إن النقص في إدراك أهمية الأسنان وخاصة اللبنية منها ، ما زالت مشكلة في طب الأسنان حيث لا يكترث المريض بأهمية الوقاية من الأمراض التي تصيب الأسنان وذلك نتيجة عدم إدراكه لهذه الأهمية البالغة .
والواقع إن الأسنان اللبنية ليست مجرد أسنان مؤقتة ومطلوب منا العناية بها والمحافظة عليها لتبقى سليمة لأنها تشكل أساسيات الإنسان فهي مسؤولة عن الحفاظ على الفراغات الصحيحة حتى بزوغ الأسنان الدائمة وعن توجيه الأسنان لمواقعها الدائمة والصحيحة .
وللحديث عن أهمية الأسنان اللبنية التقت العروبة الدكتور علاء علي الحسن الذي تحدث عن هذا الموضوع الهام بقوله :
الأسنان المؤقتة هي أفضل حافظة مسافة حتى موعد بزوغ الأسنان والحفاظ عليها شيء أساسي ومهم من لحظة بزوغها وحتى لحظة سقوطها وإن أكثر ما يلاحظ في مجتمعنا هو رأي الناس بالنسبة للأسنان اللبنية المؤقتة هي أسنان لبنية لا أهمية لها نظراً لأنها ستسقط ويحل محلها أسنان دائمة .
والحقيقة هي أن السن المؤقت هذا يجب الحفاظ عليه لأنه هو المسؤول عن توجيه الأسنان الدائمة لمواقعها الصحيحة ، وإذا تم قلع السن المؤقت فذلك يعني ترك مكانه فارغاً ، وبالتالي ستتحرك الأسنان وتميل نحو الفراغ ، مما يؤدي إلى ضيق المسافة وعدم بزوغ السن الدائم أو بزوغه في مكان غير صحيح وبهذه الحالة نحن أمام معالجة تقويمية لإعادة المسافة اللازمة لبزوغ السن الدائم وذلك يحتاج إلى وقت طويل .
علاج السن المؤقت
وعن السؤال فيما إذا كانت الإمكانية متوفرة لعلاج جميع الأسنان المؤقتة قال الدكتور الحسن :
الطب قادر على علاج جميع الأسنان شريطة أن تكون التوعية الصحية والمراقبة من قبل الأهل خلال فترة العلاج وبعدها متوفرة ، وقلع السن ليس شيئاً خطيراً ولا يمكن حدوثه ، فهناك حالات لا خيار للطبيب فيها إلا القلع فوجود طفل لديه امتصاص كبير في جذر السن المؤقت ، وأثناء التشخيص السريري والصورة الشعاعية تبين وجود السن الدائم، وبقي على موعد بزوغه أقل من ستة أشهر . هنا يمكن القول :
إن القلع قرار صحيح وهناك الكثير من الحالات التي تتطلب القلع المبكر للسن المؤقت وفي مثل هذه الحالات يتطلب إجراء حافظة مسافة مكان القلع مباشرة
حافظة المسافة
وعن حافظة المسافة ومهمتها أجاب :
حافظة المسافة هي جهاز يحيط بالأسنان المجاورة للسن المفقود والمسافة الفارغة ومهمتها الحفاظ على تلك المسافة حتى يظهر السن الدائم .
وهذا الجهاز يتطلب مراجعة دائمة لطبيب الأسنان ، وعناية مستمرة وخاصة من ناحية التنظيف لأنه يؤدي إلى تجمع الطعام حول الأسنان وبالتالي تسوسها
أهمية الحفاظ على الأسنان المؤقتة
الحفاظ على السن المؤقت يعني الحفاظ على صحة الطفل حتى اكتمال نموه والوقاية من اضطرابات نمو الأسنان الدائمة والوجه ، والابتعاد عن عمل جهاز تقويمي في المستقبل .
وللسن المؤقت دور مهم في تغذية الطفل وعملية الهضم عنده ، وقلع السن المؤقت يؤدي لصعوبة تقطيع ومضغ الطعام ، وبالتالي خلق مشاكل في الجهاز الهضمي .
موعد بلوغ الأسنان المؤقتة
الأسنان اللبنية عادة يبدأ بزوغها بعمر ستة أشهر حتى عمر سنتين ونصف وموعد سقوطها بين 5-6 سنوات .
وهنا تبرز أهمية الأسنان اللبنية في تأمين البسمة الجميلة وغرس الثقة بالنفس عند الطفل ، وكم من أطفال اعتذروا عن الذهاب إلى المدرسة أو الروضة وابتعدوا عن زملائهم بسبب تهدم أسنانهم وظهورها بمظهر غير لائق ، أو بسبب رائحة الفم الكريهة ، أو الألم الشديد الذي يعاني منه الطفل بسبب أسنانه مؤدياً إلى انقطاعه عن المدرسة وتراجعه في تحصيله العلمي .
إضافة إلى أن الأسنان اللبنية المؤقتة تساعد في اكتساب مخارج الحروف وبالتالي إتقان الكلام والنطق السليم لدى الطفل
كيفية الحفاظ على السن المؤقت
وعن كيفية الحفاظ على السن المؤقت قال الدكتور علاء :
يبدأ الحفاظ على السن المؤقت من المرحلة الجنينية « أي عندما يكون الجنين في بطن أمه « بصورة غير مباشرة من خلال الاعتناء بصحة الأم وغذائها خلال فترة الحمل ، وبصورة مباشرة بعد الولادة من خلال الغذاء المقدم للطفل قبل بزوغ أسنانه ، إضافة إلى العناية بالبيئة الفموية بعد الرضاعة ، لتهيئة الفم لاستقبال أسنان نظيفة ومعافاة . ويتم ذلك باستخدام قطعة شاش مبللة بالماء لإزالة آثار الحليب المتراكم على اللثة .
والوسيلة الأفضل لتعليم الطفل طرق العناية بأسنانه هي الأم ، فهي القدوة في ذلك ، لأنها إذا اعتنت بأسنانها بشكل منتظم فإنها ستكسبه هذه الأهمية بطريقة غير مباشرة ، بالإضافة إلى ابتكار الطرق المسلية التي تجعل تنظيف الأسنان أمرا محببا له .
وأن تدعوه لتنظيف أسنانه معها ، أو تسمح له باختيار فرشاة أسنان مناسبة بنفسه أو إعطائه هدية رمزية بعد إنجاز عمله .
على أن تبتعد عن تقديم الحلوى والسكاكر كهدية لطفلها ، لأنها ستسعده من ناحية وتؤذيه من ناحية أخرى .
ختاماً
وفي ختام حديثه قال : إن الأسنان اللبنية المؤقتة هي نعمة من الله يجب الحفاظ عليها ، وفي حال حدوث أي خلل يجب اللجوء إلى طبيب الأسنان لتقديم الإجراء المناسب فعلى الأم أن تكون الدواء لتسوس أسنان طفلها لا أن تتسبب له بإيذائها.
جنينة الحسن