التشـــــــــكيلي محمد غنّوم رســـــــــالة حضـــــــارة في لوحة فنّـان

إنه أحد سفراء الفن التشكيلي السوري إلى دول العالم والذي عبر بها إلى الشواطىء البعيدة والعديد من عواصم العالم ، .. إنها رسالة الحضارة في لوحة فنان … حيث قال : سنبقى نقدم للحضارة والفن على الرغم من الحرب والإرهاب ، إننا في سورية قدمنا الحضارة للعالم أجمع ولانزال نقدم حضارة وفناً وثقافة …
ولادة لوحة
بدأ حياته الفنية برسم الأحياء الدمشقية القديمة والطبيعة الصامتة والبورتريه بطريقة واقعية مستخدما ً كل أنواع التقنيات من زيتي ومائي وخشب وباستيل واكرليك ولم ينقطع في تلك المرحلة عن استعادة جماليات الخط العربي في لوحاته.
وفي مراحل حياته المتتالية أصبح الخط العربي عنصرا ً أساسيا ً ضمن لوحته الفنية ، حيث اختار التعبير عن مكنونات نفسه باللون والخط العربي ، لينقل إحساسه عبر إبداعاته المختلفة ليشعر المتلقي بالموسيقا بين ثنايا لوحاته التي قدمها ضمن معرض فني مشترك جمعه مع الفنانين « إبراهيم حميد – وخلود السباعي» وعنوان المعرض « مدونة وطن « في 20 آذار / 2016 حيث قال إن أي ظاهرة فنية في ظل هذه الحرب هي محاولة جادة لإحلال الجمال مكان القبيح ، ورأيه عن هذا المعرض أنه يضم تجارب فنية سورية تقول للعالم : « نحن صُنّاع الجمال من الماضي والحاضر وسنبقى في المستقبل ، ولن يكون للقبيح مكان في حياتنا وبالنسبة لي عبّرت من خلال الريشة باللون والخط والتكوين واستعملت تقنية الاكرليك على القماش التي تعادل بتأثيرها الألوان الزيتية .
لوحة موطني –
يضيف / غنّوم / إن الفنان التشكيلي يقدم لغة عالمية لاتحتاج إلى ترجمة لذلك وأنا مصمم أن أصل بمعارضي إلى كل أصقاع دول العالم مع أنها خطوة تتطلب الكثير من الجهد والمال لكن النتائج التي سأحصدها أكبر بكثير من المتاعب .
يقول « الخطاط محمد عدوي » إن التشكيلي محمد غنّوم هو من أشهر الحروفيين العرب كما أنه تجري دراسة لونية لكل لوحاته ، فهو يتقن الألوان بطريقة رائعة ويستعملها ببراعة لافتة فالتنسيق اللوني في لوحاته يخطف الأبصار، ويأسر الألباب حيث يستعمل الحرف بشكل جميل ومتناسق ليقدم لوحة تشكيلية معتمدة على الحرف العربي ، وهو فنان لديه خبرة كبيرة ومميزة .
تجليّات الحياة وهواجس التزيين
يُذكر أن / غنّوم / قال : إن هاجسي الأول والهام جدا ً أن أعمّق ثقافتي النظرية وليس فقط الثقافة العملية ، فقد درست في روسيا بمدينة « طشقند « ودرست الخط العربي وفلسفة هذا الفن دفعني إلى تعميق تجربتي، وإنني غزير الإنتاج ، ولاشك أن هناك محاولات لاقتلاع جذورنا ، فلِزام وواجب علينا عرض جماليات الحروف ، وقد أقمت العديد من المعارض في عدد من بلدان العالم منها / روما – مدريد – باريس – سان باولو- سان بطرس بورغ / وأقمت أحدث المعارض في لوكسمبورغ وأول معرض كان لي في دمشق 1979، لنقدم الحقيقة ، فهذه الحضارة يعرفها العدو قبل الصديق، فإنني أعبر عن هذا الفن الرائع الجميل ، فهذا الملهم الحضاري الهام … خطّنا العربي الجميل هو جزء من هويتنا البصرية والحضارية والإنسانية .
ويضيف / غنّوم / : عن تأثير التكنولوجيا على مهنة الخط ، لقد أثّرت التكنولوجيا الحديثة على مهنة الخط سلبا ً فقد بدأ بعض المدّعين بتقليد أعمال خطاطين كبار وبسهولة على برامج التصميم ونسبها لأنفسهم ، كما أن اللوحات الإعلانية فقدت قيمتها الفنية لأن أغلب العاملين في هذا المجال ليسوا بخطاطين أما أدوات فن الخط لم تتغير فمنذ القديم تعتمد على الحبر والقلم المصنوع من القصب والمعدن واللّيفة وهي خيوط حرير .
ثراء التكـوين الحروفي
يمكن القول إن / غنّوم / اتجه في معظم لوحاته لإظهار العقلنة التي توازن مع حركة الانفعالات وتقديم الألوان المدروسة المتأنية بقواعد الخط العربي مبتعدا ً في ذلك عن الارتجال ومعطيات الصدفة المتواجدة في أعمال عدد كبير من الفنانين الحروفيين العرب المعاصرين ففي أكثر الأحيان تجسّد في لوحاته مايشبه الواحة أو الحديقة والأشكال الأخرى المبتكرة بالحروف والكلمات ويخرج في أحيان كثيرة عن هذا السياق محققاً حرية وعفوية في تشكيل الحروف والكلمات ومع ذلك فهو يسعى خلال تنقلاته وتحولاته لإيجاد المزيد من الموازنة والمواءمة من الاندفاعات الوجدانية والعقلنة ، رغم كل مايبرزه من تحرر في حركة الخطوط الهندسية المعتمدة ضمن بعض عناصر اللوحة وهي في كل الحالات تعطي للحوار الحروفي دلالات جمالية خالصة تتنوع من لوحة إلى أخرى .
بطاقــة ذاتيـّة
– محمد غنّوم من مواليد دمشق 1949
خرّيج كليّة الفنون الجميلة عام 1976
أستاذ في كليّة الفنون الجميلة بمادّتي الزّخرفة والخط العربي
مدرّس في كلية الهندسة المعمارية لمادتي الرسم البصري والنماذج
أقام العديد من المعارض في عواصم المدن الكبرى / روما – مدريد – باريس – سان باولو – سان بطرس بورغ – لوكسمبورغ / كما أقام في ألمانيا سبعة معارض منذ عام 1996 حتى عام 2015
وسـيم ســليمان