إن تربية النحل معروفة منذ القديم في سورية و الدليل على ذلك وجود سلالة من النحل تعرف عالمياً بسلالة النحل السوري ، و كان الأسلوب المتبع في تربية النحل يقتصر فقط كما في جميع الدول – على الحصول على مادة العسل – و كان النحل يعيش في الكهوف و بين الصخور و الوديان و الغابات ، حيث يتكاثر فيها بسبب وجود الأزهار و المراعي الطبيعية و نتيجة لاهتمام الإنسان بالعسل و مراقبته لحياة النحل و أسلوب معيشته و عاداته….
كل ذلك شجع المربين و المزارعين على إسكان النحل و التقرب إليه ووضعه في خلايا طينية أطلق عليها اسم الخلايا البلدية الطينية . بعد ذلك صنع المربون الخلايا البلدية الفخارية حيث استبدل مادة الطين بالفخار لأنه أقوى و يتحمل التنقل. بعدها استخدم المربي السوري الخلايا البلدية الخشبية التي أطلق عليها اسم الخلايا الحلبية و استمر الوضع في تربية النحل على ما هو عليه حتى إدخال واعتماد الخلية الخشبية الحديثة ذات الإطارات المتحركة و تم تعميم هذه الخلايا من قبل وزارة الزراعة و الإصلاح الزراعي على جميع المحافظات في سورية ،بالإضافة لذلك عملت الدولة على تأمين أدوات و مستلزمات تربية النحل و توفير الأدوية اللازمة لمكافحة أمراض النحل و آفاته و تأسيس جمعيات متخصصة بتربية النحل تابعة لنقابة المهندسين الزراعيين و جمعيات النحالين التابعة للغرف الزراعية في سورية .
فوائد عديدة
لتربية النحل في سورية أهمية اقتصادية كبيرة و فوائد عديدة تعود على المربين والمزارعين و في مجال الصناعة والتجارة ، عن كل ما ذكرناه تحدث أحد المربين “ معروف مثلا فقال : إن أهم أغراض تربية النحل إنتاج العسل بكميات كبيرة و لا يتحقق ذلك إلا إذا كانت طائفة النحل قوية قبل موسم الغيض و يختلف العسل في قوامه و نكهته و طعمه و رائحته من منطقة إلى أخرى حسب نوع الأزهار حيث ثبت بأن العسل كلما كان لونه غامقا ً كلما ازداد محتواه من العناصر المعدنية و لا بد من التذكير أن إنتاج العسل مرتبط بعدة عوامل منها داخل الخلية “ نوع النحل – قوة الخلية – و خلوها من الأمراض “ وعوامل خارجية متعلقة بالطبيعة و خاصة في مواسم ظهور النباتات المزهرة و توزع خلايا النحل عليها دون أن ننسى خبرة و إمكانية مربي النحل لإنتاج العسل .
فوائد طبية
و أوضح أن الغذاء الملكي عبارة عن مادة هلامية تفرزها الشغالات الفتية من غددها البلعومية لتتغذى عليها طيلة فترة حياتها و للغذاء الملكي فوائد عديدة خاصة في مجال الطب و معالجة بعض الأمراض و يدخل في تصنيع مستحضرات التجميل غالية الثمن ، و لا بد من الإشارة إلى أن النحلة تعيش على خبز النحل المكون من العسل و غبار الطلع لمدة 45 يوماً بينما الملكة تتغذى فقط على الغذاء الملكي و يجعلها تعيش حتى 7 سنوات ..كما تستعمل حبوب اللقاح التي يجمعها النحل كغذاء مركز للإنسان و ذلك لما تحتويه من مواد غذائية هامة علاوة على استعمالها في تغذية النحل و لحبوب الطلع فوائد علاجية عديدة منها الوقاية من الشيخوخة المبكرة و الهرم و معالجة تضخم البروستات لدى المتقدمين في السن .. وتقوم شغالات النحل بإفراز الشمع خلال فترة من حياتها بين عمر 12- 18 يوماً و للشمع فوائد كثيرة للإنسان حيث يستعمل في صنع قوالب الأسنان و في صناعة مواد التجميل غالية الثمن و في معالجة بعض حالات الأمراض الجلدية و في بعض الصناعات الكيميائية ..
أما سم النحل فهو عبارة عن سائل شفاف حامضي له رائحة عطرية و طعمه مر و يحتوي على أحماض كثيرة و يستخدمه حالياً بعض الأطباء لمعالجة أمراض الروماتيزم و التهاب المفاصل و تصلب الشرايين ، و يجب الانتباه إلى أن بعض الأشخاص لديهم حساسية زائدة تجاه لسع النحل لذا الحذر مطلوب أثناء معالجتهم بسم النحل ، حيث يؤدي ذلك إلى حدوث اضطرابات تنفسية و بطء في دقات القلب ، و نشير هنا إلى انه لا يمكن للمربي أن يحفظ سم النحل لأن عملية حفظه تحتاج مخابر و أجهزة خاصة مثل سم الأفاعي .
العكبر فوائد كثيرة
و أشار إلى أن العكبر هو مادة راتنجية يميل لونها إلى الاخضرار و تجمعها النحلة من براعم الأشجار و قلف بعض الأشجار الحراجية و للعكبر استعمالات عديدة و فوائد طبية كبيرة ، حيث استخدم منذ القدم في معالجة الجروح و نخر الأسنان و يستخدم حالياً في حالات الإصابة بالقرحة المعدية و معالجة التهاب اللثة و أغشية الفم والتهاب البلعوم و القصبات و في صناعة بعض المراهم الجلدية ,كما يمكن للمربي إنتاج طرود النحل و بيعها مما يزيد دخله بشكل جيد ..
و يقوم النحل عند انتقاله من زهرة إلى أخرى بعملية نقل حبوب اللقاح العالقة في جسمه أو أرجله مما يزيد في عملية إخصاب الأزهار و زيادة نسبة عقدها ، و تدل الدراسات على أن الزيادة في الإنتاج في الحقول التي تتواجد فيها خلايا النحل تتراوح بين 25-35 % عن الحقول التي لا يتواجد ضمن نطاقها خلايا نحل .
رفعت مثلا