اليرقان عند حديثي الولادة ظاهرة شائعة غالباً ما تزول من دون مضاعفات ،عند حديثي الولادة الناضجين ، وأغلب الخدج يظهر عندهم اليرقان في الأسبوع الأول من حياتهم وتصل قمة الإصابة بمرض اليرقان عند حديثي الولادة الناضجين بين اليوم الثالث والخامس من حياتهم لكنها تحدث في فترة متأخرة أكثر لدى الخدج . ويمكن أن تأتي بشكل مبكر منذ اليوم الأول أو الثاني ،وللاطلاع أكثر عن هذا الموضوع التقت العروبة الدكتور غياث الخليل الذي حدثنا قائلاً :
يعتبر اليرقان عند حديثي الولادة فيزيولوجياً ( أمراً طبيعياً ) في غياب مشكلة أخرى تتسبب في تكوينه.
المواليد الرضع يصابون باليرقان بعد الولادة بنسبة أكبر بكثير ، وهذه الظاهرة لها عدة تفسيرات منها:
حليب الأم لا ينتج في الثدي بكميات كبيرة خلال الأيام الأولى ولذلك تكون الأمعاء أقل نشاطاً ، ويكون إفراز البيليروبين منخفضاً وفي حليب الأم توجد أيضاً مواد تبطىء عملية ربط البيليروبين المربوط المباشر وتحوله إلى بيليروبين غير مباشر والذي يتم امتصاصه مرة أخرى في مجرى الدم .
إن الرضاعة المتكررة تزيد من كمية حليب الثدي وبالتالي تنخفض قيم البيليروبين خلال الرضاعة أيضاً ومسببات تنشيط آليات الجسم التي تزيد من قيم البيليروبين غير المباشر أثناء الولادة غير واضحة .
الفرضية المتعارف عليها حالياً هي أن الجسم يحتاج للبيليروبين كمضاد للأكسدة لأن مستوى المواد المضادة للأكسدة الأخرى يكون منخفضاً في هذه الفترة .
يمكن قياس مستوى البيليروبين بواسطة فحص الجلد دون فحص الدم .
لدى بعض المواليد تكون مستويات عالية من البيليروبين نتيجة لإصابة مرضية وعندها يكون اليرقان عند حديثي الولادة غير فيزيولوجي
زيادة تحلل الدم أثناء الولادة يسبب عبئاً على أنظمة التحلل والربط بين البيليروبين والذي يظهر عادة في اليوم الأول من الحياة
انحلال الدم – تدمير خلايا الدم الحمراء – يمكن أن ينشأ بسبب إنتاج الأم لأجسام مضادة لكريات دم الطفل ، فالأم التي تكون فصيلة دمها ( -rh) عامل الريزون سلبية يمكن أن تنتج أجساماً مضادة لجنينها إذا كانت فصيلة دمه (+rh) إيجابية ، ويحدث إنتاج المضادات بعد وصول خلايا الدم الحمراء من الطفل إلى مجرى دم الأم .
هذه الظاهرة التي تحدث بشكل طبيعي خلال فترة الحمل تزداد عند الولادة أو خلال عمليات أخرى مثل الإجهاض أو الإصابة لمنع إنتاج الأجسام المضادة من قبل الأم تعطي المرأة التي تكون فصيلة دمها / D / سلبية علاجاً بمضاد يسمى مضاد/ -rh / في الأسبوع 28 من الحمل و أيضا عندالولادة و في أي حالة يتحمل فيها دخول كمية كبيرة من كريات دم الجنين في حالات الحمل القادمة إذا كان فصيلة دمه / +rh/ ايجابية
هذا التحلل للخلايا يؤدي إلى قصور في قلب الجنين و حدوث اليرقان المرضي بعد الولادة
العدوى الجرثومية خلال الفترة القريبة من الولادة و التلوثات الفيروسية التي تحدث أثناء الحمل تسبب اليرقان المرضي عند حديثي الولادة نتيجة لحدوث مزيج من تحلل الدم الزائد و تضرر الكبد
كما أن الأمراض الأيضية و الاضطرابات الخلقية في مبنى الكبد يمكن ان تظهر كيرقان مرضي عند الولادة
يرقان حديثي الولادة يزداد حدة نتيجة الكدمات أثناء الولادة
نقص في فعالية الغدة اليرقية
تركيز زائد للدم و مرض السكري الحملي
أسباب و عوامل خطر اليرقان
المادة المسببة لليرقان هي البيليروبين الذي ينتج عند تحلل هيم المركب من الحديد و البورفيرنيات و الذي يعتبر تحلل خلايا الدم الحمراء مصدره الرئيسي تحلل الهيم يؤدي لإنتاج بيليروبين غير ذائب في الماء و لذلك فإن جزءاً منه يرتبط ببروتين الألبومين في الدم و يتسرب جزء منه إلى الأنسجة المختلفة
و لكي يستطيع الجسم إفراز البيليروبين فإنه يدخل إلى الكبد و هناك يرتبط بحمض الفلوكورونيك و يصبح قابلاً للذوبان و يفرز من خلال القناة الصفراوية إلى الأمعاء و من ثم يفرز مع البراز
البيليروبين المربوط و القابل للذوبان في الماء يسمى البيليروبين المباشر و يسمى البيليروبين الذي لم يتم ربطه في الكبد بغير المباشر
ينجم اليرقان لدى حديثي الولادة عند تحلل زائد لخلايا الدم الحمراء في الجنين بعد الولادة و إنتاج خلايا دم حمراء ناضجة ملائمة للحياة بشكل أكبر خارج الرحم
هذا التحلل يشكل عبئاً ثقيلا جدا على جهاز الكبد عند المولود و الذي يعمل بشكل بطيء في الأيام الأولى للحياة نتيجة لوجود هذه العوامل يتم تراكم البيليروبين بالأساس غير المباشر و الذي يسبب اللون الأصفر للمولود …
خلال الأيام الأولى من حياة الجنين ينضج جهاز الكبد و يتناقص اليرقان تدريجياً
مضاعفات اليرقان عند حديثي الولادة
و تابع د. غياث عن مضاعفاته قائلاً :
إذا زاد مستوى اليرقان يمكن أن يدخل البيليروبين إلى الجهاز العصبي و يسبب ضرراً عصبياً « يرقان نووي «
قد يعاني المولود من التخلف أو الصمم أو اضطرابات في الحركة أو من تؤتر العضلات و اضطراب في حركة مقل العينين و مبنى أسنان غير سليم
هذه الظاهرة نادرة للغاية و تحدث كثيراً عندما يكون هناك يرقان مرضي حيث يتجاوز نسبة البيليروبين 20 %
العلاج
و عن العلاج تحدث د. خليل بقوله يتم العلاج عن طريق :
-زيادة كمية التغذية بواسطة زيادة تكرار الرضاعة أو عن طريق إضافة بدائل الحليب الأم
العلاج بالضوء فإذا استمر ارتفاع مستوى اليرقان يمكن تجاوز الكبد عن طريق تحليل البيليروبين بواسطة الضوء .
لأن الضوء الأزرق الموجود في الضوء الأبيض يحول البيليروبين إلى مادة تفرزها القناة الصفراوية و الكلى
-يمكن خفض مستوى البيليروبين بواسطة الوقف المؤقت للرضاعة الطبيعية و استئنافها بعد يوم أو يومين و هذه الطريقة لا ينصح بها إلا إذا استمر ارتفاع مستوى اليرقان على الرغم من إعطاء التغذية الملائمة و على الرغم من -العلاج بالضوء
العلاج بالدواء
استبدال الدم « عندما تصل نسبة البيليروبين إلى أكثر من 20 %.
جنينه الحسن