الفنان رئيس أتاسي: أمضيت شبابي عاشقا ً للمسرح ولاعبا ً رشيقا ً على خشباته

مشوار فني طويل بدأه الفنان رئيس أتاسي في السبعينات على خشبة المسرح ، أغناه بأعماله المسرحية المتعددة و تجاربه الغنية في التمثيل والإخراج ، ساعده في ذلك الصقل الكامل لموهبته ، وليرسم لنفسه طريقا خاصا به قوامه الإبداع.
الحاضنة الفنية
وعن بداياته المسرحية ونشاطاته قال :في الماضي كانت الأندية هي الحاضنة الفنية لتنمية المواهب، وأنا بدأت من نادي الخيام ، وقدمنا عدة أعمال متفاوتة المستوى، و ذلك حتى عام 1966، حيث قمت وبالتعاون مع نخبة من المهتمين بتأسيس ناد فني ، عرف باسم : نادي الفنون المسرحية وعرضنا من خلاله عدداً من الأعمال المسرحية كان أبرزها مسرحية : الزهور لاتذبل أبدا ً تأليف د . رشاد رشدي وإخراجي.
واستمر عملنا في النادي من خلال تقديم مختلف الأعمال منها : الأصدقاء وصرخات عائد .
من بعدها وأثناء تأديتي الخدمة الإلزامية عملت في قسم التوجيه المعنوي، وأصبحت مسؤولا ً عن الأعمال الفنية في الفرقة العسكرية .
مشواري الفني الطويل بدأ عام 1974 حين عملت مع منظمة اتحاد شبيبة الثورة وتقدمت عن طريقها لمسابقة وظيفية، وتم تعييني في شركة ( سادكوب) برفقة أخي وصديق عمري الفنان نجاح سفكوني ، ولمدة /12/ عاما ً في الشبيبة قدمت من خلالها أعمالا ً يصعب حصرها، بعدها طلبت إنهاء تفريغي، وعدت لعملي في الشركة لكني لم أتوقف عن العمل الفني، فقد كنت أفرز كل فصل صيف إلى نادي الأطفال الترفيهي التعليمي بإشراف مكتب نقابة عمال النفط ، وهو خاص بأطفال العاملين في الشركات التابعة لوزارة النفط ، حيث كنت أعمل مدربا ً ومشرفا ً ، أما آخر الأعمال التي ظهرت بها كممثل فكان عام 2014 من خلال اشتراكي بعمل مسرحي مأخوذ عن مسرحية لـ : تشيخوف وكان من إعداد وإخراج الفنان بسام مطر ، وقدم باسم الملتقى الثقافي العائلي في مشتى الحلو، وشاركنا به بحمص من خلال المهرجان الثقافي المسرحي.
و عن انقطاعه عن المسرح قال :ليس هناك سبب مباشر لابتعادي عن خشبة المسرح ولكن هناك ظروف حين يذكر أحدها منفردا ً، يكاد لايقنع ولكن حين تذكر مجتمعة ، فقد تبرر أسباب توقفي فقد أمضيت شبابي عاشقا ً للمسرح لاعبا ً رشيقا ً على خشباته ، وعودتي إليه يمكن أن تحدث في أي وقت ومن خلال رؤية فنية تتطلب أن أكون ضمن محيطها .
بصمة واضحة
وأضاف : كل دور لعبته ، كنت أحبه ، وأهتم بالعمل على بناء شخصيته ، وبالطبع هناك أعمال تميزت ببصمة فنية أوضح ، وكممثل أعتز بأدواري في مسرحيات : توباز للمخرج وليد القوتلي ، الحلاج للمخرج : فرحان بلبل ، الوليمة للمخرج نجاح سفكوني ، الزنزانة للمخرج محمد الحموي ، وبالنسبة للأعمال التي كنت مخرجا ً لها « قرقاش» ، ونلت بها جائزة أفضل مخرج وذلك ضمن المهرجان الفني القطري لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة مدرسة موش- مهنة جذابة ، إضافة لإخراج نشيد المنظمة ضمن إطار حركي معبر وكذلك المسرحيتان «الغنائيتان: دكانة – ريما – بيتنا عالطريق» .
الممارسة الجادة
وعن أهمية الموهبة والدراسة الأكاديمية قال : الموهبة هي الأساس فالمرء لايستطيع أن يكون صاحب صوت جميل ، مالم يكن بالأساس صاحب حنجرة فيها المواصفات المطلوبة .. التعليم الأكاديمي يمكن أن يهذب ويصقل الموهبة، وأنا أعتبره رافدا ً لبحر، منذ عقود لم يكن هناك كليات أو معاهد فنية ، ومع ذلك فكلنا يعرف مشاهير حلقوا في سماء النجومية، بدون أن تتعرض موهبتهم لآلية الصقل.
أما بالنسبة لي فالموهبة .. العمل الدؤوب .. الممارسة الجادة .. المطالبة إتباع الدورات .. المشاركة في المهرجانات كل هذا أسهم في مدي بطاقات المعرفة، وأوصلني ومن خلال طريق طويل إلى نتائج مرضية لي ولمتابعي فن المسرح.
وعن أسباب انتشار فن المونودراما قال : المونودراما أو مسرح الشخص الواحد، ظهر منذ بدايات القرن العشرين ، أما عن أسباب زيادة انتشاره ، فلأنه طريق الإبداع والمسؤولية المحددة ، فهو يلغي الحاجة لوجود شخصيات أخرى وهي بالتالي حتما ً مختلفة الظروف والإمكانية، ناهيك عن التخفيف من العبء المادي لزوم الديكور واللباس والمصروفات الأخرى ، هذا إلى جانب انتفاء الصعوبة في البحث عن نص مناسب، ففي مسرح المونودراما الشخص الواحد هو كل شيء ، وأغلب الأحيان يكون هو الممثل والمؤلف والمخرج بآن واحد ، وهنا تأتي الأريحية في العمل ، لاشخص تأخر أو اعتذر.. لامكان محدد لإجراء التدريبات فهي غالب الأحيان تجري في بيته.. لاشركاء في المسؤولية عن العمل .. تسهيلات في العروض خارج المحافظة، والمهم أيضا ً أنه في أكثر الحالات لاتهم مساحة خشبة المسرح ، لأن الممثل بإمكانه العمل والتكيف معها .
مرآة عاكسة
وعن أهمية المسرح قال المسرح مقياس حضارة الشعوب وتطورها ، وهو المرآة العاكسة لهموم وقضايا المجتمع ووسيلة توعية نوعية تساهم في زيادة الثقافة والمعرفة .
بادرة رائعة
وعن رأيه بالفرق المسرحية الشابة قال : بالنسبة للفرق المسرحية الشابة تعد بادرة رائعة على طريق رفد المسرح وإغنائه ومثال عليها فرقة (بعجرة المسرحية ) التي بدأت تظهر وبشكل متصاعد نحو تحقيق النجاحات المضطردة والمضي قدما ً نحو إنجازات فنية ملفتة وكم أتمنى أن أرى فرقا ً أخرى تساهم في رفد الحركة المسرحية .
لقاء : هيا العلي

المزيد...
آخر الأخبار