ماذا تفعل عندما تخسرها؟ اكسب ثقة الآخرين .. وامش واثق الخطوة

لا شك أن كسب ثقة الآخرين هو من أهم الأشياء التي يجب على الشخص امتلاكها سواء كان موظفا أو تاجرا أو طبيبا أو محاميا … وسواء كان رجلا أو امرأة ، غنيا أو فقيرا ..
إننا جميعا نحتاج إلى ثقة الآخرين بنا وأن نثق بالآخرين في المقابل ولا غنى لنا عن هذه الثقة بأي حال من الأحوال ومن القواعد المهمة لهذه الثقة هي ألا نفقدها فلربما عمل واحد أو تصرف ليس له أهمية بنظرك أو كلمة تلفظها دون تفكير تنبئ الناس بما تريد أن تخفيه قد تعطي صورة خاطئة وتزعزع ثقة الآخرين بك ، ومتى فقدتها فمن العسير إن لم يكن من المحال أن تستردها ثانية والأمثلة كثيرة على ذلك :
أهل .. للثقة
سعاد – طالبة جامعية قالت : لقد قطعت علاقتي مع صديقتي نهائيا نتيجة كذبها علي مرة واحدة وكما يقول المثل من يكذب مرة واحدة فقد يكذب عدة مرات وأنا لا ادري كم ستكذب علي إن استمرت علاقتي بها ولذلك لم أعد أستطيع الوثوق بها ثانية .
غيث – عامل بناء قال : الثقة مطلوبة في هذا الوقت الصعب وحتى نكسب ثقة الناس يجب أن نظهر لهم أننا نهتم بهم وبمصالحهم الخاصة ولا يقتصر الاهتمام على مصالحنا فقط ولا يكفي أن تكون الثقة موجودة بين الأصدقاء فقط بل يجب أن تكون بين الناس جميعا وخاصة في التعاملات المادية وكثيراً ما نسمع من يطلب عمال بناء وأول طلباته أن يكونوا « محل ثقة » .
« أزمة » ثقة
حسن – مدرس قال : عدم الثقة موجودة اليوم في أغلب أماكن العمل وحتى في البيوت ففي سنوات الحرب التي مرت على البلاد وخاصة في السنوات الأولى كنا لا نثق بأحد وكنا نخاف من البائع وسائق الحافلة ولا نثق بأي غريب يلقي علينا التحية أو يسألنا عن مكان ما وكل ذلك بسبب فقدان الأمان ولذلك أصبحنا نختار أصدقاءنا بكل دقة وبعد عدة اختبارات وبالمقابل قد لا نكون نحن أيضا محل ثقة الآخرين وقد ينظرون إلينا كما ننظر لهم .
مازن – أعمال حرة قال : لقد أصبحنا نعاني من أزمة ثقة فكل ما حولنا يخدعنا عن قصد أو دون قصد أصبحنا لا نثق بالخبر الذي نسمعه من جهة ما لعدم ثقتنا بها – حتى لو كان صحيحا – لأنها نقلت إلينا الكثير من الأخبار الكاذبة …وإذا ابتعدنا عن كل ذلك واتجهنا لأصغر خلية هي الأسرة ووجدنا الزوجة تكذب على زوجها والولد يكذب على أهله فالحال سيكون الارتياب بكل الأقوال ومنها الصادقة … وباعتقادي أن ثقة الناس كي يكتسبها الإنسان يجب عليه أن يختار الوقت المناسب لعرض ما يريده وقول ما يرغبه .
وائل – موظف قال : لا يستطيع الإنسان أن يعيش دون ثقة متبادلة بينه وبين الناس المحيطين به فأنا مثلا أضطر للتعامل مع الطبيب والبائع والمدرس وعامل التصليحات بأنواعها … ولذلك أنا بحاجة إلى الثقة بهؤلاء جميعا كي أستطيع التعامل معهم بأريحية وأنا أيضا بحاجة لأن يثق الناس بي وخاصة جيراني وزملائي في العمل كي تستمر الحياة دون تعقيدات.
الأزواج و الثقة
مروة – موظفة قالت : لا طعم للحياة دون ثقة وخاصة في العلاقة الزوجية فإن لم تكن الثقة موجودة ستفشل العلاقة حتما ….. وهذا ما حدث معي فقد كان كان زوجي يأتي في آخر الليل بحجة عمله الإضافي وكنت أثق به وأصدقه ولكن مع تكرار انكشاف خدعه أصبحت لا أثق به ولم أجد بدا من طلب الطلاق لعدم تفاهمنا وفقدان الثقة بيننا .
ناديا – أمينة مكتبة قالت : أنا مطلقة وسبب ذلك يعود إلى انعدام التفاهم بيني وبين زوجي فلا أساس للثقة في المنزل وقد حذرت زوجي من السقوط في هذا المنحدر لكنه لم ينصت لي وحصل الطلاق .
علاء – موظف قال : كم من الأسر والعائلات مهددة بالفشل بأي لحظة ونتيجة ذلك انعدام الثقة بين أطراف الأسرة وخاصة الأب والأم فالزوجة تخرج من البيت أو تشتري ثوبا أو قطعة ما ولا تخبر زوجها ، والزوج أيضا يخفي عن زوجته أشياء كثيرة في حياته ، من هنا لا بد أن تأتي لحظة وينهدم بيت الزوجية وتفشل العلاقة بين الزوجين ويكون الأولاد ضحية ولا يعرفون بمن سيثقون مستقبلا .
عادل – صاحب محل قال : ما نفع الحياة إن لم نجد من نثق به وخاصة في العلاقات الأسرية ؟ فأنا لا أستطيع أن أتوجه إلى العمل إن شعرت أن زوجتي تشك بتصرفاتي لأن هذا يقلل من احترامي لنفسي أولا ومن احترام أسرتي لي وبالمقابل سينعكس علي سلبا من حيث المنغصات التي سأواجهها والمبررات التي سأقدمها لزوجتي في كل يوم أعود فيه للمنزل .
أهم الأسباب للثقة
بتول أحمد اختصاصية في علم الاجتماع تحدثت عن أهم الأسباب لكسب ثقة الناس حيث قالت : إن الوعود التي نبذلها والأحاديث التي نصدق بها هي من أهم الأشياء في حياتنا فعلى الإنسان ألا يفرط في الوعود بل أن يصدق ويعد بأقل مما يمكنه القيام به لا أكثر منه ، فإذا تحقق الوعد كان ذلك أدعى إلى زيادة الثقة ، وتصلح هذه للتاجر والطبيب والمحامي ولجميع الناس وخاصة الزوجين ، فمثلا قد يعد محام بكسب الدعوى ثم تأتي الظروف غير مواتية فيؤخذ وعده هذا عليه وتهبط مكانته بين موكليه ، حيث أن خير السبل لكسب ثقة الناس هو أن يراعي مصالحهم لا مصلحته والأهم الإحجام عن الإفراط في الوعود أو الإدلاء بأي قول أو عمل يقلل من ثقة الناس .
فالإنسان يجب أن يتعود على ثقة الناس به بل ويعود نفسه على ثقته بالناس فلولا تبادل الثقة بين الناس لما تم بينهم تعاون ولا عقدت صفقات ولا أديت خدمات .
منار الناعمة

المزيد...
آخر الأخبار