رغبة جامحة وحماس كبير امتلكتا الموسيقي فؤاد النمرة لاقتحام مجال الموسيقا من بابه الواسع ليخوض تجارب غنية في التلحين والعزف والكتابة متخطيا كل الصعوبات و راسما لنفسه طريقا خاصا به قوامه الإبداع.
اجتهاد شخصي ..
وعن مرحلة البدايات ونشاطاته الفنية قال : تم اكتشاف موهبتي في الغناء في الصغر و كنت أغني وقتها في المدرسة وفي تلك الأيام من عام ١٩٧٥ لم يكن هناك رعاية أو اهتماما بأي موهبة في الريف و كان الاهتمام شخصيا والاجتهاد ذاتيا و بعد المرحلة الثانوية التحقت بمعهد إعداد المدرسين قسم تربية موسيقية ، و بدأت اهتمامات الأهل في مرحلة الدراسة بالمعهد ولكن اهلي كانوا يحبذون لو أنني درست مجال الهندسة أو التحقت بالكلية الحربية و هذا أفضل من دراسة الموسيقا وكما نعلم أن الموسيقا في المدرسة في تلك الأيام كانت للتسلية أو للمساندة في الدرجات والفضل الأكبر بانطلاقي والإبحار في بحر الموسيقا هو مساعدة مدرستي و اجتهاد الإدارة والكادر التدريسي الواعي في بعض الأنشطة و تجسد ذلك بالمواظبة على إقحامي بالمشاركة في النشاطات الفنية المدرسية التي كانت تحصل في كل مناسبة وطنية …و لم تكن الموسيقا عائقا أبدا في طريق دراستي لأنها كانت الحلم الذي أسعى لتحقيقه والسبيل للجوء إليها في مفاصل الحياة الصعبة.
التلحين والكتابة
وعن تجربته في الكتابة والتلحين قال:أول تجربة لي في الكتابة كانت في عام 1988 حيث كتبت أغنيتين بعنوان فراقك ولحظة وبعدها تمكنت من تلحين هاتين الأغنيتين ومن هنا اكتشفت أنه عندما أمسك القلم للكتابة يمكن تصوير ما في داخلي من أفكار أبني عليها كلمات أغنية أو نشيد وكنت غالباً استخدم العود للتلحين وكتابة النوتة الموسيقية بهدوء ومن خلال تدريسي لمادة العود لسنوات في دورات التأهيل التربوي زادت إمكانياتي في التلحين والكتابة بسبب الاحتكاك والتعرف على الكثير من العازفين والشعراء من مختلف المحافظات السورية في تلك الآونة وقد كان للعمل في منظمة الطلائع الدور الكبير والراقي وبسبب الصدق والمحبة لعالم الطفولة الجميل.
وهذا الاحتكاك والعيش اليومي مع الأطفال أسس لي منهج عمل بمعنى أن كل ما يفكر به الطفل أكتب عنه وألحنه ومن هنا ساهمت ألحاني وأناشيدي في مسرحة الأغنية المدرسية وإدخال الحركة الراقصة في جوها الجميل .
علاقة روحية
وعن علاقته بآلة العود قال : سر العلاقة الروحية التي تربطني بآلة العود تحديدا دون غيرها من الآلات الموسيقية هي علاقة روحية لأنها تنطق بما في داخلي وهي المترجم للغة أحاسيسي وهي مرآة جمال الروح وما يخالج نفسي من مشاعر و ما تعجز عن التعبير عنه الكلمات و أحب أن اعزف كافة أنواع القوالب الغنائية والموسيقية وأخص بالعزف التقاسيم لأنها لغة العازف وإحساسه ،و لحنت العديد من أغاني وأناشيد الأطفال ومجموعة من أناشيد الراحل سليمان العيسى والعديد من أغاني مسرح الأطفال ومن هذه الأغاني الوطنية اسكتش الرواد شمسك ياسورية _قوس النصر – رضاكي يا أمي – حروفك سورية_ الفرسان _ للعب والسلامة الفنان الصغير الخ ..
وعددا من القصص القصيرة للأطفال كما كانت لي مشاركات كثيرة مع فرقة نقابة المعلمين منذ العام ١٩٨٦ ولغاية 1٩٩٤ , و مشاركات كثيرة جدا مع منظمة طلائع البعث ..مثل مهرجان أغنية الطفل السوري على مسرح الدراما في دار الأوبرا بدمشق حيث قدمت ست أغان من كلماتي والحاني أهمها .. طيور الجولان و فازت هذه الأغنية بالمسابقة بالجائزة الأولى وآخرها مهرجان عيد الطلائع بحمص ٢٠١٩ وقد كرمت من قبل نقابة المعلمين و مديرية التربية و منظمة طلائع البعث في العام ٢٠٠٥
ليس لدي اهتمام بالموسيقا الغربية او العالمية ولكن كوني مدرسا للمادة لدي ثقافة فيها عن ماهيتها وعن أهم الموسيقيين في العالم وأنا عاشق متيم بالموسيقا العربية وحصدت النجاحات الكبيرة فيها وعلى أرض وطني الحبيب الذي أفخر به.
قوة الشخصية
وعن أهمية الموسيقا قال :الموسيقا حصنت شخصيتي و كونت لي رصيدا من المحبين والمهتمين والمعجبين وخاصة طلابي الذين درستهم الموسيقا والذين لا يزالون على اتصال معي رغم تخرجهم ونجاحهم في هذا المجال و أثرت الموسيقا في حياتي حتى على الصعيد العائلي فابنتي الآن تدرس سنة أولى في كلية التربية الموسيقية وابني يتعلم على آلة الكمان والموسيقا بالنسبة لهم درع وسلاح في هذه الحياة فقد عرفتهم على الناس وأكسبتهم الاحترام واثبات الذات وقوة الشخصية.
غلاء الأسعار
ومن الصعوبات التي تواجه الموسيقي قال :من أهم الصعوبات في هذه الأيام غلاء الأسعار بالنسبة للآلات و القرطاسية وملحقات الآلات الموسيقية وأجور التسجيل في الأستوديو مكلفة جدا و أقترح أن يتم استحداث مكتبة موسيقية شاملة تتضمن الكتب والمراجع والملحقات اللازمة وتسمح بإعارة هذه المستلزمات لمن يرغب طبعا ضمن شروط وأقترح افتتاح قسم شراء آلات موسيقية بالتقسيط في السورية للتجارة وباستحداث استوديو تسجيل لدى مديرية الثقافة أو نقابة الفنانين و يعامل الفنانون بأجور رمزية .
المزيد...