أذكر أن معرفتي الأولى بالأديبة السورية الدمشقية سلمى الحفار الكزبري كانت في أواخر الستينيات يوم وقعت روايتها الأولى في يدي وكانت بعنوان – عينان من اشبيلية- وتجددت معرفتي بهذه الرواية عندما ذكرها أستاذ الأدب الأندلسي الدكتور جودت الركابي ، وبعده الدكتور محمد رضوان الداية في سياق تأثير الأندلس في الأدب العربي الحديث، ويومها ألقيت قصيدة الشاعر نزار قباني- غرناطة- نموذجا ً شعريا ً لهذا التأثير بينما تحدث زميلي الدكتور عبد النبي اصطيف عن رواية : – عينان من اشبيلية – .
وتجددت المعرفة الحقيقية بهذه الأديبة المتميزة في أواخر السبعينيات عندما نشرت وزارة الثقافة والإرشاد القومي في سورية كتاب: الشعلة الزرقاء – رسائل جبران خليل جبران إلى مي زيادة، بتحقيق وتقديم: سلمى الحفار الكزبري والدكتور سهيل بشروني، وكان عملا ً ثقافيا ً هاما ً أضاء لنا عالم مبدعين من مبدعي الأدب : جبران خليل جبران ومي زيادة، وهذا حرضني على معرفة الأديبة سلمى الحفار الكزبري معرفة أوسع وأعمق، فهي أديبة موسوعية: قاصة وروائية وباحثة وكاتبة سيرة ومحققة وشاعرة باللغتين الفرنسية والإسبانية ،وكاتبة مذكرات.
ولدت في دمشق في مطلع العقد الثالث من القرن العشرين ، ونشرت أول مؤلفاتها تحت عنوان – يوميات هالة – عام خمسين وتسعمئة وألف ثم توالت مؤلفاتها المتنوعة في ميدان القصة القصيرة فصدرت لها مجموعتان : حرمان ، وزوايا في مصر، ثم صدر كتابها : نساء متفوقات في بيروت ثم كانت روايتها: – عينان من اشبيلية – .
ثم أصدرت مجموعة قصص قصيرة تحت عنوان – الغريبة – ثم سيرة ذاتية بعنوان : عنبر ورماد ، ثم مجموعة محاضرة تحت عنوان : في ظلال الأندلس لتعود إلى الرواية في روايتها: البرتقال المر، في منتصف السبعينيات ثم أصدرت كتابا ً عن الأديبة الفرنسية : جورج صاند تحت عنوان: حب ونبوغ ولها ديوانا شعر بالفرنسية هما : الوردة المنفردة ، نفحات الأمس.
وديوان شعر باللغة الإسبانية تحت عنوان – عشية الرحيل – وكان آخر كتاب عرفته لها – الحب بعد الخمسين- ومنه اقتطفت مختاراتها والجدير بالذكر أنها كانت أديبة رحالة أقامت في الأرجنتين وتشيلي وإسبانيا بالإضافة إلى مهدها الأول: دمشق، وقد رحلت عن دنيانا بعد بدء الألفية الثالثة بست سنوات تاركة تراثا ً أدبيا ً غنيا ً يفصح عن أديبة عربية سورية موسوعية .
د. غسان لافي طعمة