معركة التحرير محطة مشرقة في حياة سوريا

يعيش السوريون اليوم بكل فخر واعتزاز ذكرى بدء معركة التحرير التي كانت مرحلة مفصلية في حياتهم وحياة سوريا التي نقلتهم من عهد نظام مستبد إلى عهد تسوده الحرية والاستقلال و الكرامة والازدهار .
معركة التحرير التي خاضها السوريون بكل شجاعة وإباء ,استمرت على مدى 14 عاما كانت حافلة بالبطولات والانجازات التي حققها الثوار في المعارك التي خاضوها وتكللت بتحقيق النصر المؤزر الذي كان سوريا صرفا دون تدخل خارجي بل بسواعد وجهود أبناء البلد الذين صمدوا وبذلوا الغالي والنفيس وقدموا التضحيات التي لاتعد ولا تحصى في سبيل الوصول إلى مبتغاهم وتحقيق النصر الذي غير وجه سوريا وأعاد لها ألقها وحضورها المحلي والعالمي وأخرجها من العزلة والتقوقع الذي كان مفروضا عليها في عهد النظام البائد .
إن معركة التحرير التي تصادف اليوم الخميس ذكرى انطلاقتها قبل عام، تعد حدثا استثنائيا في تاريخ سوريا ونصرا كبيرا شكل الركيزة الأساسية للعهد الجديد لسوريا الحديثة المبنية على أسس قوية وخطط وبرامج شاملة لجميع مجالات وميادين الحياة , فسرعان ما صححت سوريا مسارها وحددت توجه بوصلتها ووضعت خططها وبرامجها ,ففي المجال السياسي حققت قفزات وانجازات نوعية في فترة زمنية قصيرة واستطاعت بحنكة قيادتها كسب التأييد والدعم العربي والعالمي وفتحت جميع الأبواب التي كانت مغلقة أمام دمشق ومن أهم الانجازات الاقتصادية إلغاء قانون قيصر الذي عزل سوريا وخنقها سياسيا واقتصاديا نتيجة السياسات الفاشلة التي انتهجها النظام البائد , وانفتحت سوريا على العالم وهذا إن دل على شيء إنما يدل على الاستراتيحية والنهج الصحيح الذي تم اعتماده و سرعان ما حقق النتائج النوعية التي أثلجت صدور جميع السوريين الشرفاء .
وعادت سوريا معافاة وفاعلة في محيطها العربي والدولي و أعادت بناء جسور الثقة بينها وبين شعبها على أسس من الكرامة والعدالة والحفاظ على المكتسبات والمصالح المشتركة وبدأت شرايين الحياة تعود من جديد إلى جميع المؤسسات الرسمية التي تشكل العمود الفقري في بناء وتطور الدولة وتعزيز قدراتها الاقتصادية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي وتحسين مستوى معيشة المواطن وتأمين كافة مستلزماته الحياتية بكل يسر وكرامة وبدأت بكل قوة مسيرة إعادة بناء وإعمار البلد وبمشاركة ودعم شعبي مميز. إن ذكرى معركة التحرير ستبقى محطة هامة في حياة السوريين الذين يعيشون اليوم أفراح هذا اليوم وأملهم أن تبقى سوريا مكللة بالعزة والغار يرفرف في سمائها حمائم السلام ويتطلع شعبها إلى المزيد من التقدم والعيش الكريم في ربوع أرضهم التي رووها بدمائهم الذكية لتبقى أيقونة خالدة عبر الزمن .

محمود الشاعر

المزيد...
آخر الأخبار