يهدف الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الايدز الذي يكون في الأول من شهر كانون الأول من كل عام ، إلى المساعدة على الوقاية من العدوى بفيروس العوز المناعي ، وتقليل التأثر الشخصي والاجتماعي للعدوى ، وتتضافر جهود كل الجهات والهيئات والدول والجمعيات الأهلية والأفراد لمكافحة هذا المرض الفتاك الذي يهدد البشرية بالعواقب الوخيمة .
ومرض الايدز ينجم عن فيروس يدمر الجهاز المناعي في جسم الإنسان فيصبح عرضة للإنتانات القاتلة والأورام السرطانية وكلمة إيدز مشتقة من الحروف الأولى للاسم العلمي باللغة الانكليزية لهذا المرض (AIDS) وبالعربية متلازمة العوز المناعي المكتسب .
وفي رسالة للدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري –المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط –في الاحتفال بهذه المناسبة في أحد الأعوام –قال : سبب العدوى لهذا المرض فيروس عوز المناعة البشري ، وتوجد ثلاث طرق رئيسية للعدوى هي : 1-عن طريق الاتصال الجنسي : بين شخص مصاب وآخر سليم ، سواء كان الاتصال طبيعياً أو شاذاً ، وبين أفراد الجنسين أو الجنس الواحد . وهذه الطريقة مسؤولة عن 90% من الإصابات 2-عن طريق الدم الملوث أو أحد مشتقاته من خلال استعمال الأدوات الحادة التي تخترق الجسم 3-من الأم المصابة إلى جنينها وذلك أثناء الحمل أو الولادة أو بعدها ونسبتها 25-40% ولاتنتقل العدوى بأشكال الاتصال والحياة العادية كالمصافحة والملامسة والطعام والتنفس .
وأوضح أنه على الرغم من توفير المعالجة لنحو 80% من المرضى المحتاجين إليها ، لا يزال هناك العديد من المصابين بالفيروس في دول متعددة الذين لا يعلمون بإصابتهم بالعدوى بالفيروس ، ومن ثم لا يحصلون على المعالجة والرعاية ، وهذا يتطلب بذل المزيد من الجهود لمساعدة الناس على إجراء اختبار تحري الفيروس ، وذلك بشكل طوعي وبسرية شديدة ، وأن يصاحب ذلك تقديم مشورة صحية متخصصة ، لأن المصابين بالفيروس يشعرون بالخوف من التعرض للنبذ من قبل أسرهم أو أصدقائهم أو مجتمعهم .
كما أن للمعايشين لمرض الايدز دوراً محورياً في التصدي الفعال للوباء ، وبمشاركتهم الفعالة يسهمون إسهاماً كبيراً في تحسين برامج الوقاية من هذا المرض وأشاد بالجهود العظيمة التي كرستها وزارة الصحة في سورية للتخلص من الوصمة والتمييز للمتعايشين مع فيروس الإيدز ودمجهم في المجتمع والتقليل من معاناتهم ودعمهم نفسياً واجتماعياً والاستمرار في تقديم العلاج المجاني لكافة مرضى الإيدز إضافة لافتتاح مخابر تحليل الدم بهذا الفيروس ومراكز المشورة الصحية والاجتماعية وكذلك البدء بتطبيق البرنامج الوطني لمكافحة الايدز والذي يتضمن :
– رصد حالات مرضى الايدز من خلال إجراء التحاليل والفحوص السريرية ، ووضع العلاج إن احتاج الأمر .
– متابعة الأشخاص الملاصقين أي العائشين معهم .
– إجراء التحاليل المخبرية المجانية وبسرية تامة .
– تقديم العلاج المجاني للمصابين رغم تكلفته العالية .
– تقديم الإرشاد النفسي والاجتماعي للمرضى وذويهم والفئات عالية الخطورة
– تقديم التثقيف الصحي حول الوقاية من الايدز.
وتشير الإحصائيات إلى إن عدد الحالات المكتشفة من مرضى الايدز في سورية منذ عام 1987 وحتى عام 2015 بلغ 845 حالة منهم 328 غير سوريين غادر منهم 308 أشخاص و7 مقيمين و13 حالة وفاة بأسباب مختلفة أما السوريون فبلغ عدد الحالات 517 حالة منهم 293 مقيماً و18 غير مقيم و206 وفيات بأسباب مختلفة . وبلغ عدد الأشخاص المتعايشين مع المرضى والذين يتلقون العلاج 142 حالة ومع ذلك لا تزال سورية تعد من الدول ذات الانتشار المنخفض بالنسبة لهذا المرض وفي محافظة حمص بلغ عدد المصابين بالإيدز حتى بداية الشهر الثاني عشر من عام 2010 حوالي 23 شخصاً منهم 14 تحت العلاج بمضادات الفيروس نخلص الى القول : إن الوضع الصحي لهذا الوباء مطمئن من ناحية واقع المرض وتطوره وانتشاره مقارنة مع الأرقام المخيفة للمرضى في الأماكن المنتشر فيها .
رفعت مثلا