تتطوّر وتنمو بفاعليّة العقل الفلسفيّ؛ لتتحوّلَ في المرحلة الثّانية إلى تصوّراتٍ يُعَبر عنها بجملة من القضايا ، أي أنّ التّصوّر يكمن في ردّ المفاهيم المجرّدة إلى فاعليّة نقديّة، ويستمر ردّ المفاهيم بعضها إلى بعض حتّى نصل إلى تصوّر كلّيّ. إنّ هذه التصوّرات النّقديّة تتموقع في حدّين : حدّ الانسجام وحدّ اللّا انسجام ، أي احترام الانسجام الدّاخليّ أو عدم النّظر إليه، فالتّصور النقديّ عند إخوان الصّفاء ليس إلا تجريداً عقليّاً للتّجربة الشعريّة في عموميتها وارتباطها وتناقضاتها ، ومن هنا فالجزء لا معنى له إلّا بالنّسبة إلى الكلّ ، ذلك أنّ فهم هذا التّصور النّقديّ يقتضي أن نعيد وضعه في ترتيب المجموع الّذي هو جزء منه.فيتشكّل التّصور من جملة الأشياء، فكل قضيّة نقديّة تمثل دائرةً مغلقةً بمفردها لكنّها تظلّ على ارتباط مع المفهوم المركزي للتّصوّر.
المزيد...