في عالم تتصارع فيه الأصوات، تأتي جائزة السلام الدولية للأطفال لتمنح صوتًا للفئة الأكثر براءة وتأثرًا بما يدور حولهم.
هذه الجائزة، التي توصف إعلاميًا بـ “جائزة نوبل للأطفال”، ليست مجرد تكريم عابر، بل هي منصة عالمية تكرس جهود الصغار الذين يبنون عالمًا أفضل.
تُمنح الجائزة سنويًا منذ عام 2005 من قبل مؤسسة “KidsRights” الهولندية، برعاية فائز بجائزة نوبل للسلام، مما يمنحها شرعية وبعدًا رمزيًا قويًا. أهميتها لا تقتصر على التتويج، بل تعتبر منصة عالمية تضع الطفل الفائز أمام أعين قادة العالم ووسائل الإعلام الدولية، مما يحقق رسالته ويوسع دائرة التأثير.
و أيضاً ترافق الجائزة دعماً مالياً لتمويل المشاريع التي يقودها الطفل، محولة أفكاره إلى مبادرات ملموسة.
كذلك تذكرنا بأن براعة الطفولة وعزيمتها قادرتان على هزيمة المستحيل، وأن التغيير يبدأ بفكرة وطفل مؤمن بها.
في هذا المحفل الدولي، تبرز باسم سوريا الطفلة بانا العبد من مدينة حلب، والتي وصلت إلى القائمة النهائية للمرشحين الثلاثة الأوائل، وتشير كل المؤشرات إلى فرصة كبيرة لحصولها على الجائزة.
بانا ليست مجرد اسم آخر في قائمة المرشحين، بل هي رمز لإرادة الطفل السوري وتحديه للصعاب، الذي عاش أصوات الحرب ومراراتها، ورغم كل ما عاشته، لم تستسلم بانا لليأس، بل حولت معاناتها إلى طاقة إيجابية تدفعها للعمل من أجل الآخرين.
تمثل بانا ملايين الأطفال السوريين الذين حُرموا من طفولتهم، لكنهم لم يفقدوا أحلامهم، اختيارها هو إيصال لصوتهم إلى العالم أجمع.
الجدير بالذكر أن الجائزة لا تتوقف عند التكريم المعنوي، بل تشمل منحة مالية قدرها 50,000 يورو، وسيتم تخصيص هذه الأموال لدعم أطفال سوريا، مما يعني أن نجاح بانا سينقل المعاناة السورية إلى حيز جديد، هو حيز الدعم العملي والمالي المباشر، الذي سيساهم في رسم ابتسامة على وجوه أطفال آخرين.
ترشح بانا العبد لجائزة السلام الدولية للأطفال هو أكثر من خبر عابر، إنه رسالة إلى العالم بأن أطفال سوريا، رغم الجراح، قادرون على إضاءة شمعة في ظلام الحرب، وهو في الوقت نفسه تذكير للإعلام المحلي بأهمية تسليط الضوء على النماذج المشرفة التي تثبت أن الإنجاز السوري ما زال حاضرًا على الخارطة العالمية، حتى في أصعب الظروف.