يصادف اليوم الثامن من شهر كانون الأول الجاري الذكرى السنوية الأولى لعيد التحرير وانتصار الثورة السورية، وهي مناسبة وطنية يدخل من خلالها السوريون مرحلة جديدة تؤكد تطلعاتهم نحو مستقبل أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً، وتعكس إدراكهم لقيمة التضحية والصمود الذي تحقق خلال سنوات طويلة من النضال ضد القمع والظلم.
بمناسبة الذكرى الأولى لتحرير سوريا من النظام البائد التقت العروبة رئيسة فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص عبير النحاس والتي أوضحت أنّ تحرير سوريا من نظام الأسد المخلوع لا يمثل مجرد تغيير سياسي، بل هو تحول تاريخي عميق سيعيد تشكيل حاضر البلاد ومستقبلها, فبعد عقود طويلة من القمع والاستبداد، يأتي التحرير ليمنح السوريين حقهم الطبيعي في الحرية والكرامة، وليعيد القرار الوطني إلى أصحابه الحقيقيين: الشعب.
مضيفة : هذا التحرير يحمل دلالات كبيرة تتجاوز حدود الجغرافيا, فهو يؤكد أن إرادة الشعوب أقوى من منظومات القمع مهما طال الزمن، وأن سوريا قادرة على أن تستعيد هويتها الحرة والمستقلة, إنه إعلان لبداية عهد جديد، يقوم على المواطنة والعدالة والمساواة، ويبعث رسالة للعالم بأن سوريا قادمة بثوب جديد: دولة تسعى للسلام والاستقرار والانفتاح.
وبينت النحاس أن التحرير هو الخطوة الأولى والأساسية لنهضة شاملة, فلا يمكن الحديث عن دولة مؤسسات أو اقتصاد منتج أو عدالة اجتماعية في ظل قبضة أمنية خانقة, فالتحرير يفتح الباب أمام إصلاح جذري لكل القطاعات: من القضاء والتعليم إلى الإعلام والإدارة والاقتصاد, كما يمهد لعودة المهجرين واللاجئين إلى وطن آمن، ويستنهض الطاقات السورية الكبيرة في الداخل والخارج للمشاركة في إعادة الإعمار.
مشيرة إلى أن سوريا الجديدة لن تُبنى بالحجر فقط، بل بالإنسان, لذلك فإن مرحلة ما بعد التحرير ستتطلب عملًا موازيًا في المصالحة المجتمعية والعدالة الانتقالية، لطيّ صفحة الماضي من دون محو الذاكرة، ولصياغة عقد اجتماعي جديد يستوعب الجميع.
وختمت بقولها:باختصار، التحرير هو بداية مشروع وطني كبير لإعادة بناء دولة حرة، عادلة، وآمنة، تستعيد مكانتها الطبيعية بين دول المنطقة والعالم.